الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هكذا أثرت الكورونا في المجتمع الأمريكي.. معدلات الزواج ترتفع مع انخفاض معدلات الطلاق| النظرة لاختيار شريك الحياة تتغير أيضا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد عمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا، أصبح عام 2022 عام الزواج، وفقا للبيانات الجديدة الصادرة في الولايات المتحدة الامريكية، وذلك بعد تخوف الأمريكان من الزواج أثناء وباء كورونا، حيث تظهر الأرقام أن عدد الزيجات انخفض مع بداية الوباء.

وعلى مدى العقدين الماضيين، بقي عدد الزيجات عند حوالي 7 إلى 8 لكل 1000 شخص سنويًا، وفقًا للبيانات الجديدة الصادرة عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ولكن في عام 2020، انخفض معدل الزواج إلى 5.1 لكل 1000 شخص، حسبما أظهرت البيانات، وبدأ المعدل في الارتفاع في العام التالي، وبحلول عام 2022، وصل عدد الزيجات إلى 6.2 للفرد وأكثر من 2 مليون في عام واحد، بحسب التقرير الذي نشرته شبكة CNN الأمريكية.

 

 

بعد زوال الخوف.. حالة الإغلاق لها فوائد 

 

 

وعن أسباب عودة معدلات الزواج إلى الارتفاع، تقول ماريسا نيلسون، معالجة الزواج والأسرة المرخصة في واشنطن العاصمة، إنه بعد زوال حالة الرعب من الكورونا خلال أول عامين لها، بدأ النمو في معدلات الزواج، وقد يكون ذلك راجعا إلى أكثر من مجرد إعادة عودة الحياة لطبيعتها، ولكن كانت هناك ظروف مجتمعية نتيجة الإلاق ساهمت في تفكير الكثيرون بالزواج. 

وتضيف نيلسون، أن البقاء في حالة إغلاق معًا أعطى العديد من الأزواج عقبة فريدة للتغلب عليها، وهي عقبة جعلتهم يتعمدون التعامل مع الأمور المهمة مثل الشؤون المالية والتسوية والاستقلالية، وتوضح أن الكثير من الناس خرجوا من تلك التجربة بإحساس أفضل بما يحتاجون إليه في شريك الحياة.

 

معدلات الطلاق تنخفض

 

والملفت للنظر أيضا، أن الأرقام الصادرة من واشنطن، تشير إلى انخفاض معدلات الطلاق في ولايات أمريكا، وهنا تقول نيلسون، إن النية قد تكون أيضًا وراء انخفاض معدلات الطلاق، ففي عام 2022، بلغ معدل الطلاق 2.4 لكل 1000 شخص. وعلى الرغم من أن هذا ليس أدنى مستوى على الإطلاق – في عام 2021، كان 2.3 – إلا أنه يواصل الاتجاه الهبوطي، وفقًا للبيانات.

وبالمقارنة، كان معدل الطلاق في عام 2000 4 لكل 1000، مما يعني أن المعدل الحالي يمثل انخفاضا كبيرا عما كان عليه قبل عقدين من الزمن، وتوضح نيلسون إن البقاء في منزل معًا أثناء الإغلاق أجبر الكثير من الأزواج على مواجهة مشاكل في علاقتهم بشكل مباشر. وأضافت أن ذلك ربما تسبب في مزيد من الصراع، أو كان من الممكن أن يساعدهم على إرساء أسس أفضل لمستقبل مستقر.

وربما تكون التغيرات التي حدثت على مدى العقدين الماضيين قد ساعدت أيضًا، وقال نيلسون إن علاج أزمات العلاقات، أصبح أكثر طبيعية، وأصبحت الأدوار في الزيجات أكثر مرونة، وأصبح الناس أكثر اعتيادًا على التحدث بصراحة عن الكيفية التي يريدون أن تسير بها زيجاتهم.

 

هكذا انخفضت معدلات الطلاق في الكورونا 

 

وكانت قد خلصت دراسة بحثية، إلى أن أعداد المواطنين الأميركيين الذين حصلوا على الطلاق أو تزوجوا في 2020 تراجعت، وذلك في ظل إرجاء الآلاف من حفلات الزفاف أو إلغائها بسبب جائحة كورونا، وهي الدراسة التي أجراها مركز أبحاث الأسر والتركيبة السكانية في جامعة بولينغ غرين ستيت، وشملت تحليل خمس ولايات، وجاءت البيانات متناقضة مع التوقعات السابقة بأن يؤدي فيروس كورونا والضغوط الناجمة عن الحجر الصحي لارتفاع معدلات الطلاق.

وكانت الولايات المتحدة قد سجلت عام 2019 نحو 2.2 مليون زيجة ونحو مليون حالة طلاق، وبحسب الدراسة، فلا يعني انخفاض حالات الطلاق أن الأزواج سعداء، لكن ربما أجبرت جائحة كورونا المتزوجين غير السعداء على البقاء معاً لأسباب عملية، وقالت ويندي مانينغ الباحثة في علم الاجتماع ورئيسة مركز أبحاث الأسر والتركيبة السكانية، إن الطلاق يمكن أن يكون مكلفا، وقد يتردد الأزواج في اتخاذ هذا القرار أثناء مواجهة غموض اقتصادي أو مشاكل صحية أو كليهما، وأضافت أن هؤلاء الأزواج ربما يشعرون بالاضطرار للبقاء متزوجين، ويمكن أن يؤجلوا قرار الطلاق حتى تعود الحياة لطبيعتها.

 

 

تغيير الطريقة التي نختار بها شركائنا

 

 

ويبدوا أن التغير لم يتوقف عند ذلك الحد، ويقول إيان كيرنر، معالج مرخص للزواج والأسرة ومساهم في شبكة سي إن إن، إن التغيير الكبير الآخر الذي حدث مؤخرًا هو الطريقة التي يدخل بها الناس في الزواج، ويضيف: "في ممارستي على مدى العقد الماضي، لاحظت تحولًا تدريجيًا من "الزواج الرومانسي" إلى "زواج الرفقة"، مما يعني أن الناس يختارون بشكل متزايد الأزواج في البداية الذين يشبهون أفضل الأصدقاء أكثر من شركاء العاطفة".

 

ويوضح أن القيام بذلك قد يؤدي إلى مشاكل في الانجذاب، ولكنه يعني أيضًا أن هؤلاء الأشخاص يختارون شركاء على أساس الصفات التي من المحتمل أن تعزز الاستقرار والرضا على المدى الطويل، وفيما تقول الدكتورة مونيكا أونيل، عالمة النفس في بوسطن، في مقابلة حديثة مع شبكة سي إن إن : "في الحد الأدنى، يتضمن مفهوم الالتزام تجربة الارتباط مع الآخر، وفي أفضل حالاته، يعني ذلك أن تكون مرتبطًا بشخص يمثل قاعدة منزلية آمنة ومستقرة ستكون موجودة بجانبك في مواجهة أي محنة". 

موضوعات متعلقة