انتقلت أعداد كبيرة من النازحين الفلسطينيين إلى مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، اليوم الاثنين، لانتشال ما يمكنهم من وسط الدمار الواسع الذي خلفه الهجوم الإسرائيلي، وذلك بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي سحب قواته من المنطقة.
ويمثل انسحاب القوات الإسرائيلية من خان يونس إشارة إلى نهاية مرحلة رئيسية في الحرب علي غزة، وخفض القوات الإسرائيلية في القطاع إلى واحدة من أدنى مستوياتها منذ بدء العدوان.
وبعد 6 أشهر من بدء العدوان على غزة، "انقلب العالم رأسا على عقب" وتغير كل شيء في إسرائيل، ما جعلها "معزولة أكثر من أي وقت مضى"، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وقالت صحيفة واشنطن بوست أنه بينما "يعتقد معظم العالم أن إسرائيل قد ذهبت إلى أبعد من ذلك، لا يعتقد معظم الإسرائيليين أنهم ذهبوا بعيدا بما فيه الكفاية" خلال الحرب.
في غضون ذلك، قالت صحيفة هآرتس العبرية إن الجيش الإسرائيلي أجلى قواته من خان يونس بدون تحقيق أهدافه الرئيسية هناك. ونقلت هآرتس عن ضباط كبار في جيش الاحتلال قولهم إن الانسحاب سببه حالة الإرهاق القتالي، وليس بوادر حسن نية تجاه مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.
في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أن سبب سحب القوات العسكرية من جنوب غزة هدفه "الإعداد لعمليات في المستقبل، منها عملية في رفح".
وأضاف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي: "الجيش لا يزال لديه الكثير من القوات في غزة، فهي حرب طويلة".
من جهتها، ذكرت قناة "كان" العبرية أن الأغلبية بين مؤيدي الائتلاف ومؤيدي المعارضة تعتقد أن هاليفي يجب أن يستقيل، ولكن بعد الحرب.
وفي واشنطن، رأى متحدث باسم البيت الأبيض أن الانسحاب الإسرائيلي هو مجرد "استراحة" لقواته، وصرح جون كيربي، لقناة "أيه بي سي": "بحسب ما فهمنا، إنها في الواقع فترة استراحة واستعادة لياقة لقواته الموجودة على الأرض منذ 4 أشهر".
لكن المسؤول الأمريكي أوضح أن الانسحاب الإسرائيلي ليس "بالضرورة" مؤشرا إلى "عملية جديدة وشيكة لهذه القوات".
ويعتقد خبراء إسرائيليون أن الكلفة العالية التي دفعتها إسرائيل منذ بداية الحرب وحتى الآن قد لا تكون سوى نموذج مصغر في حال توسعت المواجهة شمالا كما يشير الواقع بالنسبة لهم.