في استمرار لكارثة الفيضانات المميتة التي حلت بدول شرق إفريقيا، انهار أحد سدود غرب كينيا صباح اليوم الاثنين، وهو ما أدى إلى مقتل العشرات، بعد أن اجتاحت المياه منازل القرى المحيطة بالسد، وتأتي تلك الحادثة، بعد كارثة الفيضانات التي بدأت مع هطول الأمطار الشديدة منذ منتصف مارس الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل ما يقارب من 100 مواطن كيني.
[[system-code:ad:autoads]]وفي خطوات سريعة لاحتواء الآثار الكارثية لتلك الحوادث، اتخذت الحكومة الكينية عددا من الإجراءات العاجلة، وكان على رأسها قرار بالتفتيش على كافة سدود البلاد، وتقيم مدى صلابتها بعد ما تعرضت له من تخزين كميات كبيرة من المياه نتيجة الأمطار والفيضانات، وكانت الحكومة قد اتخذت في وقت سابق، قرارا بغلق المدارس، فيما تخوض أجهزة الدفاع المدنى جهودا كبيرة لمساعدة لمنكوبين في مناطق مختلفة من البلاد.
[[system-code:ad:autoads]]سد منطقة الوادي المتصدع الكبير
وبحسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، فقد قالت الشرطة الكينية، إن انهيار سد في غرب كينيا في وقت مبكر من يوم الاثنين ، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصًا بعد أن اجتاح جدار من المياه المنازل وقطع طريقًا رئيسيًا، وقال مسؤول الشرطة ستيفن كيروي لوكالة أسوشيتد برس، إن سد كيجابي القديم، الواقع في منطقة ماي ماهيو بمنطقة الوادي المتصدع الكبير المعرضة للفيضانات المفاجئة، انهار وتسربت المياه في اتجاه مجرى النهر، حاملة معها الطين والصخور والأشجار المقتلعة.
وبحسب شهود عيان وفق الصحف الكينية المحلية، فقد علقت سيارات وسط الحطام على أحد أكثر الطرق السريعة ازدحاما في كينيا وعالج المسعفون المصابين بينما غمرت المياه مناطق واسعة، فيما تم الإبلاغ عن حالات اختفاء، ولازالت الجهود مستمرة لاحتواء آثار المياه التي غمرت المنطقة المحيطة بالسد المنهار.
100 متوفى بالفيضانات .. وتفتيش سدود البلاد
وتأتي تلك الحادثة بعد أن تسببت الأمطار المستمرة في كينيا في حدوث فيضانات أدت إلى مقتل ما يقرب من 100 شخص وتأجيل فتح المدارس، وتهطل أمطار غزيرة على البلاد منذ منتصف مارس، وقد حذرت إدارة الأرصاد الجوية من هطول المزيد من الأمطار، وفي قرار سريع عقب انهيار السد صباح اليوم، أمر وزير الداخلية الكيني كيثور كينديكي بتفتيش جميع السدود العامة والخاصة وخزانات المياه خلال 24 ساعة ابتداء من بعد ظهر الاثنين لتجنب وقوع حوادث في المستقبل.
وقالت الوزارة إن التوصيات الخاصة بعمليات الإجلاء وإعادة التوطين سيتم تقديمها بعد التفتيش، فيما أصدرت هيئة الطرق السريعة الوطنية الكينية تنبيها لسائقي السيارات للاستعداد لحركة المرور الكثيفة والحطام الذي أغلق الطرق المحيطة بنيفاشا وناروك غربي العاصمة نيروبي.
حوادث أخرى
وبحسب الوكالة الامريكية، فقد شهدت البلاد العديد من الحوادث خلال الأيام الماضية، فقد انقلب قارب في مقاطعة جاريسا بشمال كينيا مساء الأحد، وقال الصليب الأحمر الكيني إنه أنقذ 23 شخصا لكن أكثر من عشرة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين، فيما غمرت المياه المطار الرئيسي في كينيا يوم السبت، مما أدى إلى تحويل بعض الرحلات الجوية، حيث تم تداول مقاطع فيديو لمدرج غمرته المياه والمحطات وقسم الشحن عبر الإنترنت.
وكذلك تضرر أكثر من 200 ألف شخص في جميع أنحاء كينيا من الفيضانات، حيث غمرت المياه المنازل في المناطق المعرضة للفيضانات ولجأ الناس إلى المدارس، وأصدر الرئيس ويليام روتو تعليماته إلى خدمة الشباب الوطنية بتوفير الأرض لاستخدامها كمخيم مؤقت للمتضررين.
غضب الطقس .. أسابيع من الأمطار
وتأتى تلك الأجواء في ظروف مناخية للمنطقة بأكملها، إذ تشهد منطقة شرق إفريقيا الأوسع فيضانات بسبب الأمطار الغزيرة، حيث أفادت التقارير بمقتل 155 شخصًا في تنزانيا بينما تضرر أكثر من 200 ألف شخص في بوروندي المجاورة، وفى كينيا تحديدا، قتلت الفيضانات والأمطار الغزيرة ما لا يقل عن 70 شخصًا منذ منتصف مارس، حسبما قال متحدث باسم الحكومة، وهو ضعف العدد الذي تم الإبلاغ عنه في وقت سابق.
وشهدت الدولة الواقعة في شرق أفريقيا أسابيع من الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة في العاصمة الكينية نيروبي، وكذلك في المناطق الغربية والوسطى من البلاد، وفي محاولة لتخفيف الآثار الكارثية، دحض المتحدث باسم الحكومة الكينية إسحاق موورا المزاعم بأن مئات الأشخاص لقوا حتفهم في الفيضانات المستمرة، وقال إن العدد الرسمي يبلغ الآن 70 شخصًا، فيما ذكرت محطة "سيتيزن تي في" المحلية أنه تم انتشال خمس جثث، من نهر في مقاطعة ماكويني شرقي البلاد، بعد أن جرفت الشاحنة التي كانوا يستقلونها عن جسر مغمور، وتم إنقاذ 11 آخرين.
وقال نائب الرئيس ريغاتي جاتشاغوا، في مؤتمر صحفي بوقت سابق، إن الحكومة خصصت 4 مليارات شلن كيني (29 مليون دولار) لجهود الإغاثة الطارئة، لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل، ويتأثر حاليًا أكثر من 130 ألف شخص، حيث جرفت آلاف المنازل وغمرت المياه منازل أخرى، وغمرت المياه نحو 64 مدرسة عامة في العاصمة واضطرت إلى إغلاق أبوابها، وتعرضت الطرق والجسور لأضرار أو دمرت، وأصدرت إدارة الأرصاد الجوية الكينية تحذيرا من هطول أمطار غزيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع وحثت السكان على توخي اليقظة.