تضامنا مع جهود الحكومة لمواجهه الغلاء وارتفاع الأسعار غير المبرر خلال هذه الفترة نتيجة جشع بعض التجار، دشن المواطنون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة المحال التجارية للأسماك تحت شعار ” كتف في كتف لمواجهة الغلاء”.
[[system-code:ad:autoads]]قاطع خليك إيجابي وخليها تعفن
وتشتهر بورسعيد أحد اهم المدن الساحلية بالصيد وتجارة الأسماك، لكن مؤخرا طالت موجات الغلاء السمك لأرقام قياسية غير مسبوقة، وهو الأمر الذي دفع بعض سكان مدينة بورسعيد إلى الدعوة لمقاطعة شراء الأسماك منذ أول أمس الأحد لإجبار التجار على تخفيض الأسعار تحت عنوان "قاطع خليك إيجابي وخليها تعفن".
[[system-code:ad:autoads]]وبالفعل نجحت الحملة منذ يومها الأول لتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ورغم إعلان أصحاب المقاطعة استمرارها لمدة اسبوع، حيث أعلن عدد كبير من أصحاب المحال التجارية للأسماك عن تخفيض الأسعار في اليوم الثاني من المقاطعة، ليتراجع الجمبري نوع الشبار الأبيض من 100 إلى 30 جنيها وأيضا تخفيض سعر البوري من 120 إلى 60 جنيها، وعلى الرغم من ذلك قرر المواطنون استمرار المقاطعة ورفض الشراء، وعروض اليوم الواحد من قبل التجار لمحاولة إفشال المقاطعة، ومازالت مستمرة وسط إصرار المواطنين على عدم الشراء .
إتلاف الأسماك
وتعرض تجار الأسماك في 8 محافظات منها الإسكندرية وبورسعيد ودمياط والإسماعيلية والشرقية وبني سويف والسويس والغربية لخسائر فادحة بسبب الحملة، ولأول مرة تخلو الأسواق من عملائها وروادها وإتلاف الأسماك التي لا تجد من يشتريها.
المقاطعة أحد الوسائل للدفاع عن حق المستهلك
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سمير فرج رئيس جهاز حماية المستهلك السابق، إن مبادرة قطع المنتجات أحد وسائل الدفاع عن" حق المستهلك" وأيضا أحد طرق “حماية” المستهلك الأساسية.
وأوضح فرج ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن المقاطعة من الوسائل الأساسية التي يستخدمها المستهلك للدفاع عن نفسه ضد الغلاء غير المبرر للأسعار، والممارسات غير العادلة لبعض التجار، فكان أول وسائل للدفاع عن المستهلك عن نفسه بأنه يقاطع السلعة المبالغة في أسعارها نتيجة السعر الغير منطقي.
وأكد أن مقاطعة المنتجات ليس بجديد على المواطن المصري، فحدث ذلك في السبعينات عند مقاطعة "اللحوم" وكان حماية المستهلك في المعادي هي التي نادت بالفكرة، وتمسكت الناس بالمبادرة فكان لها تأثير قوي.
المقاطعة من الأسلحة القوية
وأضاف رئيس جهاز حماية المستهلك السابق، أن حملات المقاطعة للتضامن مع أهالينا في غزة أثرت على الشركات العالمية وبعضها اغلق فالمقاطعة من “الأسلحة القوية”.
التجار يستغلون الظروف الاقتصادية
وواصل: هناك تجار يستغلون بعض الظروف الاقتصادية وتحرك الدولار لرفع الأسعار، فالمقاطعة تأتي هنا لضبط الأسواق والأسعار والحد من التلاعب من قبل التجار.
واختتم: التنظيم في عملية المقاطعة هام جدا، فتأتي علامة الإنذار المتقطع أفضل كثير جدا من قطع المنتجات طول الوقت، ولكن انذار بورسعيد والإسكندرية لفترة أسبوع لمحاولة التاجر في ضبط أسعار المنتج وتسعيرة بسعر عادل صورة إيجابية، فعكس ذلك من التاجر والمضي في الارتفاع سوف يتأثر التاجر تأثير سلبي وقوي جدا.
الحملة امتدت الي عدة محافظات
ومن جانبه، قال سعيد الصباغ مؤسس الحملة والتي أطلق عليها "خليها تعفن" في تصريحات لـ "العربية"، إنه قرر إطلاق الحملة بسبب وصول الأسعار لأرقام غير مسبوقة لا تناسب محدودي الدخل، بالإضافة إلى وجود حالة انفلات في الأسواق، مشيراً إلى أنه تمت مخاطبة المسؤولين لضبط الأسعار وإحكام الرقابة على السوق، مع ذلك لم يرتدع التجار، مضيفا أنهم واصلوا رفع الأسعار وبنسبة 2000% حتى وصل سعر سمك البلطي إلى 100 و200 جنيه للكيلو والسردين إلى 150 جنيها.
وتابع: أما الجمبري والسوبيا والبربوني وموسي فأسعارها لا تناسب سوى الأثرياء رغم وقوع المحافظة وعدة محافظات أخرى على ساحلي البحر المتوسط والأحمر ووجود مزارع كبيرة وعديدة لتربية الأسماك في كافة المحافظات الساحلية.
المقاطعة لحين التزام التجار للسعر المناسب
وواصل: أنه شارك في جلسات مؤتمر الحوار الوطني وطالب بتخفيض أسعار الأسماك والسلع والخدمات وضبط الأسواق وفرض الرقابة على التجار، وتشديد العقوبات على المخالفين والمحتكرين.
إلى ذلك أكد الصباغ أن الحملة بدأت أولا في بورسعيد ومنها امتدت إلى السويس والإسماعيلية والشرقية وبني سويف والدقهلية والغربية والإسكندرية.
وأضاف أن الأسماك عنصر غذائي مهم لتوفير البروتين للمصريين وكانت أسعارها في متناول الجميع لتعويض ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم وبعد دخولها هي الأخرى قائمة السلع مرتفعة السعر، بات واجبا مقاطعتها لحين التزام التجار ووصولها للسعر الذي يناسب الجميع.
وقال إن سبب اختيار الأسماك لمقاطعتها بعد ارتفاع سعرها هو أنها سريعة التلف ولو استمرت خارج المياه لمدة يومين تفسد وتتلف.
وأعرب عن سعادته بالتزام المواطنين ومقاطعتهم للأسماك، مطالبا بمقاطعة أي سلعة يرتفع سعرها لأرقام غير منطقية لا تناسب المواطنين.
وقال الصباغ إنه وبعد إطلاق الحملة انخفض سعر السمك لأرقام كبيرة، حيث وصل سعر البلطي إلى 30 جنيها بعدما وصل إلى 100 و200 جنيه ومع ذلك مازال المواطنون يمتنعون عن الشراء وسيظلون هكذا حتى تنخفض الأسعار تماما، وتصل لأرقام تناسبهم وتناسب كافة محدودي الدخل.
محافظ بورسعيد يدعم المقاطعة
وقام محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان بالإعلان عن دعمه للمقاطعة وانحيازه للمواطن من خلال رفضه دخول سوق السمك اليوم، قائلا: "مش هدخل غير لما الأسعار تنزل والسمك يتباع للمواطن العادي بالسعر العادل والحقيقي"، يأتي ذلك خلال قيامه بجولة مع رئيس جهاز حماية المستهلك على عدد من الأسواق لضبط أسعار السلع.
وأشاد الإعلامي أحمد موسى، بحملة مقاطعة أهالي بورسعيد لشراء الأسماك احتجاجًا على الارتفاع الكبير في الأسعار، مشيرًا إلى أن قرارهم بمقاطعة شراء السمك هو دليل على إدراكهم لقوة التضامن الشعبي في إحداث التغيير.
ودعا خلال تقديم برنامج “على مسئوليتي” المذاع عبر شاشة " صدى لبلد" مساء أمس الإثنين، إلى نشر هذا الوعي في جميع المحافظات، قائلا:"كل التحية لأهالينا في بورسعيد، السوق خالي تماما السمك موجود ومحدش موجود! والمحلات كلها قفلت، مهم جدًا كل واحد النهاردة لما يلاقي سلعة رفعت يخليه إيجابي".
وشدد على فاعلية المقاطعة كأداة لضبط الأسعار ومحاربة الجشع، قائلا:"وعي أهالي بورسعيد لازم ينتشر لجميع المحافظات، في بعض الأنواع انخفضت أسعارها انخفضت 80% من سعرها ومحدش بردو بيشتريها".
وأشار إلى أن حملة المقاطعة حققت أهدافها خلال اليومين الماضيين، بعدما انخفضت مبيعات السمك بنسبة تتراوح بين 60 و 70%، كما تراجعت أسعار بعض أنواع الأسماك بنسبة 80%، قائلا:""لأسعار اتهبدت من امبارح للنهاردة، الأسعار لما الناس تأخد قرار تقدر تهبد أي سلعة، أهل بورسعيد مش هيجرى لهم حاجة لما ميأكلوش سمك لمدة أسبوع".
ولفت إلى تضامن اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، مع أهالي المحافظة في حملة المقاطعة، بعدما رفض خلال جولته مع رئيس جهاز حماية المستهلك زيارة سوق السمك، قائلا:"اللواء عادل الغضبان كان عامل جولة النهاردة وكان في تجاه سوق السمك، التجار قالوا له اتفضل قالهم لأ أنا مش داخل السوق إلا أما تخفضوا الأسعار".
وأكد موسى أن التجار يتحملون مسؤولية ارتفاع الأسعار، لافتا إلى شراء التجار السمك من المزارع بـ 70 أو 80 جنيه ويبيعونه للمستهلك بـ 200 جنيه.
والجدير بالذكر، أن مصر تطل على السواحل البحرية بطول آلاف الكيلومترات، وتضم عددا كبيرا من موانئ الصيد في المدن الساحلية، ونفّذت مصر خلال السنوات الماضية مشروعاً قومياً لزيادة إنتاج الأسماك، حيث أطلقت مشروعات كبيرة منها، بركة غليون، ومثلث الديبة، وشرق التفريعة، وشركة قناة السويس، كما بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك في مصر نحو 88 %.
ووفقا لتصريحات سابقة لوزير التموين الدكتور على مصيلحي، أنه من المتوقع أن يصل حجم إنتاج الأسماك في مصر إلى 3 ملايين طنّ خلال عام 2030، وبلغت صادرات مصر من الأسماك بلغت 29 ألف طنّ، في حين بلغت كمية الأسماك المستوردة نحو 373 ألف طن حسب إحصاء عام 2021.