تلقت فتاة من قرية البراجيل، تُدعى "رحاب"، اتصالًا هاتفيًا مروعًا منذ شهر، يحمل لها خبرًا صادمًا بقتل خطيبها مدير المغسلة، هذه الحادثة المأساوية أثارت ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الساعة بين أهالي قرية البراجيل، التابعة لمركز أوسيم في الجيزة.
بداية الحادثة
بدا الكشف عن هذه القضية عندما تم استلام اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة بتغيب شاب والعثور على جثته في منطقة زراعية بالقرب من القرية. تم تكليف العميد عمرو حجازي، رئيس مباحث قطاع الشمال، بالتحقيق في البلاغ بالتنسيق مع الجهات المختصة.
كشف الحقائق
وفقًا لرواية الجيران، يبدو أن التحولات الغريبة التي شهدتها حياة هذه الفتاة تعود إلى انتهاء خطوبتها مع عامل في مغسلة. بعد انتهاء العلاقة بينهما.. تقدم لها مدير المغسلة، وطلب يدها للزواج ووافقت على العرض. لكن هذا القرار أثار غضب وغيرة خطيبها الأول، العامل في المغسلة، حيث قام بتخطيط انتقامي لقتل مدير المغسلة. وفعلاً، نفذ الخطيب السابق جريمته بقتل مديره، وتم اعتقاله من قبل قوات الأمن.
القبض على الجاني
تمكنت الشرطة من ضبط المتهم واقتياده للتحقيق، وتم نقل جثمان الضحية إلى المستشفى المركزي، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق في القضية.
حزن وصدمة "رحاب"
عقب وفاة مدير المغسلة، بدأ البعض يلقي اللوم على الفتاة، متهمين إياها بأنها المتسببة لمقتل خطيبها وسجن خطيبها السابق. تأثرت الفتاة بتلك التهم والاتهامات، وواجهت ضغوطًا نفسية كبيرة حتى أدى ذلك إلى رغبتها في الانتحار.
شهدت "رحاب"، خطيبة الضحية، حالة من الصدمة والحزن العميق على فقدان حبيبها. وفشلت جميع المحاولات في إخراجها من حالة الاكتئاب التي أصابتها بعد الحادثة، وحتى والدها الكفيف لم يتمكن من تهدئتها أو إقناعها بالعدول عن أفكارها السلبية.
خطوة الانتحار
قررت "رحاب"، قبل ثلاثة أيام من الحادثة، اللحاق بحبيبها على طريقتها الخاصة. بعد توديع أسرتها برسالة مؤثرة، قامت بتناول حبة الغلال السامة لتنهي حياتها. تم نقلها على الفور إلى المركز القومي للسموم في محاولة من الأطباء لإنقاذها، ولكن للأسف، فإن الحالة كانت ميئوسًا منها، وفارقت "رحاب" الحياة بعد صراع مع الموت دام لمدة يومين.
هذه الحادثة الأليمة تجسد مأساة حقيقية تطال العديد من الأسر، وتجعلنا ندرك أهمية الوعي النفسي والتوعية بمخاطر الاكتئاب والانتحار.
تعد هذه الجريمة مثالاً بارزاً على الآثار السلبية للصراعات الشخصية والانتقام، وتجسد خطورة العنف والتصعيد في حل الخلافات. ومن هنا، يجب على المجتمع بأسره أن يعمل على تعزيز قيم السلامة والتسامح، وتعزيز ثقافة حل النزاعات بالحوار والتفاهم، للحد من حدوث مثل هذه الأحداث المؤلمة مستقبلاً.