يهتم أولياء الأمور بأبنائهم خلال فترة الصيام، وبعضهم يستعد ليعلم أبناءه فريضة الصوم دون أن يتعرضوا للإجهاد أو يؤثر ذلك على صحتهم، بينما يهتم البعض الآخر بمساعدة أبنائهم الطلاب في التركيز خلال فترة الامتحانات.
وكشفت الدكتورة خديجة عليان، استشاري طب الأطفال – استشاري تغذية الأطفال، في معهد الدراسات الطبية والبحوث الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، عن مواصفات الغذاء أثناء شهر رمضان للأطفال، حيث أكدت أنه يجب أن يتناول الطفل في وجبتي الإفطار والسحور كمية كافية من السعرات الحرارية والبروتينات الضرورية للنمووالألياف والمعادن والفيتامينات.
[[system-code:ad:autoads]]
وقالت إنه لكي يحصل على غذاء متوازن لا بد أن تتوفر في الوجبتين النشويات المعقدة مثلالخبز البلدي أو الأرز أو البطاطس، والبروتينات مثل اللحوم والدواجن والأسماك والبيض والبقوليات، وتحتوي على وفرة من النشويات المعقدة والبروتين و المعادن الألياف مثل الخضراوات الطازجة والسلطة الخضراء التي تحتوي على نسبة عالية من الماء والبوتاسيوم الذي يساعد على ترطيب الجسم واحتفاظه بالماء لفترة طويلة والفواكه، بجانب حصول الطفل على كمية مناسبة من الكالسيوم (حليب/زبادي) بشكل يومي مع إدراك الأهمية الشديدة للماء.
وتابعت: "لتحقيق أقصى استفادة من المياه يتم شرب الماء كل نصف ساعة إلى ساعة بعد الإفطار بكميات صغيرة (نصف كوب) وحتى موعد السحور، ويفضل عدم المبالغة في تناول العصائر، فيكفي كوب واحد أو نصف كوب من العصير عند الإفطار، وعدم تناول الحلوى بكميات كبيرة لأن ذلك يصيب الطفل بالوخم وبعض الأحيان زيادة الوزن ويرفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير.
تناول النشويات المعقدة
وأوضحت أنه عند السحور يُفضل تناول النشويات المعقدة وتجنب السكريات البسيطة، وتناول البروتين والكالسيوم (زبادي/حليب) والخضراوات وشرب الماء بشكل متقطع وليس بكميات كبيرة دفعةً واحدة، ولكي يستطيع الطفل الحصول على كفايته من الغذاء يمكن أن يتناول الإفطار على مرحلتين فيحصل على وجبتين صغيرتين، بالإضافة إلى وجبة أخرى صغيرة سناك قبل موعد السحور بساعتين أو ثالثة ثم السحور.
وذكرت الدكتورة خديجة عليان الطريقة الصحيحة التي تمكن كل أم من تأهيل اطفالها للصوم في شهر رمضان، موضحة: “عادة ما يتحمس الأطفال للصوم، وذلك رغم المشقة التي تواجههم، حيث يتساءل الأهل: هل نسمح لأطفالنا بالصيام؟ كما يتساءلون عن السن المناسبة، وما يمكن أن يلحق بالطفل من ضرر نتيجة الصيام”.
السن المناسبة لصيام الطفل في رمضان
وأشارت إلى أن هناك فوائد للصيام بالنسبة للأطفال، لافتة إلى أنه لا توجد سن محددة لتعريف الطفل بممارسة عبادة الصوم، ولكن عادة في سن السابعة يتمكن الطفل من أن يدرك معنى الصوم وأنه فريضة دينية.
تشجيع الطفل على صيام شهر رمضان في سن مبكرة
وأكدت أنه يمكن تشجيع الطفل على تجربة الصيام في سن مبكرة، مشيرة إلى أنه يمكن صيام الطفل في هذا السن ولكن بشرط أن يكون الطفل سليما، لا يعاني من أية أمراض أو سوء تغذية.
وقالت إن الصيام يكون جزئيا ويستمر لعدة ساعات فقط، منوهة إلى أنه يفضل أن يصوم الطفل في الساعات الأخيرة قبل الإفطار كي يشعر الطفل بالإنجاز حين تجتمع الأسرة من أجل الإفطار.
الصيام في سن 10 سنوات
وأضافت أنه في سن عشر سنوات بالنسبة للأطفال الأصحاء، فلا بأس من أن يصوم الطفل أياما كاملة قدر استطاعته وبشروط أيضا، من بينها أن يتناول وجبة السحور، حيث إنه إن لم يتناولها قد يؤثر الصوم عليه سلبيا ولن يكون باستطاعته الصوم طوال اليوم.
صيام الطفل بشكل تدريجي
وأوضحت أنه يفضل أن يصل إلى صيام اليوم الكامل بشكل تدريجي، خاصة إذا كانت تجربته الأولى في الصوم، كي يستطيع الجسم التأقلم مع حالة الانقطاع عن الماء والغذاء، فيبدأ بصيام ساعات قليلة في أول الشهر تزداد تدريجيا حتى يستطيع صيام اليوم كاملا، ويمنع الصوم تماما للأطفال دون سن المدرسة لعدم وجود مخزون كافٍ من الطاقة لديهم احتياج كبير للبروتين والطاقة والماء.
ويستعد الطلاب بجميع المراحل التعليمية والجامعات لشهر رمضان في حالة من التوتر حول كيفية المذاكرة أثناء الصيام والتحصيل الدراسي بشكل جيد، خاصة مع اقتراب امتحانات الميدتيرم.
وقالت الدكتورة إيمان الحجار، دكتور باحث بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، خبير استشاري، بمجال التغذية وعلوم الأطعمة، بمعهد الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، إنه مع بدء شهر رمضان، نشهد بدء استعدادات الطلاب للامتحانات، مشيرة إلى أنه قد يتعرض الطلاب لبعض القلق من المذاكرة خلال الصيام، متوقعين وجود صعوبة في التحصيل الدراسي.
وأضافت أنه يمكن استغلال شهر رمضان لتنشيط الذهن وترتيب وقتهم بشكل متوازنٍ لكي يتمكن الطالب من المذاكرة وأداء العبادة، والاستمتاع بأجواء شهر رمضان الروحانية.
وأشارت إلى أن قلق الطلاب نابع من شعورهم ببعض علامات الإرهاق والتعب البدني، في الأيام الأولى من الصيام، مؤكدة أنه أمر طبيعي يستمر حتى يعتاد الجسم على الصيام.
وكشفت السبب وراء هذا الإرهاق وهو أن الجسم يعتمد على الجلوكوز لكي يحصل على الطاقة، بينما يستنفد الجسم ما به من مخزون بالكبد من الجلوكوز بسبب الصيام، وبالتالي يحفز الخلايا الدهنية على القيام بإخراج الدهون التي تتحول داخل الكبد، بينما يمكن أن تكون مصدرًا للطاقة حيث تسمى بالأجسام الكيتونية، وقد يساعد ذلك على إنقاص الوزن والتخلص من السموم حيث يتم تنشيط الدورة الدموية وأيضًا تجديد خلايا الجسم.
وتابعت: “يمكن للطالب تناول بعض الأطعمة التي تساعد على تحسين الذاكرة مثل تناول الخضروات الطازجة والفاكهة الغنية بالسيلينيوم ومضادات الاكسدة، وأيضا القرنبيط، والبروكلي، والجزر، والفاصوليا”.
تناول الأعشاب والمشروبات
وأكملت: “يمكن أيضا تناول الأعشاب والمشروبات الغنية بمضادات الأكسدة من أجل تقوية الذاكرة، والقيام بالحفظ بسهولة، عدم التعرض للنسيان، ومن بينها الزنجبيل، وعدد من الأعشاب مثل الزعتر والقرنفل واللافندر والقرفة، وهي تعد أعشاباً مثالية تهدئ أعصاب الجسم والعقل”.