أكثر من 20 عاماً فى تصنيع الفوانيس من بقايا ومخلفات الزجاج، حولت فوانيس العم حمام المزخرفة بألوان وأضواء مبهجة لـ ماركة مسجلة لأهالى مدينة نقادة جنوب قنا ، مع حلول شهر رمضان المبارك، كونها تتميز بطابع خاص يختلف عن الفوانيس الجاهزة التى تخلو من الروح والأجواء الرمضانية.
فوانيس عشرة عمر
الفوانيس التى تصنع من بقايا الزجاج وبعض القطع الخشبية، استطاعت أن تجد لها سوقاً وجمهوراً خاصاً وسط الفوانيس الصينية المصنعة من البلاستيك وبعض الخامات الأخرى، والتى لا تقارن بجودة وقوة الفوانيس النقادية، حتى أن الكثير من الأهالى يطلقون عليها فوانيس "عشرة عمر" لبقائها لسنوات طويلة أن تتلف مقارنة بالفوانيس الحديثة التى يتلف الكثير منها قبل نهاية شهر رمضان المبارك.
[[system-code:ad:autoads]]
فوانيس الزجاج بدأت قصتها، قبل أكثر من 20 عاماً، عندما تمكن الكهربائى عاطف حمام، ابن مدينة نقادة، من عمل فانوس صغير من قطع زجاج متناثرة، وقدمه كهدية لشقيقته، بعدها توافد عليه الكثير من الأطفال، لطلب نفس الفانوس، ما دفعه إلى استثمار بقايا الزجاج فى عمل فوانيس، إلى أن تحولت إلى حرفة موسمية مع حلول شهر رمضان المبارك، بجانب عمله فى مجال الكهرباء.
فوانيس تحظى بإعجاب الصغار والكبار
الفوانيس الزجاجية تطورت على مدار عقدين من الزمان، من مجسمات صغيرة إلى أشكال وأحجام متنوعة، لتحظى بإقبال الكبار والصغار على حد سواء، فالفوانيس الصغيرة يقتنيها الأطفال للاستمتاع بها على مدار الشهر الكريم، فيما يشتري الكبار الفوانيس الكبيرة لتعليقها ضمن زينة رمضان فى الشوارع والميادين العامة أو أمام المساجد، احتفاءاً بشهر رمضان الكريم.
قال عاطف حمام "كهربائى حر"، تعودت أن استثمر أوقات فراغى فى عمل أشياء مفيدة، وأبرزها الفوانيس، التى بدأت قصتى معها منذ أكثر من 20 عاماً، بصناعة فانوس لشقيقتى من الخشب و الزجاج وأعطيته لها كهدية خلال شهر رمضان المبارك، وحاز وقتها على إعجابها وإعجاب من كل رأى الفانوس، رغم أنه كان تقليدى بسيط، ومن وقتها بدأت فى تطوير شكل الفانوس كهواية مع حلول شهر رمضان من كل عام.
فوانيس من بقايا الزجاج
وتابع حمام، رؤيتى لقطع الزجاج ملقاه فى الشوارع المحيطة بمنزلى والتى قد تتسبب أذى للمارة، دفعنى للتفكير فى استثمار مخلفات الزجاج لتزيين وزخرفة الفوانيس، لإضفاء نوع من الجمال والبهجة، ما جعلها تجذب الكبار والصغار وتلفت انتباه جميع من يرى الفانوس معلق على واجهات المنازل أو المساجد، ومع قبول الأهالى وإعجابهم بالفوانيس فكرت فى استثمار هذه الهواية لمساعدتى على مواجهة أعباء المعيشة من خلال العائد المالى الذى يعود على من بيع الفوانيس.
وأضاف الكهربائى، قبل حلول شهر رمضان أبدأ فى تصنيع وعمل أشكال وأحجام متنوعة من الفوانيس، بخلاف ما يطلبه الأهالى بمواصفات معينة، فالبعض يطلب أحجام كبيرة وآخرين يطلبون زجاج بألوان وإضاءة معينة، ويستمر الإقبال حتى منتصف شهر رمضان المبارك، ويستغرق تصميم وصناعة الفانوس 3 أيام عمل، حتى يتم انتاج فانوس يحظى بقبول الأهالى وخاصة الأطفال، فيما تحتاج الفوانيس الكبيرة التى يزيد ارتفاعها عن 120 سم، لحوالى 5 أيام متواصلة من العمل، لأنه يحتاج لتركيز ودقة حتى لا أصاب من مخلفات الزجاج، أو يصيب من يقتنى الفانوس.
احصل على مخلفات الفوانيس الصغيرة مجاناً
وأوضح حمام، بأن الفانوس المصنع من مخلفات الخشب والزجاج يمكن أن يستمر ويعيش لسنوات عديدة، نتيجة الخامات القوية المستخدمة فى صناعة الفانوس، وهو بخلاف فوانيس البلاستيك التى تتلف قبل انتهاء شهر رمضان المبارك، نتيجة الخامات الرديئة المستخدمة فى صناعة الفوانيس ، مضيفاً بأن المخلفات البسيطة من الزجاج يحصل عليها من تاجر زجاج بدون مقابل، بدلاً من إلقائها فى سلة القمامة أو الشوارع، لكن الألواح الكبيرة التى يستخدمها فى صناعة فوانيس كبيرة أو لوحات ومجسمات كبيرة يحصل عليها بمقابل مادى لأنها تأتى بمقاسات محددة.