نجح الباحثون بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية في تحقيق نتائج إيجابية جديدة في زراعة أشجار البن بالأراضي المكشوفة، وتحقيق إنتاجية جيدة من الفدان الواحد في خطوة أولية لزيادة المزروع من مساحات البن الذي تستورد مصر منه سنويا قرابة الـ70 طنا.
تحقيق نتائج جيدة
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تحقيق نتائج جيدة على مستوى الإنتاجية في الزراعة بالأراضي المكشوفة بعد نجاح المعاملات الزراعية المختلفة التي نفذها الفريق البحثي على مستوى برامج التغذية السمادية والتقليم المناسبة لأشجار البن وتم الوصول لإنتاجية بلغت 1.5 طن للفدان، وتم حصادها خلال الأسابيع الماضية.
[[system-code:ad:autoads]]وفى هذا الصدد ، يقول الدكتور إسماعيل عبدالجليل مدير مركز بحوث الصحراء السابق ، إن تجارب زراعة البن فى مصر بدأت منذ أكثر من 40 عاما ، ولكن بدأت الأبحاث على أرض الواقع منذ عام 2007 موضحًا أنه يجب زراعتها داخل صوب زراعية وتحتاجإلى مياه كثيرة ورطوبة مرتفعة .
العائد الاقتصادي
وأشار "عبد الجليل" خلال تصريحات لـ "صدى البلد " ، إلى أن محطة بحوث القناطر الخيرية التابعة لمركز بحوث البساتين نجحت فى زراعة البن لأول منذ أن أنشئت ، ولكن الأهم هو العائد الاقتصادي منه لتوفير العملة الأجنبية التى نستورد بها البن من الخارج .
وناشد مدير مركز بحوث الصحراء السابق، وزارة الزراعة بإجراء التجارب على حسب المعطيات وظروف الزراعة سواء بزراعة البن داخل الصوب الزراعية أو التحميل على أشجار مثل أشجار المانجو وغيرها لتوفير مناخ جيد يمكن زراعة البن به والوقوف على أفضل المناطق الملائمة لزراعته في الجمهورية لإنتاج القهوة المصرية بجودة مرتفعة.
مناخ خاص
وأوضح أن البن يحتاج إلى مناطق تتمتع بمناخ خاص لرفع جودة الثمار ، مشيرا إلى أن زراعة البن من ناحية الرطوبة ومناطق الظل تؤكد أهمية الاستفادة من زراعات المانجو والموالح وخاصة في عدد من المحافظات ذات الظهير الصحراوي، حيث تتوافر الرطوبة المناسبة خاصة في المحافظات الساحلية مثل البحيرة والإسكندرية والإسماعيلية.
ولفت رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق إلى أن التوجه نحو الزراعات غير التقليدية يخدم الزراعة المصرية ويضمن تحقيق عائد مناسب من الزراعة سواء للمزارع أو المستهلك المصري وفقا لمعايير الجودة .
وشهدت محطة بحوث البساتين بالقناطر الخيرية في الفترة بين أعوام 2007 وحتى 2010 تجارب لإنتاج البن أجريت على مجموعة من الأشجار تعود لأحد أصناف البن العربي الواردة إلى مصر على سبيل الهدية من دولة اليمن، ووردت إلى مصر عام 1979 وتمت زراعتها في المحطة وتمت معاملتها لسنوات طويلة كأشجار زينة دون منحها الاهتمام الكافي كأشجار ذات قيمة اقتصادية مهمة، حيث تمتد أشجار البن في المحطة على أكثر من فدان، قبل أن يقوم الفريق البحثي المتخصص في الأشجار والفواكه الاستوائية الأهتمام بأشجار البن المنزرعة بالمحطة وتحقيق نتائج جيدة تعطي أملا في دخول مصر عالم زراعة البن.