كيف تفوز بالعتق من النار في رمضان؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين خاصة في شهر العتق من النار، فقد جاء أن رمضان أوله رحمه وأوسطه مغفرة وختامه عتق من النار، فكيف تفوز بالعتق من النار في رمضان؟
كيف تفوز بالعتق من النار في رمضان؟
يقول الدكتور أسامة فخري من علماء الأزهر والأوقاف، في بيان الفرق بين المغفرة والعتق من النار، أخبرنا سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن "للهِ تعالى عند كلِّ فطرٍ عُتَقاءَ من النارِ ، وذلك في كلِّ ليلةٍ".
وتابع: هذا فضل كبير من الله عز وجل لا يوازيه أي شئ؛ حيث وعد سبحانه وتعالى بكَثْرةِ العُتقاءِ مِن النَّارِ في أيَّامِ الصَّومِ في رمَضانَ وذلك بمَغفِرةِ ذُنوبِهم، وقَبولِ عِبادتِهم، وحِفْظِهم مِن المعاصي الَّتي هي أسبابُ العذابِ.
وشدد: اعلم أن المغفرة من الذنوب تؤمن لك الماضي ، أما العتق من النار فيؤمن لك المستقبل. فاللهم اجعلنا من عتقائك من النار.
وفي بيان ذكر يجعلك من العتقاء في رمضان، يقول الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري عضو لجنة الإفتاء بالأزهر، عليك أن تحافظ على هذا الذكر لأنه يوجب العتق من النار، وأن تكرره كل يوم 4 مرات صباحا و4 أخرى في المساء.
واستدل بما ورد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قال حين يصبح أو يمسي اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار ).
شهر العتق من النار
وتحت عنوان" شهر العتق من النار"، قال أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: لرمضان فضائل عديدة من أهمها أنه شهر المغفرة والعتق من النار، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): " إنَّ لله عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ "(سنن بن ماجه)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): " إِنَّ لله عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ"(مسند أحمد).
وفي سنن البيهقي عن ابن مسعود (رضي الله عنه) أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: "لله (تعالى) عند كل فطر من شهر رمضان كلَّ ليلة - عتقاءُ من النار ستون ألفًا، فإذا كان يومُ الفطر أَعتَقَ مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفًا"(شعب الإيمان).
وقال (صلى الله عليه وسلم): "إذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، ولله عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ"(سنن الترمذي).
أسباب العتق من النار
وللعتق من النار أسباب من أخذ بها كانت سبيله إلى العتق من النار، منها طاعة الله (عز وجل) ورسوله (صلى الله عليه وسلم): " تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"(النساء: 13)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى . قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَنْ يَأْبَى ؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى"(صحيح البخاري).
ومنها قول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "لَنْ يلجَ النَّار أَحدٌ صلَّى قبْلَ طُلوعِ الشَّمْس وَقَبْل غُرُوبها"(صحيح مسلم)، وقوله (صلى الله عليه وسلم): "عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله"(سنن الترمذي)، ومنها موافقة ليلة القدر نسأل الله (عز وجل) أن يوفقنا لها .