كشفت دراسة جديدة أن ثوران بركان سانتوريني منذ 1300 عام كان أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، مما يشير إلى أن انفجارات بركانية قوية يمكن أن تحدث حتى خلال الفترات الهادئة نسبيا.
يقع بركان سانتوريني تحت الماء على امتداد سلسلة من البراكين تُعرف باسم قوس جزيرة هيلينيك بين اليونان وتركيا.
يمكن أن ينتج عنه ثورانات بركانية هائلة تؤدي إلى انهيار القشرة الأرضية فوق غرفة الصهارة وتكوين حفرة على شكل وعاء يبلغ قطرها عدة أميال.
[[system-code:ad:autoads]]
حدث آخر ثوران بركاني من هذا النوع في سانتوريني، المعروف باسم ثوران مينوان، في عام 1600 قبل الميلاد وأسفر عن تفجير قمة ما كانت جزيرة واحدة آنذاك، مخلفًا وراءه الأرخبيل الحالي.
عادةً ما يتبع ثوران بهذا الحجم فترة "تجديد" حيث تتجدد غرفة الصهارة وتغذّي فقط ثورانًا بركانية صغيرة.
لكن انفجارًا هائلًا حدث في عام 726 بعد الميلاد دفع العلماء إلى إعادة التفكير في كيفية تصرف البركان خلال الفترات الهادئة، وفقًا لدراسة نُشرت يوم الاثنين (25 مارس) في مجلة Nature Geoscience.
وكتب الباحثون في الدراسة: "تشير السجلات التاريخية إلى أنه خلال صيف عام 726 بعد الميلاد، غلي البحر داخل كالديرا سانتوريني حتى تصاعد دخان كثيف ورافقه ثوران بركانية قذفية" (تتميز الثورانات القذفية بتدفقات الرماد والغاز والصخور الحارقة).
وأضافوا: "تم قذف كتل كبيرة من الخفاف بكميات هائلة غطت البحر على مساحة شاسعة، ووصلت إلى سواحل مقدونيا وآسيا الصغرى على بعد أكثر من 400 كيلومتر."
في حين أن هذه الأوصاف تشير إلى انفجار هائل، فإن الدليل الوحيد على هذا الثوران الذي تم العثور عليه سابقًا كان طبقة رقيقة من الخفاف على باليا كاميني - وهي إحدى الجزيرتين الواقعتين في وسط كالديرا سانتوريني، حيث انفتح فوهة بركان يسمى بركان كاميني بعد ثوران مينوان.
أما الآن، فقد توصل العلماء إلى الحجم الكامل لثوران عام 726 ووجدوا أنه من المحتمل أن يكون قد انفجر من فوهة كاميني بقوة مماثلة لقوة ثوران بركان تونغا القياسي الذي حدث في عام 2022، وفقًا للدراسة.
ولمعرفة المزيد عن الثوران، قام الباحثون بالحفر في مواقع مختلفة حول فوهة كاميني. كشفت نوى الرواسب التي جمعوها عن طبقة سميكة من الخفاف والرماد، مما يشير إلى أن الثوران قذف 3.1 كيلومتر مكعب من المواد - أي ما يعادل تقريبًا مليون بركة سباحة أولمبية.
لم يكن العلماء يتوقعون العثور على دليل على ثوران قوي بهذا الشكل بعد 2300 عام فقط من ثوران مكون للكالديرا.
وفقًا للدراسة، فإن هذا الاكتشاف يشير إلى أن كالديرا سانتوريني قادرة على الانفجار في الوقت الذي يُفترض فيه أنها - نظريًا - تتجدد.
وكتب الباحثون في الدراسة: "يشير اكتشافنا بأن كالديرا سانتوريني قادرة على إنتاج ثورانات انفجارية كبيرة في مرحلة مبكرة من دورة الكالديرا إلى احتمال حدوث مخاطر عالية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط".
ثارت فوهة بركان كاميني آخر مرة في عام 1950، وأنتجت انفجارات صغيرة وتدفقات من الحمم البركانية. ومنذ ذلك الحين، أصبح خامدًا باستثناء فترة من الاضطرابات بين عامي 2011 و 2012، عندما التقطت الأقمار الصناعية علامات دالة على تحرك الصهارة تحت البركان.
كانت الطبقة الرقيقة من الخفاف في جزيرة باليا كاميني تشير إلى أن ثوران عام 726 كان بقوة تتراوح بين 3 و 4 على مؤشر الانفجارية البركانية، والذي كان يُعتبر حتى الآن