نظمت كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بالقاهرة، ندوة تثقيفية تحت عنوان "مبادئ القانون الدولي الإنساني والقواسم المشتركة مع مبادئ الشريعة الإسلامية" وذلك في إطار حرص الأزهر الشريف وجامعته علي التأكيد على القواسم المشتركة بين مبادئ الشريعة الإسلامية ومبادئ القانون الدولي الإنساني.
[[system-code:ad:autoads]]وفي كلمته أكد الدكتور رمضان عبدالله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، أن مبادئ القانون الدولي الإنساني دعت لاحترام كرامة الإنسان حتي في وقت الحرب، موضحًا أنه، إن كان منع الحرب امرًا عسيرًا فليس أقل من أن نحُد من آثارها.
[[system-code:ad:autoads]]وأكد الصاوي، أن القانون الدولي منع الاعتداء علي المدنيين غير المحاربين أو العاجزين من حمل السلاح عمومًا، وهذا ما نصت عليه اتفاقية جنيف لسنة 1949م في المادة 27 منها وفي المادة 12 من نفس الإتفاقية نصت علي احترام وحماية الجرحي في العمليات الحربية.
كما أوضح أنه لابد من تحقيق التناسب بين الضرر الذي يلحق بالخصم، والمزايا العسكرية التي يمكن تحقيقها؛ بمعني إقامة التوازن بين مبدأ الإنسانية والضرورة الحربية، ومن هنا نشأ القانون الدولي الإنساني القاضي باحترام الفرد وإحترام سلامته.
وشدد علي مبدأ التميز الذي يعتبر حجر الأساس في بروتوكول جنيف الإضافي لسنة 1977؛ حيث نصت المادة 48 من البروتوكول علي أن تعمل أطراف النزاع علي التميز بين السكان المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية من أجل تأمين واحترام وحماية المدنيين والأعيان المدنية. مستدلاً بقوله تعالي "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " مشددًا علي حرمة وتكريم الإنسان حيًا وميتاً سواء.
وأضاف أن الكرامة الإنسانية هي الهدف وهي لا تتغير بتغير صفة الشخص، مستدلاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم مر في إحدى الغزوات فوجد امرأة مقتولة فأنكر علي من قتلها بقوله "ما كانت هذه لتقاتل"، منوها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "الإنسان بناء الرب لعن الله من هدم بناء الرب" في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلي حرمة النفس الإنسانية بصفة عامة.
وأوضح أن الشريعة الإسلامية احترمت الإنسان علي أنه إنسان، فالهدف من الحرب ليس إزهاق الأرواح؛ لذا كل من لم يشارك في الحرب يٌحرم الإعتداء عليه فكانت وصيته صلى الله عليه وسلم "لا تقتلوا شيخاً ولا امرأة ولا طفلاً ولا تحرقوا بيتاً ولا شجراً".
وأكد أن الشريعة الإسلامية جاءت للحفاظ علي الكرامة الإنسانية ففي قوله تعالى "فتحرير رقبة" دون النظر للدين أواللون أوالجنس وكذا جاءت القوانين الدولية لتسير على نفس النهج الرباني بتحرير الرق.
وأضاف أيضًا أن الشريعة الإسلامية كرمت الإنسان على أنه إنسان بعيدا عن لونه ودينه وجنسه فقال تعالى " ولقد كرمنا بني آدم" وقال الرسول الكريم "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" وأن الشريعة الإسلامية لا تمانع فيما فيه خير للإنسانية لقوله تعالى " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله".
كما أكدت الشريعة الإسلامية علي الإصلاح أولاً بين الفئات المتنازعة مستدلاً بقوله تعالي " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".
فيما أكد ألفنسو فردو بيريز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة أن الحروب تمثل الفشل الأكبر للانسانية وعندما نعجز عن حل هذا العنف قد يؤدي ذلك إلي انتهاء الحضارة الإنسانية.
وأشار إلى أن العالم يشهد كثيرا من النزاعات المؤسفة مثل ما يحدث في غزة وأن احترام قواعد الحرب يقلل من الضرر بالمدنيين، أن الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني يشتركا في هذه الحقوق “احترام حرمة وحياة الإنسان والمدنيين والأعيان المدنية”.
وشدد في ختام كلمته على أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تستطيع فرض كلمتها علي الدول لاحترام القانون الدولي الإنساني.