صرح د. أحمد محسن قاسم أمين تنظيم جزب الجيل الديمقراطي، بأن الحوار الوطني في حد ذاته حقق أمالا كان المهتمين بالشأن العام من سياسيين واقتصاديين وإجتماعيين يرونها بعيدة عن التحقق مثل الجلوس على مائدة حوار واحدة للمؤيدين والمعارضين والوسط بل وغير المؤدلجين أيضا من المتخصصين دون إستدعاء للصورة الذهنية للمشادات والمشاحنات بين المختلفين فكريا – وان كانت حدثت في بعض الموضوعات – لمناقشات تدور حول سياسات وأنظمة تتصل إتصال مباشر بمصالح الجميع اتفاقا واختلافا.
[[system-code:ad:autoads]]
ونوه "قاسم"، في تصريحات صحفية اليوم، الى أن الحوار الوطني من خلال فعالياته ساهم في تقديم وجوها جديدة ما كانت لتخرج للعمل العام لولا منصة الحوار الوطني لغياب المنصات متعددة الأطر التي يمكنها استيعابهم وتقديمهم على اختلافاهم، لافتا إلى أن الحوار الوطني قدم وجوها من الشباب السياسيين و أصحاب الفكر وكذلك المتخصصين من أصحاب الإسهامات بعيدا عن المنصات المتخصصة المغلقة على أصحابها المنخرطين في مجالات التخصص.
وأضاف أمين تنظيم حزب الجيل الديمقراطي ، أن الحوار الوطني أعطى فرصة للأحزاب السياسية الى إعادة بناء نفسها من الداخل من خلال تنشيط أماناتها المختلفة وإستقطاب كوادر جديدة مستعينة بجاذبية فرصة المشاركة بالحوار الوطني كمتحدثين او حضور وتوفير فرص الإحتكاك داخل أروقة جلساته بين مستجدي العمل العام وشيوخه ورموزه.
واستكمل بأن الحوار كان تحديا واختبارا حقيقيا للأحزاب وكيانات العمل العام ظهرت فيه قدرات المشاركين على المساهمة الدولة في صناعة القرار من خلال تحدي إستقراء الواقع في المناحي المختلفة وكذلك التحدي في أليات الإشتباك مع مشكلات الواقع، وكذلك التحدي في صياغة حلولا متماسكة قابلة للتطبيق ، بعيدا عن التنظير الغير مؤسس سواء بالتأييد أو بالمعارضة، فقد أفرد الحوار مساحة للقائمين عليه وللمشاركين والرأي العام لتقييم موضوعي للأفكار والتوجهات التي تدور داخل المجتمع المصري وحملها المشاركين للحوار.
وأضاف أن حالة الحوار سمحت بتغيير معادلات لكيانات سياسية قائمة بعد التأكيد على وجود المساحات المشتركة القادرة على استيعاب توجهات تلك الكيانات ، وكذلك دفعت سياسيين على تشكيل كيانات جديدة خرجت من رحم الحوار مثل كتلة الحوار ومشروعها بالتحول إلى حزب فاعل في الحياة السياسية.
وأردف قائلا: إن الإستحقاق الدستوري المتمثل في الانتخابات الرئاسية 2023 كأول ممارسة سياسية تالية للحوار الوطني ظهرت بصورة مختلفة وتعددية عن أي انتخابات سابقة كنتيجة مباشرة لأثر الحوار الوطني في تحريك الحياة السياسية والتي جاءت كلها من مكونات الحوار الوطني بدءا من رئيس الأمانة الفنية السيد المستشار محمود فوزي للحوار الوطني بتوليه مسئوليات الحملة الرسمية للرئيس السيسي وكذلك المرشحين المتنافسين وعناصر حملاتهم الانتخابية.
وأضاف ، أن الدعم الذي قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي وكذلك جهود مجلس أمناء الحوار الوطني ومنسقه العام وأمانته الفنية برئاسة المستشار محمود فوزي في تحملهم المسئولية، ظهربجلاء في نجاح حالة الحوار وتحقيق المكتسبات سالفة البيان للواقع المصري وإحداث الحراك في الحياة العامة المصرية وتشكيل واقع جديد سينتج عنه مكتسبات أخرى في المستقبل بالضرورة.
واختتم أمين تنظيم حزب الجيل الديمقراطي حديثه ، أنه بالرغم من كل تلك الجهود من كل مكونات الحوار الوطني والدعم المقدم له على اعلى مستوى في الدولة المصرية إلا أن أداء الحكومة والبرلمان في التعاطي مع مخرجاته يبقى عقبة في سبيل النجاح للتجربة بالكامل و بناء الثقة الملازمة لحالة الحوار بين الدولة وكل الأطراف ومكونات الحوار لأنها بذلك تؤكد تلك المؤسسات على دورها ليس في صناعة المشكلات فقط بل ودورها في إعاقة وضع الحلول لتلك المشكلات وتعمق من حالة الإنفصال بينها وبين مكونات المجتمع المصري ، والمقصود هنا ليس تبني المقترحات بحالتها وتحويلها الى واقع مباشرة بل على الأقل طرحها للتقييم والنقاش والمعالجة داخل اروقتها مما سينعكس إيجابيا على الحالة التي صنعها الحوار ومستقبل الحوار الوطني ككل وهو ما يتوافق مع توجيه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتلك المؤسسات.