تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم منح بقيمة 6 مليارات دولار لمساعدة الشركات على خفض الانبعاثات من صناعات المعادن والكيماويات، وغيرها من الصناعات التي يصعب إزالة الكربون منها، حيث يشمل ذلك تمويل بناء أول مصنع جديد لصهر الألمنيوم في الولايات المتحدة الأميركية منذ 45 عاماً.
وبحسب بلومبرج الشرق، من المقرر أن تحصل شركة "سينتشري ألمنيوم" التي كانت في الماضي أحد أبرز المستفيدين من الحرب التجارية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع الصين، على تمويل بقيمة 500 مليون دولار لبناء منشأة لصهر الألمنيوم، بحسب بيان صدر أمس الإثنين.
[[system-code:ad:autoads]]
سيضاعف ذلك حجم الإنتاج المحلي الحالي للبلاد من المعدن كثيف الاستهلاك للطاقة، مع الحد من الانبعاثات بـ75% تقريباً.
تراجع الإنتاج المحلي
الإنتاج المحلي للألمنيوم المستخدم في تصنيع الألواح الشمسية وأشباه الموصلات والطائرات المقاتلة، بدأ يتراجع بصورة مطردة على مدى سنوات. حدث هذا الانخفاض رغم ارتفاع الطلب، ويرجع ذلك جزئياً إلى قانون المناخ الموقع من قبل بايدن، والذي زاد استهلاك المواد اللازمة لعملية انتقال الطاقة.
ذكر جو كوين، نائب رئيس "إس إيه إف إي"، وهو مركز بحثي مقره في واشنطن يدعم استقلال الطاقة في الولايات المتحدة: "تصعُب المبالغة في تقدير أهمية ما ستعنيه هذه المنحة لقطاع الألمنيوم المحلي".
تابع أن "بناء محطة صهر محلية جديدة يعيد الولايات المتحدة إلى دورها المهم، ويعدّل تراجعنا الخطير على مدى عقود في إنتاج الألمنيوم الأساسي".
يُعد المشروع واحداً من بين 33 مشروعاً وقع الاختيار عليها للحصول على منح بقيمة 500 مليون دولار لكل منها، وذلك ضمن برنامج وزارة الطاقة لتقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الصناعات التحويلية كثيفة الاستهلاك للطاقة، علاوة على تنشيط المجموعات الصناعية، وتعزيز القدرة التنافسية للتصنيع في الولايات المتحدة.
ستستهدف هذه الأموال قطاعات تتسبب في ربُع الانبعاثات بأميركا، لكن التحول لتقنيات منخفضة الكربون عملية صعبة ومكلفة.
يُعد تخلص هذه القطاعات من الانبعاثات مسألة مهمة للغاية إذا أراد البيت الأبيض تحقيق هدفه بتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بـ50% بحلول عام 2030، وتحقيق صافي صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن الحالي.
قطاعات يصعب إزالة الكربون منها
عموماً، أشارت إدارة بايدن إلى أنه من المنتظر أن تخفض هذه المشروعات ما يعادل أكثر من 14 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهي كمية تساوي انبعاثات 3 ملايين سيارة تعمل بالبنزين كل عام.
أوضحت وزيرة الطاقة جينيفر غرانهولم في بيان: "ستحد هذه الاستثمارات من انبعاثات هذه القطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها، وستضمن بقاء الشركات الأميركية والعمال الأميركيين في صدارة الاقتصاد العالمي".