لم يكن الفكر الإخواني نابعا عن عقيدة حسن البنا، عندما شرع فى تأسيس جماعة الإخوان عام 1928بالتعاون مع عربجي آمي، بل سعى حسن البنا، إلى تأسيس تلك الجماعة مستوحى الفكرة من طائفة الحشاشين، متبعا نهج الحسن الصباح زعيم و مؤسس الطائفة الباطنية في إيران، منتهجا نفس التنظيم الايدولوجي و التكتيك العسكري و إتباع السرية في نشر الدعوة فى بداية نشأتها و استهداف شخص الحاكم و وزرائه.
[[system-code:ad:autoads]]
قام حسن البنا بدراسة تجربة الحسن الصباح و تمعن فى نقاط القوة و لكنه فشل في اتخاذ عظه من نقاط الضعف، عمل حسن البنا ب تنظيم جماعة آلإخوان المسلمين على تنفيذ عدة اغتيالات بداية من اغتيال بطرس غالى باشا في 21 فبراير عام 1910، وصولا لاغتيال نائب عام مصر المستشار هشام بركات في 29 يونيه عام 2015، و تخللت تلك الفترة الكثير من الاغتيالات و من بينهم حسن البنا نفسه مؤسس التنظيم ذاته، على يد احد أعضاء التنظيم في 12 فبراير عام 1949 امام مقر جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس بوسط القاهرة.
فأوجه التشابه بين الطائفة الباطنية الشيعية المسماة بالحشاشين و بين جماعة آلإخوان المسلمين المتشددة قريبة جدا و تلتقى في نفس النهج الايدولوجي و التكتيك الإستراتيجي و التنظيم الهيكلي و الفكر المتطرف القائم على الدموية و إستباحة سفك دماء الأبرياء، و عمليات الاستقطاب للشباب مسطح الفكر و اجراء عمليات برمجة عقلية عن طريق الباراسيكولوجي، و استخدام الفتيات و النساء كعامل جذب للكثير من الشباب و الرجال للانضمام للتنظيم و القيام بعمليات تفجيرية و انتحارية، مثل جهاد النكاح فى إعتصام اشارة رابعة العدوية خلال عام 2013 .
طائفة الحشَّاشين هي طائفة شيعية إسماعيلية نزارية باطنية، انفصلت عن العبيديين الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجري/الحادي عشر ميلادي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران. أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزاً لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته القائمة على تضليل الجهلاء و إستخدام النساء كسلاح لجذب الاتباع، مثلما فعلت جماعة آلإخوان المسلمين، و كانت الاستراتيجية العسكرية للحشاشين تعتمد على الاغتيالات التي يقوم بها المغيبون، وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات الهامة في ذلك الوقت؛ مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.
ولعل المغول بقيادة هولاكو فعلوا شيئا عظيما عاد بالنفع على الخلافة الاسلامية، عندما قضى هولاكو على هذه الطائفة في بلاد فارس سنة 1256م حيث قام بمهاجمة الحشاشين واستطاع ان يستولي علي قلعة ألموت وعلي أكثر من 100 قلعة من قلاعهم وإحراق للقلاع والمكاتب الإسماعيلية قبل أن يتجه هولاكو لمهاجمة العباسيين وعاصمتهم بغداد وإحراقها، وسرعان ما تهاوت الطائفة في الشام أيضاً على يد الظاهر ببيرس سنة 1273م، مثلما قضى الشعب المصري على تنظيم جماعة آلإخوان في 30 يونيه عام 2013.