لأول مرة بالعالم.. زرع كلية خنزير في مريض بشرى.. اعرف القصة

طور العلماء خنازير معدلة وراثيا كطريقة لمعالجة النقص الحاد في الأعضاء البشرية المتاحة لعمليات زرع الأعضاء. 

تم إجراء العديد من تجارب إثبات المفهوم لمثل هذه الأعضاء الخنزيرية في السنوات الأخيرة ؛ تضمن أحدهما توصيل كلية بجسم متبرع بأعضاء دماغي الموت ، وشمل آخر إجراء عملية زرع كلية مزدوجة في مريض ميت دماغيا.

 بالإضافة إلى ذلك ، في عام 2022 ، خضع رجل لأول عملية زرع قلب خنزير لكنه توفي بعد وقت قصير.

وفي هذا الإنجاز الطبي الأحدث، قام جراحون في مستشفى ماساتشوستس العام لأول مرة بزرع كلية خنزير في مريض بشري حي. 

وتعافى المريض البالغ من العمر 62 عامًا ، ريتشارد سلايمان ، بشكل جيد بعد جراحة استغرقت أربع ساعات أجريت له في 16 مارس ، ومن المتوقع خروجه من مستشفى ماساتشوستس العامة قريبًا ، وفقًا لبيان من المستشفى.

وقال سلايمان في البيان: "لقد رأيت الأمر ليس فقط كطريقة لمساعدتي، ولكن كطريقة لتوفير الأمل لآلاف الأشخاص الذين يحتاجون إلى عملية زرع للبقاء على قيد الحياة".

يعاني سلايمان ، من وايماوث ، ماساتشوستس ، من تاريخ من مرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وكان يخضع لغسيل الكلى لمدة سبع سنوات قبل إجراء عملية زرع كلية بشرية في عام 2018، ومع ذلك، بعد خمس سنوات، أظهر العضو المزروع علامات على الفشل.

 وأعاد غسيل الكلى في عام 2023، مما تسبب في مضاعفات خطيرة تتطلب زيارات منتظمة للمستشفى لإدارة الحالة.

وقال الدكتور وينفرد ويليامز، رئيس قسم أمراض الكلى بالإنابة في مستشفى ماساتشوستس العامة وطبيب الكلى الرئيسي للمريض ، لصحيفة نيويورك تايمز: "كان عليه أن ينتظر لمدة خمس إلى ست سنوات للحصول على كلية بشرية. لم يكن لينجو من ذلك ".

أتيحت الفرصة لسلايمان لتلقي كلية خنزير ، وبعد مناقشة المخاطر المحتملة للإجراء مع أطبائه ، وافق على العملية.

جاءت الكلية نفسها من eGenesis ، وهي شركة تقنية حيوية تعمل على تطوير أعضاء هندسية متوافقة مع البشر، وتستخدم الشركة نظام تحرير الجينات الشهير CRISPR لتعديل جينات خنازيرها.

ولجعل الأعضاء مناسبة للناس، قام العلماء باستئصال ثلاثة جينات تشارك في صنع الكربوهيدرات، أو السكريات، الموجودة في الخنازير والتي يهاجمها الجهاز المناعي البشري. 

بالإضافة إلى ذلك، أضافوا سبع جينات بشرية تساعد على منع تأثيرات الدومينو المرتبطة بالمناعة والتي يمكن أن تؤدي إلى رفض الزرع، وأخيرا ، يقومون بتعطيل أجزاء من الحمض النووي الفيروسي - والتي تسمى الفيروسات الرجعية الداخلية - في جينومات الخنازير التي لا تزعج الخنازير ولكن يمكن أن تؤذي البشر، وفقًا لشركة eGenesis.

وذكر موقع CNN أن العلماء قاموا بإجراء 69 تعديلاً على DNA الخنزير.

كجزء من إجراء الزرع ، تلقى سلايمان نوعين من العلاجات القائمة على الأجسام المضادة للمساعدة في منع رفض العضو ، بالإضافة إلى الأدوية المثبطة للمناعة.

يثير النجاح الظاهر للإجراء الأمل في أن تنتشر مثل هذه عمليات الزرع يومًا ما.

وقال الدكتور ليوناردو رييلا ، المدير الطبي لزرع الكلى في مستشفى ماساتشوستس العامة ، لصحيفة واشنطن بوست: "نأمل أن يصبح غسيل الكلى شيئًا من الماضي".

وأضاف ويليامز في بيان المستشفى: "تمثل عملية جراحة سلايمان أيضًا اختراقًا محتملًا في حل إحدى أكثر المشكلات المستعصية في مجالنا ، وهي عدم المساواة في حصول المرضى من الأقليات العرقية على فرصة إجراء عمليات زرع الكلى بسبب النقص الشديد في أعضاء المتبرعين وغيرها من الحواجز القائمة على النظام".