مضى رمضان شهر الطاعات بخيراته وروحانياته وبركاته.. مضى من أعمارنا وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه فيه، فليحاسب كل واحد منا نفسه ويسألها ماذا فعل خلال شهر رمضان الفضيل؟ وماذا قدم من أعمال يستحق عنها الأجر والثواب؟ وماهو الأثر الذى تركه فى نفوسنا وقلوبنا وأخلاقنا وسلوكنا؟
السعيد من وفقه الله لطاعته وإتمام العمل وإخلاصه، والشقي من فرط في شهر رمضان وضيعه وخرج منه كما دخل فيه، مصراً على الذنب مقيماً على العصيان.
ودعوة لجميع المسلمين أن نستودع شهر رمضان الكريم بأعمالًا صالحة، تكون عوناً لنا عند المولى عز وجل، وأن نلتزم بالطاعات والعبادات والتقرب إلى الله، لأن المسلم إن خرج من شهر رمضان فإنه يخرج مغفور الذنب بعد الصيام والقيام والطاعات، وهى فرصة يجب التمسك بها لننال الأجر والثواب والرضا من المولى عز وجل.
قضيت أيام شهر رمضان المبارك مجتهداً فى طاعة المولى عز وجل بالصلاة والصيام، وتجهيز وتوزيع وجبات إفطار للصائمين من الأسر الأولى بالرعاية، والأكثر احتياجاً، وأسر الأيتام والفقراء، من خلال إحدى الجمعيات الخيرية التى أتشرف بأمانة صندوقها.
كنا نوزع حوالى 260 وجبة يومياً على أسر الأيتام والأولى بالرعاية والمحتاجين تغلفها سعادة بالغة كنت أشعر بها وانا أحمل الوجبات لتسليمها للصائمين، وفرحة أكثر وأنا أقوم بشراء مستلزمات إعدادها، اختتمناها بتوزيع زكاة الفطر على كافة المستحقين.
والأجر في تفطير الصائم هو عظيم في الإسلام، وطاعة كبيرة.. هو من الأعمال الصالحة التي تجلب الثواب من الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً"
ومن جانبي أري أن دعم ومساندة الأسر الأولى بالرعاية والأيتام والفقراء، هى ترسيخ لأواصر التكافل الاجتماعى ويقيناً بأن رسالة كل من يقوم بالعمل التطوعي لخدمة المجتمع ليست تفضلاً ولكنها واجب أدعو الجميع للمساهمة فيه لرفع العبء عن كاهل الفئات الأكثر احتياجاً وتوفير حياة كريمة لهم.
وبعد نهاية شهر رمضان تستقبل الأمة الاسلامية عيد الفطر المبارك بسعادة وسرور، وعلى كل متخاصم أن يصفح عن الذى خاصمه ونازعه واعتبار قدوم العيد فرصة للتسامح للحصول على أجر العفو الذى يمنحه المولى عز وجل للمتسامحين.
اللهم أغفر لنا ذنوبنا، وتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وكل عام وأنتم جميعاً بخير ومصرنا الحبيبة فى سلام وأمان ورخاء.