تتجلى عادات وتقاليد فريدة في استقبال شهر رمضان الكريم، في أقصى جنوب محافظة البحر الأحمر،حيث يعيش أهالي منطقتي حلايب وشلاتين وقتاً مميزاً يمزج بين العبقرية الطبيعية والتقاليد الاجتماعية العميقة.
من خلال تقنيات تقليدية موروثة، يستعد الأهالي لاستقبال الشهر الفضيل بطقوس خاصة، حيث تتصدر الأكلات الشعبية قائمة التحضيرات والتي تبرز بشكل خاص في وجبات الإفطار والسحور.
**الجابوري: لقمة العبابدة الشهية**
تتصدر الجابوري قائمة الأكلات المحببة لدى أهالي حلايب وشلاتين، حيث يصفها البعض بأنها "بيتزا العبابدة"، وهي عبارة عن فطيرة محضرة من الدقيق والماء تُخبز على نار مشتعلة من الأخشاب. يتم تقديمها ساخنة على مائدة الإفطار، وتحظى بإقبال كبير من السكان المحليين.
**العصيدة والأوتم: رفقاء السحور**
في وقت السحور، تتألق وجبة العصيدة والأوتم، حيث يُعتبران رفقاء الصائمين في تجاوز ساعات الصيام بسهولة. العصيدة المحضرة من الدقيق والماء والعسل واللبن تعد وجبة مغذية تمد الجسم بالطاقة اللازمة، بينما يُعتبر الأوتم، الذي يتألف من دقيق مغموس في الماء مع لبن الإبل، وجبة سحور لا غنى عنها لتجنب الشعور بالعطش والجوع.
**الحفاظ على التراث والبيئة**
يعكس هذا التقليد الموروث بالمنطقة ليس فقط حب الأهالي لتقاليدهم وثقافتهم، بل أيضاً حرصهم على البيئة والموارد الطبيعية، حيث يستخدمون الأدوات والموارد المتاحة في بيئتهم لتحضير وتقديم وجباتهم الشعبية.
إن استقبال شهر رمضان في جنوب البحر الأحمر يعكس روح التضامن والمحبة والاحترام للتقاليد القديمة. وبينما يحتفظ الأهالي بتلك العادات والتقاليد، فإنهم يُظهرون أيضاً حساسية كبيرة تجاه البيئة وحفاظها على الوجه الأمثل.