ربما لم تمتلك من العمر ما يجعلها تؤثر في العالم عبر مسار الحياة الطبيعي، فلم يمهلها الاحتلال الإسرائيلي من عمرها سوى 5 سنوات فقط، وذلك قبل أن يقرر أن يغتالها في جريمة بشعة هزت العالم، ولكن ومع فجاعة جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق أهل غزة، وتخطى عدد الشهداء حاجز الـ34 ألف شهيد، فلا يستمر تذكر مأساة أي شهيد سوى أيام قليلة، وذلك قبل أن يبدأ العالم في التألم لجريمة أخرى، ولكن كان لطلاب أحد أكبر جامعات العالم رأيا آخر، وأردوا تخليد ذكرى الطفلة هند، وذلك ليجعل من عمرها وقصتها الصغيرة دراسا لبشر الهائمين على وجه الأرض الآن، ومن يأتي بعد ذلك من أجيال من البشر مازال في قلوبهم كلمة إنسانية.
[[system-code:ad:autoads]]ففي صبيحة اليوم، قالت جامعة كولومبيا في نيويورك إن المتظاهرين احتلوا قاعة هاميلتون هول بجامعة كولومبيا الأميركية، في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، وهو مبنى سيطر عليه المتظاهرون خلال الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام في عام 1968، ووضع المحتجون لافتة على القاعة تحمل اسم «قاعة هند» في إشارة إلى الطفلة الفلسطينية، هند رجب، التي قُتلت بنيران الجيش الإسرائيلي مطلع العام الجاري وظلت محاصرة داخل سيارة إسعاف بعد مقتل جميع أفراد عائلتها، حيث كانت تبلغ من العمر 5 سنوات، وتلك قصتها بالكامل.
[[system-code:ad:autoads]]البداية 29 يناير ومكالمة للهلال الأحمر
في تاريخ 29 يناير 2024، استلم الهلال الأحمر الفلسطيني اتصالًا من ليان حمادة (14 عامًا)، حيث طلبت المساعدة، وذكرت أن دبابة إسرائيلية قامت بإطلاق رصاص على سيارتهم في منطقة "دوار المالية" بحي تل الهوى جنوب غربي المدينة، وخلال المكالمة، سُمع صوت صراخ الطفلة هند وصوت كثيف لإطلاق الرصاص، ثم توقفت المكالمة فجأة، وكان الهلال الأحمر الفلسطيني نشر تسجيلا صوتيا، يسمع فيه صوت الطفلة ليان وهي تحاول إخبار خدمات الإسعاف بما يدور حولها، وتقول: «عمو قاعدين بطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة»، وبعد ذلك سمع صوت إطلاق وابل من الرصاص بينما كانت ليان تصرخ، لينقطع الاتصال معها بعد ذلك.
بعد ذلك، حاول أفراد الهلال الأحمر إعادة الاتصال، وتبيَّن أن هند، البالغة من العمر 6 سنوات، ما زالت على قيد الحياة، وأوضح سميح حمادة، عم الطفلة، في مكالمة هاتفية لشبكة إعلام عربية، أنه استمر في التواصل مع هند وحاول تهدئتها بأن سيارة الإسعاف في طريقها لإجلائها من الموقع، وبعد ذلك وفي مهمة مستعجلة، توجه طاقم من الهلال الأحمر بتنسيق من خلال الارتباط الفلسطيني من أجل إنقاذها، لكن انقطع الاتصال مع الطاقم بعد ساعات من انطلاقه لإنقاذ الطفلة هند.
12 يوما لمعرفة ما حدث
وفي وقت لاحق، وبعد 12 يوم من انقطاع الاتصال بطاقم الهلال الأحمر، عُثر، يوم السبت 10 فبراير 2023، على جثامين الشهداء الطفلة هند رجب حمادة (6 سنوات)، وخمسة من أفراد عائلتها بشار حمادة وبرفقته زوجته وأطفاله محمد (11 عاما) وليان (14 سنة) ورغد (13 عاما)، بعد محاصرة المركبة التي كان تقلهم قبل 12 يوما، في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، وأعلن الهلال الأحمر العثور على مركبة الإسعاف التابعة له في منطقة تل الهوى بمدينة غزة، واستشهاد المسعفين يوسف زينو، وأحمد المدهون، بعد فقد آثارهما أثناء مهمة انقاذ الطفلة هند.
القصة هزت العالم
وكانت حادثة استهداف هند وأفراد من عائلتها قد هزت العالم، ولم تتوقف المناشدات للعثور عليها بعد انقطاع أخبارها تماما مع مسعفين الهلال الأحمر اللذين خرجا لإنقاذها، حيث جرى توثيق جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحقهم عبر نشر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيلا صوتيا، يسمع فيه صوت الطفلة ليان حادة وهي تحاول إخبار خدمات الإسعاف بما يدور حولها، وكانت تقول: «بطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة»، وبعد ذلك سمع صوت إطلاق وابل من الرصاص بينما كانت ليان تصرخ، لينقطع الاتصال معها بعد ذلك.
واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفلة ليان حمادة بدم بارد خلال اتصالها لطلب النجدة من الإسعاف الفلسطيني، وكانت الطفلة ليان وابنة خالها الطفلة هند رجب محاصرتين مع عائلتهما داخل سيارة، قبل أن تطلق قوات الاحتلال النار على السيارة، ما أسفر عن استشهاد ليان وباقي أفراد العائلة، ونجاة هند في انتظار الإجلاء، ليتم العثور على جثتها بعد بعد 12 يوما من فقدان الاتصال بها.