يعتبر إطلاق مدفع رمضان من التقاليد القديمة والمميزة في الثقافة المصرية خلال شهر رمضان المبارك. إذ يعد هذا المدفع رمزًا للإعلان عن بداية ونهاية الصيام اليومي، ويجسد روح الاحتفال والترحيب بقدوم الشهر المبارك.
ويعود تاريخ مدفع رمضانإلى العهود القديمة في مصر، حيث استخدم لأول مرة خلال عهد السلاطين المماليك في القرن السادس عشر. كان يطلق في مساءات رمضان لإعلان حلول وقت الإفطار، وكذلك لإعلان بداية صوم الفجر.
يتكون المدفع من أنابيب معدنية طويلة ويتم شحنها بمواد متفجرة لإنتاج صوت قوي ومميز عند الإطلاق. يتم توجيه المدفع على مرتفعات استراتيجية في المدن المصرية، حيث يتم إطلاقه في وقت محدد يتفق عليه مسبقًا بين السلطات المحلية والدينية.
ومع تطور التكنولوجيا، أصبحت هناك أيضًا إطلاقات مدفع رمضان افتراضية تتم عبر الإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابع الملايين من الناس هذه الإطلاقات ويشعرون بروح الاحتفال والانتماء.
قصة مدفع رمضان
تعود أصول مدفع رمضان إلى العهود القديمة في مصر، حيث يعتبر هذا التقليد القديم رمزًا للشهر الفضيل ويحمل في طياته قصة تاريخية ثرية. يشير التقليد إلى بداية ونهاية صيام يوم رمضان، ووفقًا للروايات التاريخية، يعود أول ظهور لمدفع رمضان إلى القاهرة في العام 865 هـ/1461 م، خلال عهد السلطان المملوكي الظاهر سيف الدين خوشقدم. حينها، كان السلطان يجري تجربة على مدفع جديد، وصادف أنه أطلقه وقت المغرب، فظن الناس أنه إشارة للإفطار، وهكذا خرج الجميع شاكرين للسلطان. أعجب السلطان بفرحة الناس، فأمر بتكرار إطلاق المدفع يوميًا، ومن هنا بدأ انتشار تقليد مدفع رمضان.
بدأت هذه العادة تنتشر من القاهرة إلى أنحاء مصر، ثم انتقلت إلى بلاد الشام والحجاز والعراق واليمن وشمال إفريقيا، لتصبح تقليدًا رمضانيًا مميزًا في العديد من الدول العربية والإسلامية.
مدافع مختلفة
تختلف مدافع رمضان في أشكالها وأحجامها، حيث تتواجد مدافع تقليدية مصنوعة من الحديد أو البرونز، ومدافع حديثة مصنوعة من الفولاذ. توضع مدافع رمضان في أماكن مميزة مثل الميادين العامة والمساجد والقلاع، حيث يُطلق صوت المدفع ليعلن عن حلول وقت الإفطار أو نهاية صلاة التراويح.
إطلاق مدفع رمضان يُصاحبه طقوس خاصة واحتفالات، حيث يجتمع الناس لسماع صوت المدفع ويتبادلون التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان. يُعتبر إطلاق المدفع تقليدًا ثقافيًا هامًا يساهم في إحياء روحانيات الشهر الفضيل ويعزز التواصل والترابط الاجتماعي بين الأفراد.