قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

دعاء المريض للشفاء من كل داء.. للنفس والحبيب والصديق

دعاء المريض
دعاء المريض
×

ورد عن دعاء المريض، في الشرع الشريف كثير من الأدلة التي تقرر مشروعية دعاء المسلم لأخيه المسلم عند زيارته حال مرضه.

دعاء المريض

ومن جملة هذه الأدلة الحديث المذكور في السؤال؛ والذي روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: «إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَهُوَ يُطَيِّبُ نَفْسَ الْمَرِيضِ».

ويُسن للمسلم إذا دخل على مريضٍ لعيادته أن يدعو الله تعالى له بما يُخفف عنه حزنه، ويُفرِّج عنه كربه فيما يتعلق بمرضه وأجله؛ كالدعاء له بطول العمر، وذهاب المرض ونحو ذلك؛ كأن يقول له: لا بأس طهورٌ إن شاء الله، أو سيشفيك اللَّه ويعافيك، أو يُطَوِّلُ الله عمرك وما أشبه ذلك؛ فإنَّ ذلك لا يرد قضاء الله تعالى، ولا يُؤخر أجله المحتوم، ولكن له أثرٌ في تفريح نفس المريض، وتطييب قلبه، وجبر خاطره، وإدخال ما يسره عليه، ويصبح ذلك سببًا لانتعاش طبيعته وتقويتها.

وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «إذا دخلتم على المريضِ فَنَفِّسُوا»؛ أي: وسِّعوا «له في أجله»، بأن يقول: يطوِّل الله عمرك، لا بأس، طهورٌ إن شاء الله، ويشفيك الله، ونحو ذلك؛ «فَإِنَّ ذلك» أي: تنفيسكم له «لَا يَرُدُّ شَيْئًا» من قضاء الله وقدره؛ يعني: الموت، «ويُطَيِّبُ نفسَه» فيخفف ما يجده من الكرب.

دعاء الشفاء للمريض

ودعاء الزائر وكلامه مع المريض لا يمنع الموت؛ وهذا هو المراد بقوله: «فإنَّ ذلكَ لَا يَرُدّ شَيئًا»؛ وليس المراد أن الدعاء لا يرفع المرض؛ قال الإمام الطيبي في "شرح المشكاة" (4/ 1353، ط. مكتبة نزار): [قوله: «فإنَّ ذلكَ لَا يَرُدّ شَيئًا» يعني: لا بأس عليك بتنفيسك المريض؛ فإن تنفيسك المريض ليس له أثر في طول عمره، لكن له أثر في تطييب نفسه. قيل لهارون الرشيد -وهو عليل-: هون عليك، وطيب نفسك، فإن الصحة لا تمنع من الفناء، والعلة لا تمنع من البقاء، فقال: والله لقد طيبت نفسي وروحت قلبي] اهـ.

وقال الإمام المناوي في "فيض القدير" (1/ 340-341، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [«إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ» تعودونه «فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الأَجَل» بالتحريك؛ أي: وسعوا له، وأطمعوه في طول الحياة، وأذهبوا حزنه فيما يتعلق بأجله، بأن تقولوا: لا بأس، طهورٌ، أو نحو ذلك؛ فإن ذلك تنفيسٌ لما هو فيه من الكرب، وطمأنينة لقلبه.. يعني: لا بأس بتنفيسك له؛ فإنَّ ذلك التنفيس لا أثر له إلا في تطييب نفسه. قيل للرشيد وهو عليل: هون عليك وطيب نفسك؛ فإن الصحة لا تمنع الفناء، والعلة لا تمنع من البقاء؛ فارتاح لذلك] اهـ.

فهذا التنفيس والدعاء والكلام له بتطييب خاطره، وإن كان لا يمنع عنه قضاء الله تعالى وقدره بالموت، إلا أنَّه يقوي عزيمته، وينعش خاطره، ويقوي طبيعته، مما يساعد في شفائه، فهذا الحديث يدل على نوع علاج، ويرشد إلى الاهتمام بالجانب النفسي والمعنوي للمريض.

دعاء لشخص مريض تحبه

وعن الدعاء للمريض فرع زيارته، وهو في الأصل مأمور به على كلِّ حالٍ؛ قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55]، وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60].

ووعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» أخرجه الإمام أحمد وأبو داود الطيالسي في "مسنديهما"، والطبراني في "المعجم الكبير"، وصحح الحاكم إسناده في "المستدرك".

وقد رغَّب الشرع الشريف في خصوص دعاء المسلم لأخيه، وبيَّن أنه مستجاب؛ فعن عبد الله بن يزيد قال: حدثني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عزَّ وجلَّ يستجاب" أخرجه الإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن المبارك في "الجهاد"، والدولابي في "الكنى والأسماء".