تشتهر محافظة الوادي الجديد بالعديد من الآثار الإسلامية ومنها مسجد نصر الدين بقرية القصر الإسلامية بمركز الداخلة، حيث يعود تاريخه للقرن الأول الهجري.
تم بناؤه من الطوب اللبن، وهو مسجد بناه الشيخ نصر الدين وقتذاك، ويعد من أقدم 3 مساجد في مدينة القصر الإسلامية، وبه مئذنة ارتفاعها 21 مترًا تقريبًا تتبع نمط المآذن في العصر الأيوبي.
[[system-code:ad:autoads]]
ويتمتع المسجد بالبساطة وبه منبر تم ترميمه من قبل أكثر من مره ويوجد به قبلة مبنية بالطوب اللبن ومطلية بالجير الحي، ويوجد داخل المسجد مقام الشيخ نصر الدين الذي أسس المسجد وكان يعمل خادما للمسجد.
وتشتهر مدينة القصر الإسلامية عادة بالطابع الإسلامي البسيط، حيث يوجد بالبيوت أعتاب خشبية على مداخلها وعددها 49 عتبًة للبيوت والأضرحة، وله نص كتابي شهير يختلف حسب المنشأة إذا كان منزلا أو ضريحا أو مسجدا، والأعتاب مصنوعة من شجر السنط.
يقول الاثري صبري يوسف ، إن قرية القصر الإسلامية تعد من القرى ذات التراث الإسلامي القديم لكونها أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات عام 50 هجرية، وبها مسجد نصر الدين من القرن الأول الهجري، وازدهرت في العصر الأيوبي وكانت عاصمة الواحات وبها قصر الحاكم وقتذاك.
وأضاف أن قرية القصر تحفة معمارية ما زالت تحتفظ بجميع المعالم الأثرية التي كانت متواجدة بها وقتذاك، حيث يوجد بها ديوان المحكمة وهو من العصر الفرعوني، والمدرسة القرآنية لتعليم الدين الإسلامي وأصوله، والتي ترجع إلى العصور الإسلامية، ويوجد بها جامع الشيخ نصر الدين الذى يعتبر من أقدم الجوامع الباقية على حالتها فى مصر.
وأوضح أن جميع المباني القديمة التي بنيت من الطوب اللبن منذ العصور السحيقة مازالت قائمة ومحتفظة بكيانها حتى الآن، فضلا عن وجود مئذنة خشبية مكونة من ثلاثة طوابق بارتفاع 21 مترا، وجميع الأعتاب الخاصة بأبواب المنازل مصنوعة من الخشب ومنقوش عليها آيات قرآنية.
وذكر المؤرخ أنور محمود في كتاباته “أصول الواحات” أن قرية القصر الإسلامية صممت وفق تخطيط منظم كان متبعًا وقتذاك، وما زالت تلك المباني متواجدة بهيئتها شاهدة على براعة التنظيم والتخطيط الخاص بالمدن الإسلامية، حيث تنخفض درجة الحرارة داخل القرية الإسلامية في الصيف وتحتفظ بالدفء في الشتاء.
وأشار إلى أنه بالرغم من كونها القرية الوحيدة ذات الطراز الإسلامي المتواجد بطبيعته حتى الآن، لكن ما يثير القلق وجود تلك المباني الأثرية مغلقة ولم يسمح بزيارتها، الأمر الذي يؤثر بالسلب على تلك الأبنية الأثرية والمتاحف المتواجدة بها.
ولفت إلى أن فتح البيوت كمزارات فكرة تستحق التقدير، ويجب على وزارة الآثار أن تضع فكرة فتح القرية أمام الرواد نصب أعينها، مؤكدا أن وزارة السياحة لن تمانع من وضع مزارات القرية على الخريطة السياحية العالمية طالما أن الأنشطة ستخدم السائح وتوفر له احتياجاته.
ونوه إلى أنه يوجد عدد من المتاحف داخل القرية، ومنها متحف للدكتورة علياء حسن تجسد فيه طبيعة المكان، ومتحف أم جنة، ومتحف الفنانة إيمان سالم، ومتحف أم نوسة، وهو ما سيجد استحسان العديد من الرواد العرب والأجانب.