حالة من الحزن والأسى سيطرت على قلوب أهالى محافظة المنوفية، بعد الإعلان عن وفاة الطبيب محمد الحاج علي أستاذ القلب والصدر الشهير.

يوم عملشاق

وتوفي الدكتور محمد أحمد الحاج أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية طب جامعة المنوفية إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، وكان يعتبر من أمهر أساتذة الجراحة في المحافظة وله عمليات شهيرة سبق النشر عنها.

وقال أحد زملاء الطبيب المتوفى، إنه كان متوجها إلي بيته بعد يوم عمل شاق وفوجئت أسرته أثناء إيقاظه بفقدان الوعي، وتوجهوا به إلى مستشفى الجامعة إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بين أصدقاءه الأطباء، وفي مكان عمله بأزمة قلبية مفاجئة، حيث حاول الأطباء إنعاشه دون أى جدوى.

ولم تنجح محاولات إنقاذ حياة الطبيب من قبل الأطباء المتواجدين بعد إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، وسط حالة من الحزن وانهيار زملاءه وتلاميذه، نظرا لما يتمتع به الراحل من سمعة طيبة ومهارة عالية.

ونعت كلية الطب جامعة المنوفية في بيان الدكتور محمد الحاج علي، جاء نصه: «بمزيد من الحزن والأسى تنعى كلية الطب جامعة المنوفية الدكتور محمد أحمد عبد الواحد الحاج علي -أستاذ مساعد جراحة القلب والصدر بالكلية، نسأل الله سبحانه وتعالي أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم الأسرة الصبر والسلوان».

وقال الدكتور جمال شعبان العميد السابق لمعهد القلب القومي على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك : “جراح القلب … مات فجأة بأزمة القلب … قل للطبيب تخطفته يد الردي… يا شافي الأمراض من أرداك… طبيب القلب طيب القلب… توقف قلبه ومات فجأة … بعد يوم عمل شاق في مداواة القلوب … الأستاذ الدكتور محمد الحاج جراح القلب بجامعة المنوفية ومستشفي العربي في ذمة الله … يا رب ارحمه وتقبله شهيدا”.

كما نعى الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية، الطبيب الراحل، مؤكدا حزنه الشديد على فقد واحدا من أبناء الجامعة المخلصين.

وتقدم الدكتور محمد النعماني عميد الكلية ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بالأصالة عن نفسه وعن وكلاء الكلية وجميع منسوبي كلية الطب جامعة المنوفية والمستشفيات الجامعية بخالص المواساة والعزاء لجميع أفراد الأسرة الكريمة ومنسوبي قسم جراحة القلب والصدر.

وأصدرت نقابة الأطباء بمحافظة المنوفية بيان نعت فيه للطبيب الراحل، مقدمة خالص التعازي لأسرته وطلابه.

وقد شيع أبناء قرية البتانون بمركز شبين الكوم، جثمان الدكتور محمد أحمد الحاج أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية طب جامعة المنوفية.

وأدي الأهالي صلاة الجنازة بمسجد شفيق الجندي عقب صلاة العصر، وسط حالة من الحزن بين جميع أبناء القرية.

وشارك في الجنازة عشرات الأطباء أصدقاء الطبيب الراحل الذي رحل بأزمة قلبية مفاجئة غيبته عن الدنيا وسط حزن وبكاء الجميع علي رحيله.

الأزمات القلبية المفاجئة

وأشارت الأبحاث الطبية إلى أن الأزمات القلبية تهدد حياة المريض، حيث يفقد قلبه القدرة على ضخ كمية كافية من الدم لتلبية احتياجات الجسم، بشكل مفاجئ، بسبب الأزمة القلبية الحادة، والتي تودي بالحياة، إذا لم يتم علاجها على الفور.

وأكدت الأبحاث الطبية أن علامات الأزمة القلبية تظهر في (التنفس السريع، ضيق النفس الشديد، النبض القلبي السريع والمفاجئ، وفقدان الوعي، والنبض الضعيف، وانخفاض ضغط الدم، والتعرق وشحوب الجلد، وبرودة اليدين والقدمين، وقلة التبول أو انعدامه).

أما أعراض الأزمة القلبية فعادة تحدث للأشخاص المصابين بنوبة قلبية شديدة، ومنها (الشعور بالضغط أو الامتلاء أو ألم عاصر في منتصف الصدر يستمر لأكثر من بضع دقائق، وانتقال الألم إلى الكتف أو أحد الأذرع أو كليهما، أو الظهر أو حتى أسنانك والفكك، مع نوبات متزايدة من ألم الصدر، وضيق النفس والتعرق، والدوار أو الدوخة المفاجئة، والغثيان والقيء).

ومن العوامل الخطير للأزمة القلبية، والتي أكدت الأبحاث أنه يجب الانتباه لها، حيث تزايد من خطورة الإصابة بالأزمة القلبية، وتتمثل هذه العوامل في (كبر السن، وجود حالات سابقة من الإصابة بفشل القلب أو الأزمة القلبية، وجود انسدادات في القلب، مرض الشريان التاجي، في عدة شرايين رئيسية في القلب، والإصابة بمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم للسيدات)، حيث تتسبب الأزمة القلبية بالوفاة، إذا لم تُعالَج على الفور، كما تسبب مضاعفات خطيرة أخرى، فتعرض الكبد أو الكليتين أو أعضاء أخرى بالجسم لضرر قد يحدث دائمًا بسبب نقص الأكسجين.

أعراض مبكرة للأزمات القلبية

من الجدير بالذكر أنه كان قد قال في وقت سابق الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، إنه بشأن الأزمات القلبية، فهي لا تأتي مثلما يظهر في الصورة النمطية في الأفلام السينمائية.

وأضاف: هناك أعراضا مبكرة للأزمات القلبية، والتي تُعد من الأعراض التحذيرية، ومنها ضغط أو تقل الصدر وحموضة المرئ ووجع أعلى البطن، والغثيان والقيء، ووجع الزور والفك السفلي والظهر، كما يتطلب الإنقاذ الفوري للمريض، لأن التأخر قد يؤدي للوفاة.

وتابع الدكتور جمال شعبان حديثه عن أعراض الأزمات القلبية: "نهجان غير معتاد مع مجهودات عادية، عرق غزير ومتكرر دون مبرر، كل هذه الأعراض تقتضي السرعة والتحرك العاجل لإنقاذ القلب، لأن كل ثانية قد تؤدي إلي تلف عضلة القلب، وقد تودي بحياة المصاب".

كما أكد على خطورة عدم إنقاذ المريض بالأزمة القلبية سريعًا، فقال جمال شعبان: "لأن عمل القسطرة التداخلية، والدعامة الدوائية قد يعيد الأمور إلي نصابها، وينقذ حياة الشخص، إذن هذه الأعراض الطفيفة جرس إنذار مبكر وخاصة في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الضغط والسكر، والدهون، والمدخنين، والذين لهم تاريخ وراثي بالأزمة القلبية".