EN
ماذا يعني دعاء الصالحين (اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا)؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
[[system-code:ad:autoads]]ماذا يعني دعاء الصالحين «اللهم اجعل الدنيا في أيدينا»؟
وقال علي جمعة إن المقصود بـ دعاء الصالحين اللهم اجعل الدنيا في أيدينا: «ألًّا نفرح بالموجود ولا نحزن على المفقود، فيجب أن ندرب ونربي أنفسنا على أن الشيء إذا فقد منا نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، وأن الله إذا ما امتحننا بالعطاء، وأفاض علينا من العطاء، حينئذ نشكر الله سبحانه وتعالى ولا نفرح فرحة تلهينا عن شكر الله».
[[system-code:ad:autoads]]وأوضح أنه عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رجل إلى النَّبِيَّ (ص) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِيَ اللَّهُ وَأَحَبَّنِيَ النَّاسُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عند النَّاسِ يُحِبُّك الناس».
وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية: "حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة، هذا الحديث فيه أمر بالزهد في الدنيا، والزهد في الدنيا سبب من أسباب حب الله لك، «وَازْهَدْ فِيمَا عند النَّاسِ يُحِبُّك الناس»،يعني القسم الأول، وهو الزهد في الدنيا يلزم منه أن تكون الدنيا في يدك؛ لأن الزاهد في الدنيا هو ما امتلكها ولم تدخل قلبه، أما من لم يمتلك الدنيا فإن طبائع الأشياء تجعله بعيدًا عنها.
وبين: "إذًا لابد أن لا تدخل الدنيا القلوب، ولذلك كان من دعاء الصالحين: (اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا)، مشددًا: هذه قمة الزهد أن تكون الدنيا في يديك، ثم لا تدخل قلبك، ومعنى أنها لا تدخل قلبك أنك لا تفرح بالموجود ولا تحزن على المفقود، فهي أداة انظر فعل الله فيها، فإن دامت لك؛ فواجب ذلك الشكر، وواجب ذلك أن تؤدي ما عليك تجاه الآخرين في هذا المال، وأن يسلطك الله على هذا المال بإنفاقه في وجوه الخير والحق والصدقات ومعونة الناس.
ولفت إلى معنى «وازهد فيما في أيدي الناس»: أي لا تنظر إلى الناس ولا فيما في أيديهم ولا تتشوف إليهم ولا تطلبه منهم؛ ولذلك كان أهل الله يقولون: نحن كالملوك لا نطلب ولا نرفض، والنبي ﷺ نهى عن سؤال الناس فقال: «وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ»، ولذلك فإن الإنسان ينبغي عليه أن يزهد فيما عند الناس حتى يحبه الناس.
وشدد على أن الزهد هو الذي يسبب حب الله لك وحب الناس إليك: «ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عند النَّاسِ يُحِبُّك الناس».
