كشف الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، سبب الجدل حول تاريخية النص القرآني، إن الخلاف حول تاريخية النص القرآني، أن هناك نصوصا نزلت لتعالج أمور «في زمن نزول القرآن»، بينما الظروف تغيرت الآن.
وقال "أبوعاصي" خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز"، إن مرشد الإخوان عندما صرحفي منتصف التسعينيات وقال إن المسيحيين لا بد أن يدفعوا جزية، وكان يستند إلى نص قرآني؛ خرج شيخ الأزهر وقتها، الدكتور محمد سيد طنطاوي، وقال «هذا نص تاريخي ولا يجب أن نعمل به».
[[system-code:ad:autoads]]
وأردف: "توجد نصوص في القرآن يمكن ألا يُعمل بها الآن، القرآن كتاب صالح للزمن كله، والقرآن يعالج المشكلات الشبيهة بالمشكلات التي كانت موجودة وقت نزوله من باب القياس ومن باب إفراد.
وأشار إلى أن هناك ما يسمى بوحدة المفهوم وتعدد المصداق، فالجزية مصداق، فالمفهوم موجود في النص القرآني ونقرأه ونتعبد به، لكن هل مصداقه موجود الآن؟، لافتا إلى سيدنا عمر- رضي الله عنه- عندما ألغى العمل بنص «المؤلفة قلوبهم» لم يلغِ النص، ولكن محل إنفاذ النص كان قد ذهب، لهذا ألغى عمرالمصداق والمحل في الجزية لأنه ذهب، لأنه يوجد فقه مواطنة.
وتابع: "الفقه جاء يشتبك مع الحياة، فإذا قرأنا جزءا كبيرا من الفقه لا يشتبك مع الحياة، فهذا تضييع للعمر، والجزية أصبحت تاريخية باعتبار المصداق غير موجود، لكن في الآية "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ" هل الآية تقول رباط خيل «في المعركة» عشان المصداق الخارجي يبقى موجود؟".
واستطرد: "عندما نقول لا فرض لجزية الآن، نحن لا نلغي القرآن وعمر رضي الله عنه لم يلغ نص سهم المؤلفة، إنما وجد المحل غير موجود، فالمصداق يذهب ويأتي، مما يجعل القرآن صالحا لكل زمان ومكان".
وأشار إلى نص آخر في القرآن ذهب محله، وهو نص "بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ"، مردفا بأن هذا النص مرتبط بالأحداث التاريخية، ونحن لا نبطل النص القرآني، بل نقول يذهب مصداق ويأتي مصداق جديد، فالآن جاء مصداق المواطنة ليحل محل الجزية.
ولفت إلى أنه من الجرم التعرض لتفسير القرآن، دون معرفة العلاقات الدولية، فالآن لا يوجد أسري حروب بالمعنى القديم، أن يكون لآسِرِهِم حرية العفو أو القتل، أو يتخذهم عبيدا، فالعبيد وملك اليمين لم يعد أمرا مقبولا في العلاقات الدولية.