الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الجندي يكتب: كيف تتحكم أمريكا في دول العالم بالدولار؟

محمد الجندي
محمد الجندي

تحظى الولايات المتحدة بأكبر اقتصاد  وقوة عسكرية في العالم، وتمتلك ديونًا تجاوزت 33 تريليون دولار وهذا يعني أنها ليست مجرد تجاوز حدود الاقتراض المعروفة اقتصاديًا، بل تجاوزت حتى الناتج القومي الإجمالي للبلاد. ومع ذلك، يطرح التساؤل: لماذا تستثمر الدول والمؤسسات والأفراد في ديون أمريكا؟

الإجابة ببساطة هي أن جميع الديون مقومة بالعملة الأمريكية، وهي الدولار. والعملة الأمريكية هي الوحيدة في العالم التي لا تستند إلى معدن نفيس منذ قرار نيكسون المشهور وبالتالي، الدولار ملك لأمريكا، وجميع ديونها مقومة بالدولار. هذا يختلف عن دول أخرى تحمل ديونًا بعملات مختلفة، ما يتسبب في تكاليف إضافية عالية للسداد والحصول على الدولار. فما هو الحل وماذا تفعل أمريكا بهذه الديون؟

وبطبيعة الحال، تقوم أمريكا بطباعة المزيد من الدولارات كما تشاء. وهذا أدى إلى زيادة التضخم الذي يشهده الاقتصاد منذ منتصف عام 2023، وما زال مستمرا حتى الآن. ولمكافحة التضخم، يتم تطبيق آلية زيادة أسعار الفائدة المعروفة اقتصاديًا. وفورا، تتبعها الدول المرتبطة اقتصاديًا بالولايات المتحدة، مثل الدول المنتجة للنفط والبنك الأوروبي والدول المعتمدة على رؤوس الأموال الساخنة.

ومع ذلك، يفضل معظم المستثمرين استثمار دولاراتهم في سوق البنوك الأمريكية، لأنهم يعلمون أنهم سيحصلون على رأس المال بالإضافة إلى فائدة حتى وإن كانت ضئيلة مقارنة بالدول الأخرى،  لانخفاض مستوى  المخاطر.


وببساطه لديهم آلة طباعة الدولار فقط في أمريكا أما الدول الأخرى، فتواجه تداعيات هذه الأفعال، ما يؤدي إلى هروب الدولارات منهم. وتستمر هذه الدورة بنفس الوتيرة كل عدة سنوات  لأن الدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية العالمية الرئيسيه لغالبية الدول و العديد من الدول تحتفظ باحتياطيات من الدولارات كجزء من احتياطيتها النقدية. وبالتالي، تتحكم الولايات المتحدة في العديد من الاقتصادات العالمية من خلال سيطرتها على العملة الاحتياطية. للبنوك المركزية

وتستخدم الولايات المتحدة وضعها كأكبر اقتصاد في العالم وقوة لتشجيع الدول على اتباع سياساتها الاقتصادية والسياسية المرغوبة سواء بالترغيب أو الترهيب وعلى سبيل المثال، يمكنها فرض عقوبات اقتصادية على الدول التي لا تتبع سياستها أو تنافسها كما حدث مع الصين ثم روسيا ، وهذا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصادات الوطنية لتلك الدول.

وتتمتع الولايات المتحدة بقوة دبلوماسية كبيرة وتتمتع بتحالفات وشراكات مع العديد من الدول عوضا علي القواعد العسكرية . ويمكنها استخدام هذه العلاقات للتأثير على الاقتصادات الأخرى وتعزيز استخدام الدولار في التجارة الدولية والتعاملات المالية.

وبشكل عام، يمكن القول إن التحكم في العالم بدولارها يعتمد على القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية الهائلة التي تتمتع بها الولايات المتحدة. ومع ذلك، هناك تحركًا عالميًا نحو التنوع (diversify) للعملات او ما يسمي بسلة العملات وهو اللجوء الى مزيج من العملات المستخدمة في التجارة والاحتياطات النقدية لتقليل التعلق الزائد بالدولار الأمريكي وتقليل الاعتماد الشديد عليه وهذا الامر كي يظهر تأثيره يحتاج لتكاتف الدول ذات الناتج المرتفع و يحتاج لوقت قد يمتد لعشرات السنوات.