من بين العديد من المسلسلات الرمضانية، استحوذ مسلسل "الحشاشين" على اهتمام الجماهير منذ حلقاته الأولى، خاصة من يبحثون عن الدراما التاريخية المشوقة.
ويتناول المسلسل قصة جماعة الحشاشين، المعروفة بأعمال الاغتيال السياسية في القرن الحادي عشر الميلادي، ويقوم النجم المصري كريم عبد العزيز بتجسيد دور زعيم الجماعة حسن الصباح، الذي تحوّلت حوله العديد من القصص والأساطير المثيرة ومن بين الشخصيات التاريخية التي برز دورها هو بدر الدين الجمالي فمن هو.
[[system-code:ad:autoads]]
بدر الدين الجمالي
بدر الدين الجمالي هو وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ومجدد القاهرة الفاطمية.
ولد بدر الدين الجمالي كأرمني الأصل، وعاش في عصر الحكم الفاطمي الذي شهد تواجدًا كبيرًا للشخصيات الأرمنية في البلاط الفاطمي.
بدر الدين الجمالي كان مملوكًا أرمنيًا يعمل في البلاط، وبعد تحقيق إنجازات مهمة، تقدم في الرتب وأصبح أمير الجيوش في الشام، استدعاه الخليفة المستنصر من الشام ليصبح وزيرًا في عام 173م، خلال فترة الأزمات التي تعرضت لها الدولة الفاطمية تحت حكم المستنصر.
واجه بدر الدين الجمالي العديد من التحديات، بما في ذلك الصراعات بين فصائل الجيش التركي والأفريقي، والهجمات البربرية على الدلتا، والمجاعة الناجمة عن انخفاض مستوى نهر النيل وانتشار الأوبئة. تعرضت مصر للتهديد من جميع الجهات، ولذلك جاء بدر الدين الجمالي مع قواته الأرمنية من الشام واستقروا في القاهرة، التي كانت قد تضررت كثيرًا بسبب الأوبئة وتدهور أوضاعها.
ومن بين إنجازات بدر الدين الجمالي إعادة بناء سور القاهرة وتعزيزه لتوسيع مساحة المدينة. بعد سكنه هناك مع جنوده، تم تحويل القاهرة إلى مدينة محصنة دفاعية لصد أي هجمات محتملة من السلاجقة. بقيت بعض أجزاء من السور والأبواب المشهورة مثل باب النصر وباب الفتوح وباب زويلة حتى الآن.
تمكن بدر الدين الجمالي من التخلص من قادة الفتن والثوار، وبدأ في استعادة النظام وإرساء الأمن والسكينة في القاهرة وبقية مناطق مصر. تم توسيع نفوذ الخليفة في جميع أنحاء البلاد. قام أيضًا بتنظيم شؤون الدولة وتعزيز الاقتصاد، حيث شجع الفلاحين على الزراعة من خلال تخفيف الأعباء المالية عنهم وترميم الترع والجسور. أدى استتباب الأمن إلى تنشيط حركة التجارة في مصر وجذب التجار من مختلف الأماكن.
توفي بدر الدين الجمالي فيعام 1742م بعد أن قاد دولة الفاطميين لمدة تزيد عن 20 عامًا. ترك إرثًا هامًا في مصر، حيث تميزت فترة حكمه بالاستقرار والتطور الاقتصادي والثقافي. بعد وفاته، تلاه في الحكم وزير آخر يدعى رزق الله الحموي، ولكن الفترة التي تلاها شهدت تدهورًا في الأوضاع الداخلية والخارجية للدولة الفاطمية.