استعرض المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، ما تم خلال الفترة الماضية بشأن عدد من القضايا النقابية، وذلك خلال وجوده بين أبنائه وزملائه المهندسين ضمن أمسية، أقامتها اللجنة الفنية والثقافية، للاحتفال بالدكتور المهندس عابد خطاب، وكيل نقابة المهندسين الأسبق، ومناقشة أعماله الأدبية.
قضية التعليم الهندسي
وشدد "النبراوي"، في كلمة له ضمن الاحتفالية، على اهتمام نقابة المهندسين بجميع المجالات، ومن بينها المجال الثقافي، لافتا إلى أن الدور النقابي الكبير الذي يقوم به المهندس عابد خطاب، يشهد به الجميع.
[[system-code:ad:autoads]]وثمن الدور الأدبي الذي يقوم به الدكتور "خطاب" وحرصه على تبني المواهب الأدبية من خلال الصالون الثقافي الذي يداوم على إقامته، مؤكدًا حرص النقابة على الاحتفاء بالقامات الهندسية المبدعة في جميع النواحي الفنية والأدبية، فيما تطرق الحضور لعدد من القضايا النقابية وبينها التعليم الهندسي.
وفي حديثه، وصف نقيب المهندسين قضية التعليم الهندسي بالقضية المهمة والمحورية، مؤكدًا أنها قضية أمن قومي لمصر، وأنها ليست بالبساطة التي ينظر إليها البعض أو بالهامشية التي تتناولها بعض المقالات الصحفية، فقضية التعليم بشكل عام والتعليم الهندسي بشكل خاص هي "قضية أمن قومي"، وليس في ذلك مبالغة.
وقال نقيب المهندسين: "من الناحية التاريخية، شهد عام 2008 بداية الحركة القوية لرفع الحراسة عن النقابة، وكانت قضية التعليم الهندسي تشغلنا، خاصة مع تزايد طوابير البطالة بين المهندسين".
وأضاف: "في العام 2014 تولينا مسئولية العمل النقابي، حيث كانت قضية التعليم الهندسي بالنسبة لنا "قضية رئيسية" تم عرضها على الجمعية العمومية عام 2015 بعد دراسة وافية".
وتابع "النبراوي": "كانت قرارات الجمعية العمومية حينها حاسمة وبالإجماع، وقد شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات في هذا الشأن".
وأشار إلى أن القرار الذي اتخذ في حينها هو الإصرار على ألّا يقل الفارق بين التعليم الحكومي والتعليم الخاص عن 10%، وهو قرار من الناحية الإجرائية جيد يحمي التعليم ككل.
وأوضح أن هذا القرار كان من المفترض أن يتم تفعيله وتنفيذه بعد مرور خمس سنوات من اتخاذه، ويطبق في عام 2020، مؤكدًا أن هذا "القرار تم الإعلان عنه في جميع وسائل الإعلام وعلم به الجميع".
وذكر نقيب المهندسين أن هذا القرار صدَّر للنقابة مشكلة مع أصحاب المعاهد والكليات الخاصة التي كانت تتجاوز الفارق بين التعليم الخاص والتعليم الحكومي أكثر من 10%، ولكن كان التصميم على المُضي قدمًا في تنفيذه والتأكيد عليه في الجمعيات العمومية التالية.
ولفت إلى أن من تولوا المسئولية بعد عام 2018 لم يروا أهمية لتطبيق هذا القرار، وبالتالي لم يتم تنفيذه خلال عامي 2020 و2021، مشيرًا إلى أنه عند توليه المسئولية في عام 2022 كان لا يمكن تنفيذ هذا القرار لمرور عامين على عدم التنفيذ.
الحفاظ على مهنة الهندسة
وأضاف نقيب المهندسين، أنه تم دراسة الموقف مرة أخرى باهتمام كبير مع أعضاء هيئة المكتب والمجلس الأعلى، مشددًا على أن مهنة الهندسة لا يمكن التهاون فيها، وتابع: "عقدنا عدة جلسات بالنقابة والجامعات على مدار عدة أشهر مع كل المهندسين والخبراء المهتمين بالقضية والمسئولين بالتعليم حتى وصلنا إلى صياغة مسودة أولى".
ولفت إلى الدور الكبير الذي قامت به المستشارة القانونية الدكتورة رحاب التحيوي آنذاك، وتم التحاور بها مع المسئولين المعنيين، ثم توصلت النقابة إلى صياغة مسودة نهائية خاصة بالتعليم الهندسي خرجت بها إلى الرأي العام.
وأوضح نقيب المهندسين أن بعض المسئولين نتيجة لعدم الإلمام الجيد بالقضية كان لهم اعتراضات على مسودة النقابة الخاصة بالتعليم الهندسي، وأيضًا كان لبعض ذوي المصالح إصرار كبير على الاعتراض عليها.
واستطرد: "بعد الجمعية العمومية في 30 مايو ونجاحنا في استقلالية النقابة عن أي حزب أو تيار والإصرار على أن تصدر قرارات النقابة من 30 شارع رمسيس، نجحت النقابة في شهر يونيو في إصدار قرارات هامة بشأن التعليم الهندسي، وبدأت النقابة بالفعل في تنفيذها حتى استطعنا بعد شوط كبير فرض الجودة على جميع المعاهد الهندسية".
وأكد "النبراوي" أنه في نهاية عام 2024 لن يتمكن أي معهد هندسي لم يحصل على شهادة الجودة من القيد بالنقابة ولن يسمح لخريجيه بعضوية النقابة، وذلك بالتنسيق الكامل مع هيئة ضمان الجودة والتعليم في مصر.
كما أكد نقيب المهندسين، أن مشكلة التعليم الهندسي لم تُحل بشكل كامل، ولكن النقابة بدأت في اتخاذ الخطوات الجادة والمؤمَّنة، مشددًا على استمرار النقابة بتكاتف الجميع وبالاستناد على قرارات الجمعيات العمومية في المضي قدمًا في ملف التعليم الهندسي، حتى تعود مهنة الهندسة كما كانت للأجيال القادمة.
وعقب انتهاء نقيب المهندسين من كلمته، بدأت اللجنة الفنية والثقافية، برئاسة المهندس محمد محفوظ، احتفالها بالأعمال الأدبية للدكتور المهندس عابد خطاب، واستعرض المهندس صلاح أبو الليل- منسق الاحتفالية- عددًا من أعمال الدكتور عابد خطاب الأدبية.
المشاركة بحرب أكتوبر
من جانبه، أوضح الدكتور عابد خطاب، أنه من مواليد القاهرة عام 1950، حيث نشأ في أسرة عائلها هو الفنان عبدالعليم خطاب الذي درس الفن أكاديميًّا بالخارج، وعاد ليقوم بالتمثيل في عدة أفلام، لكنه كان يفصل بين عمله بالفن ودوره كرب أسرة له مسئولياته.
وبعد المرحلة الثانوية، أوضح "خطاب" أنه التحق بالكلية الفنية العسكرية لحبه في الهندسة والجيش المصري، وتخرج في شعبة الميكانيكا دفعة 23 أبريل عام 1973، أي قبل حرب أكتوبر ببضعة أشهر، وهو الأمر الذي لا يسمح له ولا لزملائه باللحاق بالحرب طبقًا لرؤية قائد الكلية آنذاك، حيث كان يرى أن دورهم أهم في تعليم الطلاب بالكلية.
وكان "خطاب" الثالث على دفعته بالكلية، ولكنه وزملاؤه أصروا أمام القائد على اللحاق بالحرب مع زملائهم، ما اضطره للموافقة على رغبتهم، وشاركوا في الحرب بالفعل، وهي آخر دفعة من الفنية العسكرية تنال هذا الشرف.
ثم سافر "خطاب" في بعثة إلى فرنسا عام 1982، وهو حاصل على درجة الماجستير مرتين، وشارك في مشروع روبوت بين فرنسا وأمريكا لاكتشاف صندوق أسود لطائرة كانت قد سقطت في المحيط، وقرر بعد عودته ألا يشرف على أي رسالة علمية لا تخدم أي جهة بشكل حقيقي، لأن هناك بعض الطلاب يستسهلون موضوعات الرسائل العلمية لمجرد حصولهم على درجة علمية رفيعة.
وقال "خطاب": "كنت أحرص على إقامة صالون ثقافي شهري لمناقشة أعمال عدد من الأدباء، وتوقف فقط أثناء فترة كورونا ثم عاودنا إقامته مرة أخرى".
من جانبه، قال الدكتور المهندس مجدي عبد الله، صاحب دار النشر التي تنشر أعمال الدكتور عابد خطاب: "إن مَن يطلع على أعمال الدكتور عابد خطاب يدرك أنه يمتلك أدوات درامية وتاريخية ولغوية، حيث إنه قادر على المزج بين التاريخ والأدب".
جدير بالذكر أن من بين قائمة مؤلفات الدكتور عابد خطاب في الروايات (ثلاثة، وبايناري، وهوجة عرابي، وقصة حب مستحيلة- قيس وليلى العصر الحديث)، وفي المجموعات القصصية (الرجل ذو المعطف الأسود، وعشاء على النيل)، وفي الشعر والزجل (على الربابة)، وفي مجال كتابة السير الذاتية، ألَّف "خطاب" (ذو القلب الأبيض، والقدوة والمثل العالم أ.د.م. هشام المهدي)، بجانب مؤلفات علمية هندسية.
وقام نقيب المهندسين في نهاية الاحتفالية بإهداء الدكتور المهندس عابد خطاب درع نقابة المهندسين، ثم افتتح المعرض التشكيلي لعدد من أعضاء اللجنة الثقافية.