قال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن هناك من يريد معرفة شيء من فضائل “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”.
فضائل الباقيات الصالحات
وأوضح عبد الرحيم أن هناك كثيرا من الفضائل الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذه الكلمات وهي التي تعرف بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ومن ذلك أنها حين تصعد إلى عرش الرحمن تدور حول العرش وتذكر بقائلها.
روى الإمام أحمد وغيره واللفظ له بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الذين يذكرون من جلال الله من تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ، ألا يحب أحدكم أن لا يزال له عند الله شيء يذكر به).
هذا وهذه الفضيلة لو تدبر المسلم ما فيها من المناقب لظل معظم وقته يقول (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) كيف لا؟ وهي تذكر بقائلها في أعظم مكان حول عرش الرحمن عز وجل ، ولذلك يحضنا صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الذكر بهذه الكلمات، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
الباقيات الصالحات
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن شأن المسلمين في الذكر الاهتمام بالباقيات الصالحات وهي كلمات علمها لنا سيدنا رسول الله ﷺ لنواجه بها الحياة كلها وهي "سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله".
وتابع الدكتور علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "سميت الكلمات الخمسة بالباقيات الصالحات تفسيرًا لقوله تعالى : { المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46]، وقال سبحانه : (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا) [مريم :76] ، قال سيدنا رسول الله - ﷺ - : «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ». قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ».
وأضاف: “هذه الخمسة هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات، نورًا في القبر، وضياءً يوم القيامة، وذكرًا في الملأ الأعلى، موضحاً أننا نواجه بـ (سبحان الله) كل عجيب فالدنيا مليئة بالعجائب منها عجائب ناجمة عن قدرة الله في الكون، أو في أفعال العباد، وهي كلمة نقولها ننزه الله بها عن كل نقص ونصفه بكل كمال مطلق كل هذا في كلمة واحدة قال تعالى : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)”.
وأكمل: (الحمد لله) وهي تعني الثناء على الله لكمال صفاته وعلو شأنه سبحانه وتعالى، فهي تعبر عن شكر الله على نعمته، وتعبر كذلك عن الثناء على الله لغير نعمة، بل لجميل صفاته، فيحمد الله على عظمته وجلاله كما يحمد على إحسانه وإكرامه قال تعالى : (وَلَهُ الحَمْدُ فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) [الروم :18]
وواصل: (لا إله إلا الله) هذه الكلمة تعد الميثاق بينك وبين الله، وبها دخلت دين الله عز وجل، وهي تعني أنه لا يستحق أن يعبد إلا الله سبحانه وتعالى، فلا حق لأحد في الخلق مهما عظم أن يُعبد، ويُتوجه إليه. وفي الحقيقة بقولك هذه الكلمة تدخل الإسلام، وبترديدها ينجلي قلب المؤمن ويزداد إيماناً.
وأبان: (الله أكبر) يستفاد من هذه الكلمة أنه ينبغي أن يكون الله هو أكبر شيء في حياة الإنسان، وأنه القضية الأولى لديه هي (رضا الله) فالله ورضاه أكبر من أي شيء، ولذلك يفتتح الإنسان بها صلاته مذكراً نفسه بأنه لا ينبغي أن يشغله شيء عن ذكر الله، فإن الله أكبر من أي شيء يشغله، ويجدد العهد في الصلاة كلما انتقل من ركن إلى ركن أو من ركن إلى سنة داخل الصلاة دائما يقول لنفسه : الله أكبر، من الدنيا وما فيها، فلا ينبغي أن ينشغل بالأصغر عن الأكبر.
وأردف: (لا حول ولا قوة إلا بالله) وتعني أنه لا يحول ولا يمنع بينك وبين كل ضر أو خير إلا الله، كما أنه لا تصلك ولا يصل أحد خيراً إلا بقوة الله، فبقوة الله وحده تحدث الأشياء، وبحول الله وحده تتمنع الأشياء عن الحدوث؛ لأنه في الحقيقة لا حول ولا قوة لأحد في هذا الكون إلا لله سبحانه وتعالى.
وشدد على أن هذه الكلمة لما فيها من حقائق عالية ومعان غالية كانت كنزاً من كنوز الجنة، فقد قال النبي صلى الله عليهوآله وسلم لعبد الله بن قيس : ( يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله) [أخرجه البخاري].