الإخلاص شرط من شروط قبول العمل الصالح الذي يبتغى به وجه الله، فلا بد فيه من الإخلاص لله -جل وعلا-، والمتابعة لنبيه -عليه الصلاة والسلام-، فإذا لم يكن العمل خالصا له فإنه حينئذ لا يقبل، وإذا لم يكن صوابا على سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- فإنه لا يقبل، وعلى هذا فعلى كل مسلم أن يسعى جاهدا في تصحيح نيته، وأن يخلص عمله لله -جل وعلا-، وألا ينظر في عمله قبله ولا بعده ولا في أثنائه إلى المخلوق، وإنما ينظر إلى الخالق الذي كلفه بهذا العمل.
[[system-code:ad:autoads]]ويتحقق الإخلاص بصفاء النية في كل الأفعال والعبادات، فالنية هي الأساس في كل شيء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، فلا يشترط فيها الجهر، فمجرد عزمك على فعل هذه العبادة أو الطاعة تكون عزمت النية، ويتحقق الإخلاص أيضا بأن يكون نية الشخص خالصه لوجه الله لا يفكر في كلام الآخرين وتعليقاتهم.
[[system-code:ad:autoads]]كيفية تحقيق الإخلاص لله
وأجمع العلماء حول كيفية تحقيق الإخلاص لله يكون بالآتي:
تربية النفس بأن تؤدي العبادات دون أن يعلم بها أحد من الناس فتكون بينك وبين الله فقط، فلا تحدث أحد بما فعلته حتى لا تقع في الرياء يجب ان يكون لديك يقين كامل بأن كل ما تقوم به من عبادات وطاعات لن يوفي الله حقه وفضله عليك.
كما يتحقق الإخلاص لله بمراجعة الإنسان لعيوبه وما يقصر فيه من الواجبات والفرائض.
ويتحقق الإخلاص لله تعالى بأن يتذكر الإنسان دائما أن الحياة الدنيا زائلة والتدبر في يوم الحساب وأن الآخرة هي دار المستقر.
ويتحقق الإخلاص لله تعالى بتذكر الموت دائما وأنه سيحاسب ولن يساعده في قبره إلا عمله فقط، لذا ينصح العلماء بزيارة المقابر من وقت إلى آخر لتذكر الموت.
ويتحقق الإخلاص لله أيضا بالدعاء وطلب الزيادة في العبادة بقول: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.
تعريف الإخلاص
الإخلاص يعني الصفاء والنقاء وإزالة الشوائب ، وترد بمعنى النجاة، وخلص إلى أمر؛ أي بلغه وانتهى إليه، والإخلاص في الطاعة يقصد به انعدام الرياء فيها، وإرادة وقصد التقرب من الله، أما الإخلاص اصطلاحا: توجيه القصد والعزم في العمل للتقرب من الله -سبحانه- فقط؛ طلبا للثواب وخشية من العقاب وطمعا في نيل رضى الله، دون السعي في نيل السمعة الحسنة أو الرياء.
أهمية النية وأثرها في الأعمال
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النية محلها القلب، فهي عمل من أعمال القلب، والنية لا بد فيها من المقصود الحسن، وتكون النية بقصد حسن عندما تكون موجهة لله رب العالمين، فالإخلاص هو سر الأعمال، والأعمال التي تتم من غير إخلاص أعمال عليها علامة استفهام، وفي الغالب الأعم لا تقبل عند الله سبحانه وتعالى، أما الأعمال التي تتم وفيها إخلاص فإن عليها كثير من الثواب، يقول الإمام الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-: لا يقبل الله العمل إلا بالإخلاص والصواب.
النية هي الأساس في كل العبادات
وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية قائلا: “تكلم العلماء عن هذين الركنين: الإخلاص والصواب، متى يكون الأمر فيه إخلاص؟ عندما يكون لله وحده، وتكلموا عن أن الإخلاص على ثلاثة أنواع أو مراتب ، ولكن هناك عموم الناس إخلاصه أن يكون العمل خاليا من الرياء، والرياء هو الشرك الخفي كما وصفه رسول الله ﷺ ، فينبغي عليك عندما تصلي ألا تصلي للناس، وألا ترائي بعملك هذا من أجل أن يقال عنك إنك مصلي، وعندما تجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى لا تفعل هذا من أجل أن يقال عنك إنك شجاع، وعندما تتعلم العلم لا تريد بذلك الشهرة والمجد والفخار، وأن يقال عنك إنك عالم ويشار إليك بأنك عالم، لا تفعل هذا من أجل هذا، بل لوجه الله وحده، ومن أجل أن يرضى عنك الله.