قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن معنى قوله تعالى «وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتىٰ يغنيهم الله من فضله(33)»النور، أن «حتى» المذكورة في الآية معناها «كي» أو «إلى أن» وأن معنى الآية: «تعففوا عن الحرام أيها الشباب غير المتزوج؛ كي يغنيكم الله من فضله» أو «إلى أن يغنيكم الله».
وأضاف على جمعة خلال لقائه في أحد دروسه للعلم والفتوى، ردا على سؤال: ما معنى قول الله تعالى في الآية السابقة؟ أن الإمامين البخاري ومسلم قد أشارا إلى العفاف المقصود في الآية، بما روياه عن ابن مسعود أنه قال : « كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شبابا لا نجد شيئا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».
وأوضح أن الإنسان غير المتزوج ينبغي عليه مراعاة حدود الله وأن يسأل الله أن يقيه شر نفسه، مشيرا إلى قول الشاعر: «والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم، فحاذر النفس والشيطان واعصهما وإن هم محضاك النصح فاتهم، ولا تطع منهما خصما ولا حكما فأنت تعرف كيد الخصم والحكم».
يذكر أن الصحابي أبي هريرة –رضي الله عنه- روى : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة حق على الله -عز وجل- عونهم: المكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله» رواه الترمذي والنسائي.