الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناسا تستغل الفرصة لإطلاق صواريخ خلال كسوف كلي للشمس لهذه الدولة

صدى البلد

في 8 أبريل، ستشهد أجزاء من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك ظلامًا دامسًا بينما ينزلق القمر أمام الشمس تمامًا، مما يشير إلى كسوف كلي للشمس. 

ولن يكون ملايين المتفرجين المتحمسين وحدهم من يشعرون بالإثارة، إذ يخطط مهندسو ناسا في فرجينيا للاستفادة القصوى من دقائق الظلام الثمينة من خلال إطلاق صواريخ مباشرة إلى ظل الكسوف.

وإلى جانب عامل الإثارة الواضح، تحمل عمليات الإطلاق هدفًا علميًا مهمًا: مساعدة العلماء على فهم كيفية تأثير الانخفاض المفاجئ في ضوء الشمس على الغلاف الجوي لكوكبنا.

من المعروف أن الانتقال المفاجئ من النهار إلى الليل يتسبب في انخفاض حاد في درجات الحرارة، بل ويخدع الحيوانات لتشارك في سلوكيات ليلية.

 لكن العلماء لا يفهمون سوى القليل عن كيفية تأثير لحظات الظلام القصيرة على الحدود بين الغلاف الجوي العلوي والسفلي للأرض، والتي تسمى الأيونوسفير، والتي تمتد بين 55 إلى 310 ميلاً (90 إلى 500 كيلومتر) فوق سطح الكوكب.

هنا، يعمل الإشعاع فوق البنفسجي من الشمس بشكل روتيني على انتزاع الإلكترونات من الذرات، مما يشكل جزيئات مشحونة كهربائيًا وفيرة تنتفخ في الغلاف الجوي العلوي.

 وتتضاءل عند غروب الشمس مع إعادة اتحاد هذه الأيونات إلى ذرات محايدة، ليتم انتزاعها مرة أخرى عند الفجر التالي.

وقال أروه بارجاتيا، أستاذ الهندسة والفيزياء في جامعة إمبري ريدل للطيران، في مقال لوكالة ناسا عام 2023: "إذا تخيلت الأيونوسفير على أنه بركة بها بعض التموجات اللطيفة، فإن الكسوف يشبه زورقًا آليًا ينطلق فجأة عبر الماء. إنه يخلق أثرًا خلفه مباشرة، ثم يرتفع مستوى الماء مؤقتًا بينما يندفع للخلف".

لذلك، من خلال إطلاق ثلاثة صواريخ قبل وأثناء وبعد أن يحول ظل القمر النهار إلى ليل في 8 أبريل، يأمل مهندسو ناسا في جمع بيانات كافية للتنبؤ بمثل هذه الاضطرابات، والتي من المعروف أنها تتداخل مع كل من الاتصالات اللاسلكية والساتلية.

أجرى نفس فريق المهندسين تجربة مماثلة خلال كسوف الشمس الجزئي "حلقة النار" في أكتوبر الماضي، عندما تم حجب 90٪ كحد أقصى من ضوء الشمس بواسطة القمر. 

كشفت نتائج عمليات الإطلاق أن الانخفاض في ضوء الشمس تسبب في اضطرابات قادرة على التأثير على الاتصالات اللاسلكية والساتلية، مما يؤكد الحاجة إلى تحسين القدرة على التنبؤ بها.

وخلص بارجاتيا في بيان لوكالة ناسا إلى أن "نحن متحمسون للغاية لإعادة إطلاق [الصواريخ] خلال الكسوف الكلي، لمعرفة ما إذا كانت الاضطرابات تبدأ على نفس الارتفاع وما إذا كان حجمها ونطاقها يظلان كما هما".