اليوم يصادف ذكرى سقوط الدولة الأموية، وهي ثاني دولة خلافة إسلامية في التاريخ الإسلامي، وذلك في 23 أبريل عام 749 م. كانت الدولة الأموية واحدة من أكبر الدول الحاكمة في التاريخ، وكانت بنو أمية أول أسرة مسلمة حاكمة، حيث حكموا من العام 662 م حتى العام 750 م، وكانت عاصمتهم في مدينة دمشق.
[[system-code:ad:autoads]]سقوط الدولة الأموية
يرى العديد من المؤرخين أن السبب الرئيسي وراء سقوط الدولة الأموية كان تعصب الأمويين للعرب وتمسكهم بالتقاليد واللغة العربية، وعدم قدرتهم على تحقيق المساواة والعدالة في الإسلام، وهذا أدى إلى استياء الموالين الذين لم يكونوا من الأعراب والذين اعتنقوا الإسلام بعد الفتح العربي في فارس والمغرب. وبسبب هذا الاستياء، أصبح الموالون يعارضون الدولة الأموية.
[[system-code:ad:autoads]]يعتقد العديد من المؤرخين أن سقوط دولة بني أمية كان يعني نهاية حكم العرب المسلمين على الخلافة الإسلامية، حيث كان آخر الحكام العرب في الخلافة. وبعد ذلك، تولت الخلافة الفرس والأتراك سواء في حكم العباسيين أو العثمانيين، واستمرت هذه الحالة حتى سقوط دولة آل عثمان وإعلان الجمهورية التركية عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك.
سقطت الدولة الأموية على يد الذين يدعون حق آل البيت في الخلافة. وبعد فشل الثورات التي دعت لحق سلالة علي بن أبي طالب في الخلافة، انتقلت الدعوة إلى الذين يدعون حق سلالة العباس بن عبد المطلب، عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في الخلافة. وتمكن جيش العباسيين بقيادة أبي العباس من هزيمة الجيش الأموي وقتل الخليفة مروان بن محمد.
يذكر كتاب "التاريخ الإسلامى العام: الجاهلية، الدولة العربية، الدولة العباسية ص326" للدكتور على إبراهيم حسن، أن العامل المهم الذى أدى إلى سقوط الدولة الأموية بشكل جلى، ما كان من تعصب الأمويين للعرب مما أدى إلى خروج الموالى على الأموية، وهم غير العرب الذين دخلوا الإسلام عقب الفتح العربى فى فارس والمغرب، وما لبث هؤلاء الموالى أن أصبحوا أعداء العرب لتفضيل العرب أنفسهم عليهم وتمتعهم بحقوق لم يتمتع الموالى بها، لذلك كان الموالى ينتهزون كل فرصة ليكيدوا للدولة الأموية، وظهروا مع كل خارج على الأمويين ولم تكن حركاتهم منظمة، ولكنها اشتدت أواخر العهد الأموى حين فسدت الأحوال بشكل واضح، واستعرت الحروب بين الموالى والدولة الأموية، مما كان له أكبر الأثر فى نجاح الدعوة العباسية حيث احتضن دعاة العباسيين قضية الموالى وأيدوهم ضد بنى أمية.
وبحسب كتاب "الاستشراق والاستغراب: السلطة، المعرفة، السرد، التأويل، المرجعيات ص113" للدكتور محمود خليف خضير الحياني، أن الكثير من القرائن التاريخية تذكر أن الدولة العباسية أسست على بغض العرب، وحدث فى عهد هذه الدولة رد فعل عنيف ضد العروبة وانتشرت الشعوبية حين ذاك انتشارا فظيعا، ورجع العرب فى عهد بنى العباس إلى الصحراء يرعون الإبل من جديد.
ويشير الكتاب إلى أن المستشرق "فلهوزن" أكد على أن الموالى كانوا مضطهدين من قبل الدولة الأموية، مما أدى إلى أن يشارك الأعاجم والموالى فى الثورة على الدولة الأموية مما تسبب فى سقوطها، مشيرا إلى أن العرب كانوا ينظرون نظرة استصغار ضد الموالى والعجم
بعد سقوط الدولة الأموية، تولت سلالة العباسيين الخلافة الإسلامية. وكانت هذه الفترة معروفة بعصر الخلافة العباسية الذهبية، حيث تطورت العلوم والثقافة والفنون في الدولة العباسية، وتمتعت بنمو اقتصادي قوي. لكن مع مرور الوقت، بدأت الخلافة العباسية تتدهور تدريجيًا وتفقد سيطرتها على الأراضي المختلفة.
يمكن القول أن سقوط الدولة الأموية كان له تأثير كبير على مسار التاريخ الإسلامي. فقد أدى إلى تحول السلطة من الأمويين إلى العباسيين، وبدأت فترة جديدة من الحكم الإسلامي. وعلى مر الزمان، تغيرت الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي، وتوالت الدول والدويلات والإمارات المستقلة.
يظل السقوط المؤسف للدولة الأموية في التاريخ الإسلامي محط دراسة وتحليل للعديد من الباحثين والمؤرخين. ومن خلال دراسة تلك الفترة التاريخية، يمكننا فهم أهمية التسامح والمساواة في الإسلام، وضرورة تجنب التعصب والتفضيل العرقي، حتى لا تتكرر أخطاء الماضي وتتأثر الدولة الإسلامية بالانقسامات والصراعات الداخلية.