في تطور جديد، أكد تنظيم داعش تورطه في الهجوم المأساوي على قاعة الحفلات الموسيقية في مدينة كروكوس بالقرب من موسكو، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 137 شخصًا.
هز الهجوم، الذي تميز بإطلاق النار وألسنة اللهب، روسيا في جوهرها، ويشكل الهجوم الأكثر دموية المرتبط بتنظيم داعش على الأراضي الأوروبية وأخطر حادث إرهابي في روسيا منذ حصار مدرسة بيسلان عام 2004.
[[system-code:ad:autoads]]ووفقا لما نشرته الجارديان، تُظهر مقاطع الفيديو التي نشرتها وكالة أنباء أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مؤخراً المهاجمين وهم يطاردون رواد الحفلات الموسيقية بلا رحمة داخل قاعة مدينة كروكوس، ويُعدمون العشرات من الأفراد الأبرياء بشكل مروع. وتعد هذه اللقطات بمثابة تأكيد قاتم لإعلان داعش مسؤوليته، مما يسلط الضوء على تكتيكات التنظيم الوقحة والوحشية بشكل متزايد.
[[system-code:ad:autoads]]وفي خضم الحداد الوطني وارتفاع عدد القتلى - الذي يبلغ حاليًا 137 شخصًا، بالإضافة إلى 154 جريحًا - تتصارع روسيا مع تداعيات هذا العمل الإرهابي الشنيع. ولم تقم قيادة البلاد، ولا سيما الرئيس فلاديمير بوتين، بزيارة مكان الحادث بعد، واختارت بدلاً من ذلك تكريم الضحايا من مقر إقامته خارج موسكو.
أدى الهجوم إلى زيادة التوترات في المنطقة، حيث وجهت روسيا أصابع الاتهام إلى أوكرانيا، زاعمة تورط الأخيرة في تسهيل دخول الإرهابيين إلى الأراضي الروسية.
ومع ذلك، تنفي كييف بشدة أي صلة لها بهذه الفظائع، وترفض الادعاءات الروسية باعتبارها لا أساس لها من الصحة، وتتهم موسكو باختلاق ذريعة للتصعيد.
وفي الوقت نفسه، تتباين ردود الفعل الدولية على الهجوم. وتنسب الولايات المتحدة بشكل لا لبس فيه المسؤولية إلى تنظيم الدولة الإسلامية، مما يدحض أي تورط أوكراني.
في المقابل، تبدو وسائل الإعلام الرسمية الروسية مترددة في الاعتراف بدور تنظيم الدولة الإسلامية، وتركز بدلاً من ذلك على الروابط الأوكرانية المزعومة. ويؤكد الاختلاف في الروايات مدى تعقيد المشهد الجيوسياسي والتحدي المتمثل في التعامل مع الروايات المتنافسة في أعقاب مثل هذه المآسي.
وبينما تحزن روسيا وتكافح مع التداعيات، لا تزال الأسئلة قائمة بشأن فعالية أجهزتها الأمنية والتداعيات الأوسع على جهود مكافحة الإرهاب على المستويين المحلي والدولي. ومع أن شبح تنظيم الدولة الإسلامية يلوح في الأفق، تظل اليقظة ذات أهمية قصوى في مواجهة هذا التهديد القاسي والعشوائي.