في تطور حديث، اعترف مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية بوجود تحديات كبيرة في القضاء على حماس بشكل كامل، على الرغم من القتال العنيف الذي استمر لأكثر من ستة أشهر في غزة. ووفقاً للمصادر، فإن الهدف الرئيسي لغزو غزة يواجه فشلاً محتملاً مع تراجع الدعم الدولي لإسرائيل، خاصة مع التحول الأخير في موقف الولايات المتحدة.
ويسلط تقرير لتلجراف الضوء على الوضع المتطور على الأرض، حيث تعتقد إسرائيل أنها قامت بتفكيك جزء كبير من هيكل القيادة والسيطرة التابع لحماس في وسط وشمال غزة. ومع ذلك، لا تزال جيوب المقاومة، التي توصف بأنها "عصابات" بطبيعتها، موجودة، مما يعقد الجهود العسكرية.
وكان التحول في الديناميكيات الدولية، وخاصة القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بدعم قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، سبباً في تعقيد الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية. تشير مصادر الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن التغيير الأخير في الموقف الأمريكي أدى إلى تغيير تقييم قدرة حماس على البقاء، مما يجعل احتمال القضاء على الجماعة بالكامل أقل تأكيداً.
ويبدو أن استراتيجية حماس تركز على البقاء حتى حدوث تحول محتمل في الدعم الأمريكي خلال موسم الحملة الانتخابية المقبلة. ومع تصاعد الضغوط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق والمخاوف بشأن الوضع الإنساني في غزة، تهدف حماس إلى الاستفادة من المشهد السياسي المتغير.
وعلى الرغم من شهور من حرب المدن التي أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف مقاتلي حماس وتدمير البنية التحتية الرئيسية، فإن قوات الجماعة لا تزال متناثرة. ورغم أن قوات الدفاع الإسرائيلية أحرزت تقدماً في تطهير المعاقل الرئيسية، إلا أن حماس تكيفت للعمل بطريقة لا مركزية، فلجأت إلى تكتيكات حرب العصابات.
ويُعتقد أن القيادة المتبقية لحماس، بما في ذلك شخصيات رئيسية مثل يحيى السنوار، متمركزة في رفح، مما يشكل تحديًا للقوات الإسرائيلية. إن فقدان شبكات الاتصالات والمعلومات الاستخبارية المحدودة يزيد من تعقيد جهود إسرائيل للقضاء على حماس بالكامل.
ويشدد المسؤولون الإسرائيليون على أهمية دخول رفح بقوة لتحييد ما تبقى من وجود حماس. ومع ذلك، ومن دون دعم لا لبس فيه من الولايات المتحدة، تواجه إسرائيل مهمة شاقة في تغيير زخم الصراع.
ويؤكد الوضع المتطور مدى تعقيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتحديات الكامنة في التوصل إلى حل دائم. ومع استمرار تحول الديناميكيات الدولية، يظل الطريق إلى الأمام غير مؤكد، حيث أصبح مصير حماس ومستقبل غزة معلقاً في الميزان.