الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى الصائمين | هل تسقط فدية الصوم بالعجز؟ ولماذا نرتكب المعاصي رغم تصفيد الشياطين في رمضان؟

فتاوى الصائمين
فتاوى الصائمين

فتاوى الصائمين

هل تسقط فدية الصوم بالعجز؟

حامل في الشهر الرابع وأختي مرضع لابنها في عامه الأول.. فما حكم الصيام؟

لماذا نرتكب المعاصي رغم تصفيد الشياطين في رمضان؟

 

نشر موقع صدى البلد خلال اليوم الثالث من شهر رمضان، عددا من الفتاوى التي تهم وتشغل بال الصائمين ضمن فتاوى الصائمين نوضحها في التقرير التالي، هل تسقط فدية الصوم بالعجز؟، سؤال أجابه الدكتور محمد قاسم المنسي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، حيث سائل: رجل مريض بمرض لا يستطيع معه الصيام ، وفي الوقت نفسه ، يحصل علي معاش لا يكفيه، فهل عليه فدية عند عدم الصيام؟

وقال أستاذ الشريعة الإسلامية، إن من أفطر لعذر يمنعه من الصيام أو يكون الصيام شاقا عليه أن صام، فإن الشريعة تجيز له الفطر وتكلفه بدفع فدية عن الأيام التي افطرها ، وتصبح الفدية أمرًا واجبًا عليه أن كان مستطيعًا، لكن بما أنه فقير ويحتاج الي المساعدة من الزكاة أو الصدقة ، ومن ثم  لا يستطيع دفع الفدية الواجبة عليه بموجب فطره ، فإن الفدية لا تسقط عنه، وإنما تظل واجبة عليه حتي تتحقق له الاستطاعة المالية، وإذا لم تتحقق له الاستطاعة في حياته فلا حرج عليه ولا يطالب بها ، لأن القاعدة في التكليف الشرعي هي : (لا تكليف عند عدم الاستطاعة )

وشدد: فإذا وجدت الاستطاعة وجد التكليف واذا لم توجد لم يوجد التكليف الشرعي، والأصل عند تقدير الفدية هو وجبة الإفطار أو قيمتها. فإن زاد ثمن وجبة السحور فهو خير له. وإن لم يزد فيكفيه وجبة الإفطار.

كما قال أستاذ الشريعة الإسلامية، إن المرأة في حالة الحمل قد يصيبها الخوف علي نفسها اذا صامت ، وقد تخاف علي ما في بطنها ، وقد تخاف علي نفسها وحملها معا، وكذلك المرأة في حالة الرضاع.

ولقد اتفق الفقهاء علي أن من حق كل منهما بسبب عذر الحمل أو الارضاع أن تفطرا لحديث : أن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة ، وعن الحامل والمرضع الصوم )

وتابع: هنا نتساءل : وماذا يجب عليهما بعد أن تفطرا؟ وكان أمام الفقهاء الحلول الاتية:

-أن تعاملا معاملة المريض العادي ، ومن ثم يجب عليهما القضاء

بعد أن تنتهي حالة الحمل والارضاع

-أن تعاملا معاملة الشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض المستمر في مرضه ومن ثم يجب عليهما الفدية

- أن يختلف حكم الحامل عن حكم المرضع

وبين أنه يختلف حكم من تخاف علي نفسها فقط أو تخاف علي ولدها فقط، ولقد أخذ كثير من الفقهاء بالحل الأول وهو : أن تعاملا معاملة المريض ومن ثم تفطران وتقضيان، ولكن هناك من قال تفطران وعليهما الفدية مثل معاملة الشيخ الكبير والمرأة العجوز، وهناك من قال تفديان فقط.

وأوضح: من قال تفطران وليس عليهما فدية أو قضاء، وهذه هي كل الاحتمالات العقلية الواردة في المسألة وهي تتلخص في:

القضاء فقط

الفدية فقط

لا فدية ولا قضاء

وشدد: الذي أميل اليه : أن هذه الاجتهادات كلها صحيحة لكنها ليست علي درجة واحدة من حيث قوة الدليل ، ومن حيث المصلحة المترتبة علي العمل بها علي مستوي الفرد والمجتمع ، ولذا يؤخذ بها بعد مراجعة ظروف المرأة الحامل أو المرضع لأن هذه الظروف تختلف بحسب البيئة من ناحية ، وتختلف أيضا من جهة الحكمة الاجتماعية من كل حكم منها من ناحية اخري

وعلى هذا يكتفي بالفدية لمن يتوالي عليها الحمل والارضاع فلا يدخل عليها رمضان إلا وهي حامل أو مرضع ويكتفي بالقضاء لمن لا يتوالي عليها ذلك ولا يشق عليها الصيام.

وأما من يشق عليها الصيام لظروفها الصحية او من كثرت عليها ايام القضاء فالذي اميل اليه أن تخرج الفدية ، لأن في ذلك مصلحة للفقراء والمساكين ، خصوصا في ازمنة الغلاء وضيق المعيشة.

وفي كل الأحوال تنصح المرأة التي تبتغي مرضاة الله بأن تستفتي قلبها وضميرها قبل أن تأخذ باي حكم من هذه الأحكام، وأن تطلب من الله تعالي الهداية والتوفيق لما يحبه ويرضاه، لقول النبي صلي الله عليه وسلم : استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك".

أكدت الداعية منى نجم، الواعظة بوزارة الأوقاف، أنه في شهر رمضان تُفَتَّحُ أبواب الخير وتُغَلَّقُ أبواب الشَّرِّ، وهو ما فُسِّر به قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ».

وأوضحت «نجم» خلال فيديو لها، أن قوله -صلى الله عليه وسلم-: «فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْـجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ» يَحْتَمِل أن يكون لفظ (فُتِّحَتْ) على ظاهره، فيكون ذلك علامةً على بَرَكة الشهر وما يُرْجَى للعامل فيه من الخير، ويَحْتَمِلُ أن يريد بفتح أبواب الجنة كثرةَ الثواب على صيام الشهر وقيامه، وأن العمل فيه يُؤَدِّي إلى الجنة، كما يقال عند مُلاقاة العدُوِّ: «قد فُتِّحَتْ لكم أبواب الجنة»، بمعنى: أنه قد أمْكَنَكُمْ فِعْلٌ تَدْخُلُونَها به، وَ«غُلِّقَتْ أبواب النار» بمعنى كثرةِ الغفران والتجاوُزِ عن الذنوب. 

وتابعت: وصُفِّدت: أيْ شُدَّت بالأصفاد، وهي الأغلال، وهو بمعنى سُلسلت، فَإِنْ قيل: قد تقع الشرور والمعاصي في رمضان كثيرًا فلو سُلْسِلَتْ لم يقع شيء من ذلك،  فنقول: هذا في حق الصائمين الذين حافظوا على شروط الصوم وراعَوْا آدابه، وقيل: الْمُسَلْسَل بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم. والمقصود: تقليل الشرور فيه، وهذا أمر محسوس، فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره، وقيل: لا يلزم من تسلسلهم وتصفيدهم كلهم أن لا تقع شرور ولا معصية؛ لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية.

 وواصلت: ويُحتمَل أن يكون تصفيدُ الشياطين تعبيرًا على سبيل المجاز، وهو عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات، فيعصم الله فيه المسلمين أو أكثرهم في الأغلب من المعاصي ولا يخلص إليهم فيه الشياطين كما كانوا يخلصون إليهم في سائر السنة.