أعلنت الشركة المصنعة يوم السبت (23 مارس) أن مركبة عوليس (Odysseus)، التي كانت أول مركبة إنزال أمريكية تهبط على سطح القمر منذ أكثر من 50 عامًا، قد "اختفت للأبد" ولن تعود للعمل مرة أخرى.

هبطت مركبة الإنزال القمرية، التي يلقبها البعض بـ "أودي" (Odie)، بالقرب من القطب الجنوبي للقمر في 22 فبراير بعد اقتراب مثير للقلق وعطل في نظام توجيه الهبوط التابع للمركبة الفضائية.

[[system-code:ad:autoads]]

ومع ذلك، فقد هبطت المركبة الفضائية بشكل غير متعمد على جانبها بعد تحطم إحدى دعائمها الستة.

لم يؤثر تعثر المركبة إلا جزئيًا على نجاح مهمتها، والتي كانت دراسة سلوك غبار القمر أثناء هبوط المركبات الفضائية وأخذ قياسات لظروف المنطقة القمرية غير المستكشفة جيدًا.

قامت شركة Intuitive Machines ومقرها هيوستن بإيقاف تشغيل عوليس بعد أسبوع واحد من الهبوط مع بداية ليل القمر لمدة 14 يوما.

أمر مسؤولو التحليق المركبة الفضائية بالدخول في وضع الإسبات لمدة ثلاثة أسابيع، بينما يواجه القطب الجنوبي للقمر بعيدا عن الشمس، لكنهم كانوا يأملون أن تستيقظ عوليس مرة أخرى بمجرد أن يضرب ضوء الشمس الألواح الشمسية الخاصة بها مرة أخرى.

كتب ممثلو الشركة على منصة التواصل الاجتماعي X، التي كانت تسمى سابقًا Twitter: "بدأت شركة Intuitive Machines بالاستماع إلى إشارة استيقاظ عوليس في 20 مارس، عندما توقعنا أن يكون هناك ما يكفي من أشعة الشمس لشحن نظام طاقة المركبة وتشغيل راديو الخاص بها."

ولم تكن مهمة عوليس تهدف إلى البقاء على قيد الحياة في درجات الحرارة القاسية وظلمة ليل القمر، ولكن "قام مسؤولو التحليق بوضع عوليس في تكوين يمكنها من الاتصال بالأرض إذا تفوقت أنظمة مختلفة على توقعات الشركة المصنعة"، كما أضاف ممثلو شركة Intuitive Machines.

أرسلت المركبة عوليس في 22 فبراير صورة وداع أخيرة قبل أن تغرق في الظلام ويتوقف نظامها.

لم تتصل عوليس بالارض منذ 20 مارس، على الرغم من أن ألواحها الشمسية تتلقى الآن ما يكفي من الضوء لتشغيل راديو المركبة الفضائية على ما يبدو.

وفي يوم السبت، خلص مسؤولو التحليق إلى أن "نظام طاقة عوليس لن يكمل اتصالًا آخر بالأرض"، كما كتب ممثلو شركة Intuitive Machines على X.

وأضافوا: "يؤكد هذا أن عوليس قد اختفت للأبد بعد ترسيخ إرثها في التاريخ كأول مركبة إنزال قمرية تجارية تهبط على سطح القمر."

انطلقت عوليس على متن صاروخ SpaceX Falcon 9 من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في كيب كانافيرال، فلوريدا، في 15 فبراير.

ودخل القمر مدار القمر في 21 فبراير وأكمل حلقة ضيقة واحدة فوق سطح القمر قبل التباطؤ للهبوط.

تعد هذه المهمة ثاني مهمة تلامس القطب الجنوبي للقمر، بعد الهبوط الناجح لمركبة الفضاء الهندية Chandrayaan-3 في أغسطس 2023.

(توقفت Chandrayaan-3 أيضًا عن العمل بعد وقت قصير من وصولها.) لطالما أثارَت هذه المنطقة اهتمام العلماء، لأنها تحتوي على جليد مائي، والذي يمكن تحليله يومًا ما إلى هيدروجين وأكسجين لصنع وقود الصواريخ.