سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الأربعاء، الضوء على مجموعة من الموضوعات التي تهتم بالشأنين المحلي والعالمي.
خطاب النصر على الغرب
ففي مقاله “صندوق الأفكار” بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان (خطاب النصر على الغرب)، قال الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الصحيفة، إنه رغم أنف الغرب فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بولاية خامسة لرئاسة روسيا، وبغض النظر عن طريقة الانتخابات في روسيا، فهذه أمور تخص الشأن الداخلي الروسي وشعب روسيا، فإن فوز بوتين بفترة رئاسية جديدة كان بمثابة لطمة قوية على وجه الغرب.
وأضاف الكاتب ربما نتفق أو نختلف على سياسات بوتين وأفكاره لكنه على الأقل لا ينادي بشئ ويفعل عكسه مثل أمريكا والغرب.. الأمريكان ومعهم الغرب صدعونا بالحديث عن الحريات، وحقوق الإنسان، والحق في الحياة، والمساواة وعدم التمييز، والآن يمارسون أسوأ جرائم الإبادة الجماعية في غزة برعايتهم ودعمهم المطلق للنازيين الجدد في إسرائيل الذين قاموا بتحويل غزة إلى أكبر مقبرة في العالم بعد أن كانت أكبر سجن في العالم باعتراف جوزيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن هناك معركة حامية الوطيس بين الغرب وروسيا دائرة الآن في أوكرانيا، حيث تقوم أوكرانيا بالحرب بالوكالة عن أمريكا والغرب، وما هي إلا مجرد مخلب قط للغرب وأمريكا من أجل القيام بتنفيذ الأجندة الغربية، والقيام بكل ما من شأنه تهديد الأمن الروسي بحسب وجهة النظر الروسية.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن هناك تشابها كبيرا بين أوكرانيا وإسرائيل، حيث تقوم إسرائيل بدور الوكيل عن أمريكا والغرب في حربها على غزة، لأنه لولا الدعم الغربي والأمريكي لإسرائيل لما استطاعت إسرائيل أن تقوم بعدوانها على غزة أو عدوانها السابق على الدول العربية، أو احتلالها الأراضي العربية بشكل غير مشروع، ورفضها لكل نداءات السلام.
ونبه إلى أن أوكرانيا تقوم بنفس الدور، لكنها اصطدمت بالدب الروسي الذي استطاع تفكيك أوصالها واحتلال أجزاء كبيرة منها، ولولا الغرب وأمريكا لكانت أوكرانيا تحت الاحتلال بشكل كامل الآن.
ونوه إلى أن الغرب المتناقض يظهر في النموذجين، فهو يقول إنه يرفض الاحتلال الروسي للأراضي الأوكرانية، لكنه يقبل ويدعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والأراضي السورية، والأراضي اللبنانية حتى الآن، كما أنه يرفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل عاجل بما يجعلها دولة كاملة العضوية في المحافل الدولية.. هو التناقض والأكاذيب وسياسة المعايير المزدوجة، والنفاق الغربي الفج الذي دفع الشعب الروسي للالتفاف حول رئيسه ليفوز بولاية جديدة في مواجهة العداء الغربي لكل من يختلف معهم.
وأفاد الكاتب بأن بوتين وجه رسالة نارية للغرب في خطاب النصر، وأوضح أن احتمال نشوب صراع واسع النطاق على الغرب قائم، وأن أي تفكير من الغرب في توسيع نطاق الصراع يمكن أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.
وأعرب الكاتب عن أمله في أن يكون نجاح بوتين فرصة ليعيد الغرب تفكيره في مناطق الصراع مرة أخرى وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والتخلي عن النازيين الجدد في إسرائيل.
[[system-code:ad:autoads]]
وفي مقاله “في الصميم” بصحيفة "الأخبار" وتحت عنوان (شركاء الحرب..رغم الخلاف)، أفاد الكاتب الصحفي جلال عارف بأنه كما هي العادة.. بعد شهور من القطيعة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عاد الاتصال الهاتفي بين الاثنين!!.. الخلافات هذه المرة كانت علنية والضغوط والاتهامات وصلت لحد تأييد بايدن لحديث كبار الديمقراطيين عن انتخابات مبكرة للتخلص من نتنياهو وحلفائه في حكومة عصابات اليمين المتطرف.
ولفت الكاتب إلى أنه ومع ذلك ظل نتنياهو على موقفه الذي لا يرى طريقا إلا القتل والدمار.. مستندا إلى حقيقة أن الموقف الأمريكي - أيا كانت الخلافات - سيظل يدعم إسرائيل بالسلاح والمال و«الفيتو»، وأن «بايدن» المأزوم لا يمكن أن يقترب من ثوابت السياسة الأمريكية وهو الذي قاد الموقف الأمريكي من الأزمة الراهنة ليتحول إلى شراكة كاملة في الحرب التي تحولت إلى عملية (إبادة جماعية).
وأفاد الكاتب بأنه واضح أن الاتصال الهاتفي بين بايدن ونتنياهو يأتي مع يقين أمريكي بأن قرار نتنياهو هو إفشال المحادثات حول الهدنة المقترحة، والمضي في الحرب، والاستعداد لاقتحام رفح رغم كل التحذيرات.. ومع استمرار بايدن في التحذير من أن الهجوم البري الإسرائيلي على رفح سيكون خطأ، واستمرار نتنياهو في إصراره على ضرورة القيام بذلك.
وتابع الكاتب: واضح أن واشنطن تدرك أن كل ما يقال عن خطط لتأمين مليون ونصف فلسطيني في «رفح» ليس له أي أساس، وتعرف أيضا أن نتنياهو مستعد لتدمير العالم كله من أجل أن يبقى في السلطة، وأن «الكارثة» إذا حدثت فلن تستطيع أمريكا أن تتخلص من مسئوليتها عنها وهي الداعم والشريك لإسرائيل في كل حال.
ونبه إلى أنه من هنا كان الاتصال الهاتفي بين بايدن ونتنياهو، وكان اللقاء الذي تم التوافق على عقده بسرعة في واشنطن على مستوى رفيع، وكان الحرص الأمريكي الرسمي على تأكيد أن على نتنياهو أن يعرض خططه على واشنطن، وأن يدرك أن لواشنطن أيضا خططها، ولها مصالحها.. أو ما تبقى منها.
وشدد الكاتب على أن الخطير في كل ذلك أنه لا حديث حقيقي عن إنهاء الحرب فقط.. تريد واشنطن أن تكون الحرب بشروطها، وأن تحافظ على مصالحها، وتخشى أن يباغتها نتنياهو بتفجير الموقف في المنطقة كلها تاركا بايدن في «أزمته» التي صنعها بنفسه حين وضع «القرار الأمريكي» رهينة لدى عصابات الإرهاب "الصهيوني" التي تحكم إسرائيل وتقودها - ومعها الحليف الأكبر - من هزيمة لأخرى.. وإن كان الثمن فادحا على الجميع!.
وفي مقاله “من آن لآخر” بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان (أسطورة المصري.. المقاتل والمواطن)، قال الكاتب الصحفي عبدالرازق توفيق رئيس تحرير الصحيفة "إن في تاريخ هذا الوطن.. فترات ولحظات فارقة.. ما بين الانكسارات والانتصارات.. ما بين محن وشدائد وإنجازات ونجاحات.. تحديات وأزمات.. وقدرة فائقة على التجاوز والعبور وتحويل التحديات إلى إنجازات والمحن إلى منح".
وأضاف الكاتب: " لذلك ليس عجيبا أو غريبا أن يسطر المصريون وجيشهم العظيم ملحمة العاشر من رمضان أكتوبر (1973).. أو إنقاذ الوطن من براثن جماعة إرهابية ضالة ومتآمرة.. أو الخروج من نفق أزمة اقتصادية خانقة استمرت 4 سنوات.. أو هزيمة قوى الشر وأكاذيبها وتشكيلها.. لذلك الرهان على الإنسان المصري دائما يصنع الفارق ويحقق المعجزات وهو ما أدركه وأمن به الرئيس عبد الفتاح السيسي.. القائد الذي لم يسبقه أي رئيس سابق في انحيازه إلى المواطن المصري... فهو سر أسرار الخلود.. وهو البطل دائما لقصص النجاح المصرية".