منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه شهدت الحركة الثقافية المصرية اهتمامًا كبيرًا ومتابعة دقيقة، حرص الرئيس على أن يكون للثقافة دور مهم وأساسي، وذلك لإدراكه للدور الحيوي الذي تلعبه الثقافة كأحد الأدوات الرئيسية للقوى الناعمة في إعادة تشكيل الوعي وبناء شخصية الإنسان ومواجهة التطرف الفكري من خلال الثقافة والفن.
[[system-code:ad:autoads]]
2020 عامًا للثقافة والوعي
منذ إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2020 عامًا للثقافة والوعي، تم تسليط الضوء بشكل كبير على الحركة الثقافية في مصر وتوليها اهتمامًا كبيرًا ودعمًا ملحوظًا، تم تحديد هدف ترسيخ الهوية الثقافية والحضارية وتعزيز قيم المواطنة، ونشر المعرفة والتنوير لحماية المجتمع من التطرف والتعصب، وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، تم تأكيد أيضًا الدور القيادي لمصر في المجال الثقافي على المستوى العالمي من خلال القوى الناعمة.
مهرجانات وفعاليات متنوعة
ضمن إطار العام المخصص للثقافة والوعي، تم تنظيم مهرجانات وفعاليات متنوعة، على سبيل المثال، أقيمت الدورة الأولى من مهرجان دندرة للموسيقى والغناء في محافظة قنا بالصعيد، حيث شهد المهرجان إقبالًا كبيرًا ونجاحًا جماهيريًا مذهلاً، مما أكد تأثير القوى الناعمة في تشكيل الوعي وتنمية المجتمع.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
تم أيضًا نقل مقر معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، في خطوة نوعية تعكس مكانة مصر الثقافية وحضارتها العريقة.
تم إعادة هيكلة وتطوير لجان المجلس الأعلى للثقافة لتحقيق أهداف بناء الإنسان المصري وتعزيز هويته الحضارية، وذلك ضمن إستراتيجية مصر 2030 وبهدف تعزيز القيم الإيجابية ومكافحة التطرف الفكري وتحقيق العدالة الثقافية.
تبادل ثقافي دولي
تم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المشتركة مع دول مختلفة لتعزيز التبادل الثقافي وتعميق العلاقات. على سبيل المثال، أُطلق العام الثقافي المصري الصيني عام 2016 وحقق نتائج إيجابية في تعزيز التعاون والتقارب بين البلدين، تم أيضًا تنظيم العام المصري الفرنسي في عام 2019 وشهد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية التي نالت إعجاب الجمهور الفرنسي وزادت من وعيهم بالثقافة والحضارة المصرية.
تم إطلاق أجندة ثقافية ختم تطويرها بواسطة وزارة الثقافة المصرية تحت عنوان "مصر.. قلب الثقافة والتنوير"، تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والحضاري للمجتمع المصري من خلال تنظيم مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة الثقافية، مثل المعارض الفنية والعروض المسرحية والعروض الموسيقية وورش العمل والمحاضرات والمنتديات الثقافية.
مبادرات ثقافية
يتم تنظيم العديد من المبادرات الثقافية لتعزيز الوعي والمعرفة، مثل توفير الدورات التدريبية وورش العمل للشباب والشابات في مجالات الفنون والأدب والموسيقى والسينما والتصوير الفوتوغرافي. كما تم إطلاق مبادرة "كلمتي ثقافة" التي تهدف إلى تشجيع الشباب على التعبير عن أفكارهم وتجاربهم الثقافية من خلال الكتابة والشعر والتمثيل.
مشاريع ثقافية كبرى
بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير العديد من المشاريع الثقافية الكبرى في مصر، مثل إعادة تأهيل متحف الحضارة المصرية بالقاهرة وإنشاء متحف الآثار الكبير في الجيزة. تم أيضًا التركيز على ترميم تراث المواقع الأثرية والمعابد والمساجد التاريخية في مصر.
في عام 2018، أُقيم ملتقى وزراء الثقافة العرب في دورته الحادية والعشرين، وتم تنظيمه تحت رعاية رئيس الجمهورية. أسفر الملتقى عن نتائج إيجابية في التعاون الثقافي بين الدول العربية. واحتفلت مصر بالذكرى الستين لتأسيس وزارة الثقافة المصرية.
تراث عمراني
كما حصلت مصر لأول مرة على جائزة الاتحاد العام للأثريين العرب تقديرًا للجهود التي بذلتها في الحفاظ على التراث العمراني، وفي عام 2016، تم افتتاح متحف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي يضم وثائق تاريخية وتسجيلات نادرة من فترة حكمه.
وتم أيضًا افتتاح متحف نجيب محفوظ في تكية أبو الدهب بعد 13 عامًا من تخصيصه، ونجحت مصر في استعادة المخطوط المختصر في علم التاريخ للمؤلف الكافيجي من لندن في أغسطس 2018، بالإضافة إلى استعادة مخطوط نادر من الجزء السادس عشر من مخطوطة الربعة القرآنية الخاصة بالسلطان قنصوه الغوري وأطلس محمود رئيف أفندي الذي يحتوي على خرائط عثمانية نادرة.
وحرص الرئيس على تطوير التنمية الثقافية، وتم إطلاق العديد من المبادرات في هذا الصدد، بما في ذلك مبادرة "اعرف جيشك" للتعريف ببطولات الجيش المصري، وعودة برنامج المكتبات المتنقلة، ومبادرة مسرح المواجهة والتجوال التي تهدف إلى تقديم عروض فنية في جميع أنحاء مصر، ومشروع تنمية جنوب الوادي الذي يشمل ورش فنية ودورات تدريبية خاصة بالأطفال، وتأسيس فصول لذوي القدرات الخاصة في مراكز تنمية المواهب.
مشروع عاش هنا
كما تم تدشين مشروع "عاش هنا" لتوثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون والكتاب والشعراء والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر.
تم التركيز على تطوير البنية التحتية الثقافية في مصر خلال الفترة الماضية. تم رفع كفاءة العديد من المقرات الثقافية ودور السينما، وأُعيد افتتاح بينالي القاهرة الدولي للفنون بعد توقف دام 8 سنوات. كما تم تنظيم الدورة التأسيسية الأولى من بينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل، بهدف دعوة أطفال العالم للتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم.
تم تنفيذ برنامج مكافحة التطرف في محافظة المنيا، وشمل العديد من الورش والندوات والعروض الفنية لتوعية المواطنين بمخاطر الفكر المتطرف ومحاربته.
مبادرة صنايعية مصر
أُطلقت مبادرة "صنايعية مصر" لتدريب الشباب على الحرف التراثية مجانًا، مثل النحاس والتطعيم بالصدف والحلى التراثية والخزف والخيامية وأعمال قشرة الخشب، وذلك في مركز الحرف التقليدية بالفسطاط.
في ظل انتشار فيروس كورونا، أُطلقت وزارة الثقافة مبادرة إلكترونية بعنوان "خليك في البيت.. الثقافة بين أيديك"، بهدف بث نوادر أرشيف الإبداع الوطني والمعرفي التراثي والمعاصر عبر قناة وزارة الثقافة على يوتيوب وحساباتها على منصات التواصل الاجتماعي. تهدف المبادرة إلى الاستفادة من الوقت المنزلي والحفاظ على الصحة والسلامة العامة.
تم أيضًا إطلاق خدمة مجانية تسمح للجمهور بزيارة عدد من المتاحف الوطنية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى عرض أعمال فنية لأكثر من 50 فنانًا تشكيليًا. كما تم توفير مختارات من إصدارات المركز القومي للترجمة ودار الكتب والوثائق القومية للجمهور.