لعل ما يطرح سؤال هل ليلة القدرالآن هو أننا نشهد في هذه اللحظة ليلة 29 رمضان وهي آخر الليالي الوترية الخمس ، التي أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتحري ليلة القدر فيها ، وذلك من خلال تحري علامات ليلة القدر التي ظهر معظمها الليلة في 29 رمضان ، فهي دليلنا لمعرفة هذه الليلة المباركة، وقد حددها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم، بعدما رٌُفعت معرفتها عن الخلق، فدائمًا ما يرشدنا -صلى الله عليه وسلم - إلى كل ما فيه خير وفلاح في الدنيا ونجاة في الآخرة، وحيث إن الليلة 29 رمضان وهي آخر الليالي الوترية بالعشر الأواخر فهذا يطرح سؤال هل ليلة القدر الآن وهي من أعظم الليالي التي لا ينبغي تفويت نفحاتها وفضلها، لذا فإنه ينبغي التماسها من خلال علامات ليلة القدر وماذا ظهر منها الليلة لتكون دليلنا لتحري تلك الليلة ومن ثم تساعدنا على اغتنام فضلها العظيم، حيث إن ليلة القدر هي خير من ألف شهر ومن ثم لا يمكن تعويض خسارتها .
[[system-code:ad:autoads]]
ليلة القدر الآن
نشهد الآن ليلة 29 رمضان آخر الليالي الوترية بالعشر الأواخر من رمضان ، ومن ثم فقد تكون ليلة القدر ، وبرصد هذه الليلة نجد أنها ليلة مضيئة وجوها معتدل لا باردة ولا حارة ، ليس فيها نيازك ولا شهب ، فيها طمأنينة قلب وانشراح صدر، ولم يتبق سوى شمس صباحها، فعندما تشرق الشمس صباحًا في ليلة القدر لا توجد أشعة والسماء صافية، لنتأكد هل ليلة القدر الآن في ليلة 29 رمضان .
علامات ليلة القدر 29 رمضان
أخبرنا الشرع الشريف ببعض العلامات التي تميز تلك الليلة فهناك علامات في ليلتها، وعلامة بعد انقضائها، و روى أبو سلمة قال: أتيت أبا سعيد الخدري، فقلت: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر ؟ فقال: نعم، اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من شهر رمضان، فلما كان صبيحة عشرين، قام النبي صلى الله عليه وسلم فينا، فقال من كان خرج فليرجع، فإني أريت الليلة فأنسيتها، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فالتمسوها في العشر الأواخر من شهر رمضان، في وتر قال أبو سعيد: وما نرى في السماء قزعة، فلما كان الليل، إذا سحاب مثل الجبال فمطرنا حتى سال سقف المسجد، وسقفه يومئذ، من جريد النخل، حتى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في ماء وطين، حتى رأيت الطين في أنف النبي صلى الله عليه وسلم، فقوله: في ماء وطين دليل على أن المطر من علاماتها، وقد يحدث وقد لا يحدث، لكن إذا حدث فإنها أرجى أن تكون ليلة نزول المطر.
وقال أبو سعيد: وكان سقف مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من جريد النخل، ولا يظهر في السماء شيء ينبئ بأن السماء ستمطر، وظهرت قزعة، وهي قطع من السحاب رقيقة، فنزل المطر، وصلى المسلمون، وتحققت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم بأن سجد في ماء وطين، وظهر أثر الطين على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته، وهي طرف أنفه، وكان ذلك صبيحة عشرين، وهي ليلة الحادي والعشرين، كما في رواية الصحيحين.
علامات ليلة القدر
قالت دار الإفتاء المصرية، إن ليلة القدر هي ليلة خير من ألف شهر ، فالعبادة فيها والدعاء والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى فيها له فضائل كثيرة لا تحصى، كما أنه ذكر موعد ليلة في العشر الأواخر من رمضان، في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ”.
وأوضحت الإفتاء، أن علامات ليلة القدر هي عبارة عن صفات في يوم ضمن الأيام الوترية الخمسة من العشر الأواخر من رمضان، حيث أخفى الله عز وجل ليلة القدر في رمضان ليعطي فرصة للصائم أن يجتهد في هذه الأيام ويوقظ أهله كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- الشعور بالسكينة والطمأنينة.
- صافية بلجة لا حارة ولا باردة.
- الْمُطَّلِعَ على ليلة القدر؛ يَرَى كُلَّ شَيْءٍ سَاجِدًا.
- كأن فيها قمرا يفضح كواكبها.
- مِنْ عَلامَاتِهَا اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ مَنْ وُفِّقَ لَهَا.
- الْمُطَّلِعَ على ليلة القدر؛ يَسْمَعُ سَلامًا أَوْ خِطَابًا مِنَ الملائكة.
- لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها.
- الْمُطَّلِعَ على ليلة القدر؛ يَرَى الأنوارَ سَاطِعَةً في كُلِّ مَكَانٍ، حَتَّى فِي الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَة.
علامات ليلة القدر كاملة
وأفادت دار الإفتاء، بأنه ذكر عدد من علامات ليلة القدر في السنة النبوية بالأحاديث الشريفة، والتي جاءت كالآتي:
روى عن النبي- صلّى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: “هِي طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا”، ابن حبان، وفي بعض الأحاديث عن النبي صل الله عليه وسلم قال: “كَأَنَّهَا طَسْتٌ”، مسند أحمد والمعني: كأنها طست من نحاسٍ أبيض، وورد عن أُبَى بن كعب في ذكر علامة ليلة القدر كما أخبر النبي- صلّى الله عليه وآله وسلم- أصحابه أن أَمَارَتَهَا “أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا”، رواه مسلم، والمعني: تشرق الشمس بلا شعاع.
كما ورد فيها أن منعلامات ليلة القدر الصحيحة قوة الإضاءة في تلك الليلة وهذه العلامة لا يحس فيها بالمدن، وذكر العلماء أن من علامات ليلة القدر الطمأنينة أي طمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن فإنّه يجد راحة وطمأنينة في هذه الليلة أكثر ما يجده في بقية الليالي، كما أن من علامات ليلة القدر أن الرياح تكون فيها ساكنة، وأنه قد يري الله الإنسان في المنام كما حصل مع بعض الصحابة، ويشعر باللذة فالإنسان يجد في القيام لذة أكثر من غيرها من الليالي.
ومن علامات ليلة القدركاملة كذلك، أن الشمس تطلع صبيحتها ليس لها شعاع.. صافية، وسبب ذلك أن الملائكة تصعد بعد الفجر إلى السماء؛ بعد أن كانت على الأرض فتحجب شعاع الشمس، لأن الله- سبحانه وتعالى- أخبر أن الملائكة تتنزل في ليلة القدر ، وذكر أهل العلم أيضًا علامات ليلة القدر، ومنها ما قاله ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: «وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضى، منها: في صحيح مسلم عن أبي بن كعب أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها»، وفي رواية لأحمد من حديثه مثل الطست، ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن بن مسعود وزاد صافية ومن حديث بن عباس نحوه.
ليلة القدر وعلاماتها
ليلة القدر وعلاماتهاعنها ورد عن ابن خزيمة من حديثه مرفوعا «ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة»، ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا «أنها صافية بلجة كأن فيها قمرًا ساطعًا ساكنة صاحية لا حر فيها ولا برد ولا يحل لكوكب يرمي به فيها ومن إماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ».
ليلة القدر وعلاماتها فيما ورد بحديث جابر بن سمرة مرفوعا «ليلة القدر ليلة مطر وريح»، ومن طريق قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا «أن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى».
دعاء ليلة القدر 29 رمضان
يمكن القول أن دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم - في ليلة القدر 29 رمضان ، هو ذلك الدعاء الذي أوصى به رسول الله زوجه عائشة -رضي الله تعالى عنها- في ليلة القدر، حيث إنها سألته: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ، تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي»، ويعد هذا هو إجابة السؤال عن دعاء رسول الله في ليلة القدر ، وفي ذات الوقت أفضل دعاء ليلة القدر لأن "العَفُوُّ" من أسماء الله تعالى، وهو صفة من صفاته سبحانه، ففي القرآن الكريم:«وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا» الآية 99 من سورة سورة النساء.