قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

الأكلة الشعبية في فرنسا.. يأكلون 4 آلاف طن سنويا من أرجل الضفادع.. القصة الكاملة للكارثة البيئية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
×

لا يوجد شيئا أكثر أهمية في الخيال العام في فرنسا، أكثر من أرجل الضفادع، كيف لا، وأرجل الضفادع هي الأكلة الشعبية في فرنسا، حيث يتم عمل برجر و سوسيس و بانيه و مسلوق و مشوي من أرجل الضفادع، ولا يقل ثمن طبق الضفادع عن ٢٥ يورو

ولكن يبدوا أن ولع الفرنسيين بتلك الأكلة، قد تسبب في أزمة بيئة كبرى داخلها، بل وامتدت تلك الأزمة إلى بلدان أخرى، وهو ما كشفه تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، حيث يتم استيرادها من بلاد أخرى ومنها تركيا.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن مجموعة من العلماء حذروا فرنسا من خطورة استهلاكها من هذه الأطعمة، مطالبين بوضعها تحت لوائح أكثر صرامة، حيث قال الموقعون في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الحصاد العالمي والتجارة في سيقان الضفادع لا يتم تتبعهما بشكل جيد ويمكن أن يؤديا إلى انخفاض الأنواع في دول مثل إندونيسيا وتركيا.

4000 طن سنويا من أرجلها و99% منها مستورد

يشكل هذا الحيوان البرمائي أحد رموز المطعم الفرنسي، ويُستهلك تقليدياً في المناطق التي تنتشر فيها البرك والمستنقعات، غير أن محبي تناول الضفادع في البلاد ينتشرون على رقعة أوسع بكثير، ويلتهم الفرنسيون ما يقرب من 4000 طن من أرجل الضفادع سنوياً، وفق أرقام نشرتها وكالة سلامة الغذاء (أنسيس) سنة 2017.

وصُنفت الضفادع أجناساً محمية منذ 2007، ويُمنع سحب أي كميات منها من الطبيعة لغايات تجارية، وتشير التقارير، إلى أن 99 % من الضفادع المستهلكة في فرنسا مصدرها بلدان شرق أوروبا أو تركيا للطازجة منها، ومن آسيا لتلك المجلّدة، وفي الفترة بين عامي 2010 و2019، استورد الاتحاد الأوروبي سيقان ما يصل إلى ملياري ضفدع، وفقا لدراسة في مجلةNature Conservation. وخلال تلك الفترة، استوردت فرنسا النصيب الأعظم منها.

رسالة إلى ماكرون

وفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية، فقد تم التوقيع على الرسالة الموجهة إلى ماكرون من قبل المنظمات الأوروبية للحفاظ على الحياة البرية، وروبن دي بوا، والأطباء البيطريين من أجل التنوع البيولوجي، وتضمنت علماء من كامبريدج وأكسفورد، وبحسب نص الرسالة، فقد حث الموقعون فرنسا على اتخاذ خطوات لإخضاع أرجل الضفادع لرقابة اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض (CITES)، وهي معاهدة عالمية تنظم التجارة في الحيوانات وأجزاء الحيوانات، وكتب مؤلفو الرسالة: "تشير الدراسات الميدانية الأخيرة إلى أن العديد من الأنواع والمجموعات تشهد بالفعل انخفاضًا كبيرًا".

ويؤدي تغير المناخ إلى دفع العديد من البرمائيات نحو الانقراض، ويتم جمع غالبية أرجل الضفادع المباعة إلى الاتحاد الأوروبي، وفرنسا أكبر مستهلك، من البرية، وفقًا لتقرير نشرته أمانة اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المعرضة للانقراض العام الماضي، أشار تقريرCITES إلى ضعف البيانات وحفظ السجلات المتعلقة بالتجارة العالمية في الضفادع خارج الولايات المتحدة، وأن الأنواع لا يتم تحديدها في كثير من الأحيان، وقالت أيضًا إن إندونيسيا هي أكبر مصدر لأرجل الضفادع المباعة في الاتحاد الأوروبي

ليس الجميع يشارك في تلك المخاوف

ولكن يبدوا أن ليس الجميع يشارك في تلك المخاوف، وهنا تقول ميرزا ​​دي كوسريني، أستاذة الحفاظ على موارد الغابات في جامعة IPB الإندونيسية التي درست تأثير صادرات أرجل الضفادع على الأنواع المحلية، إنها لا تشارك المخاوف التي أثيرت في الرسالة، وأوضح أن النوعين الأكثر شيوعاً اللذين يتم حصادهما لهما أعداد مستقرة على الرغم من "الملايين والملايين" التي يتم جمعها من البرية كل عام. وأضافت أنها تتكاثر على مدار العام وتزدهر في حقول الأرز، وتابعت: "لا أعتقد أن معظم العلماء الإندونيسيين سيوافقون على الرسالة".

وتذكر الرسالة الموجهة إلى ماكرون النوعين اللذين درستهما ونوعًا آخر، وجميعها موجودة في إندونيسيا وليس أي منها مهدد بالانقراض، كما أشارت إلى دراسة أجريت على أعداد ضفادع الماء الأناضولية في تركيا، وهي من الأنواع المدرجة على أنها معرضة للخطر، ووجدت الدراسة أن أعداد الضفادع تنخفض بنسبة 20 في المائة سنويا بسبب الإفراط في الحصاد للتصدير الدولي.

على الاتحاد الأوروبي الالتزام بقراراته

وطالب الموقعون على الرسالة، الاتحاد الأوروبي الالتزام بقراراته، حيث أن مجموعات الضفادع الأصلية في فرنسا والاتحاد الأوروبي محمية ضد الاستغلال التجاري؛ وكتب العلماء: "لا ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يسمح بعد الآن بالاستغلال المفرط لأنواع الضفادع ومجموعاتها في الدول الموردة الرئيسية".

وتقول جودي رولي، رئيسة قسم علم الزواحف والزواحف في المتحف الأسترالي وجامعة نيو ساوث ويلز، والتي لم تشارك في الدراسة، إن هناك نقصًا في المعلومات حول الحصاد الدولي للضفادع والاتجار بها، وأضافت: "هناك تجارة عالمية في البرمائيات، والتي يمكن أن تكون بالتأكيد غير مستدامة، وعندما تصبح الأمور تحت سيطرةCITES، على الأقل، يمكنك في الواقع النظر إلى الأرقام وتنظيمها أكثر قليلاً".

وتابعت: "البرمائيات هي فئة الفقاريات الأكثر تعرضًا للتهديد على مستوى العالم، حيث يوجد عدد أكبر من الأنواع التي تكافح من أجل البقاء أكثر من الثدييات والطيور والزواحف، على الرغم من أن هذا يرجع إلى عدة أسباب بما في ذلك الانتشار العالمي للفطريات القاتلة".

حكم أكل الضفادع لدى المسلمين

وجدير بالذكر، أن هناك أحكاما شرعية تتعلق بقتل وأكل الضفادع لدى المسلمين، وبحسب العديد من الفتاوى المنشورة على المواقع الشرعية، فإن الضفادع لا يجوز أكلها؛ بل هناك نهي عن قتلها، ويستشهد مصدر الفتوي بحديث نصه: "روى البيهقي عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن قتل خمسة: النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدد"، وهناك يقول الفقهاء أن نهي الرسول عن قتلها يدل على أن الضفدع يحرم أكلها وأنها غير داخلة فيما أبيح من دواب الماء.