رمضان كريم عبارة شائعة على الألسنة للتهنئة بقدوم شهر رمضان، إلا أنها تواجه بسيل من الأقوال المحرمة تارة والمبدعة أخرى، فما حكم قول رمضان كريم؟، وهل يجوز قولها؟، وماذا يقصد منها؟ أسئلة حائرة وعديدة نجيب عنها في التقرير التالي.
ما حكم عبارة رمضان كريم ؟
تستطلع دار الإفتاء مساء اليوم هلال شهر رمضان 2024، وقد اعتاد الناس عقب ثبوت الرؤية قول:" رمضان كريم"، وفي بيان حكمها أوضح الدكتور أحمد محمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فيديو عبر صفحة الدار الرسمية، على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن قول رمضان كريم ليس من الأمور المحرمة، بل إن تبادل التهنئة مع بداية الشهر المبارك من الأمور المستحبة، لما في ذلك من تعظيم لشعائر الله.
[[system-code:ad:autoads]]
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: «سؤال حكم قول رمضان كريم، إجابته سهلة وهي أن التهاني بقدوم شهر رمضان لا حرج منها، بل هي من الأمور المستحبة، لكونها واحدة من تعظيم شعائر الله، والحرص عليها أمرا محبذا».
كما أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء، في حديثه عن حكم قول رمضان كريم، أنه من الأمور المستحبة ولا حرج فيها، وأشار إلى قول الله تعالى: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ» (سورة يونس، آية "58").
وأشار أيضا إلى الحديث الوارد عن أَبِي هُرَيْرَةَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ».
وبناء على هذا الحديث، أكد أمين الفتوى، أنه لا حرج من تبادل التهاني وقول رمضان كريم بمناسبة بداية الشهر المبارك.
ما المقصود بـ رمضان كريم ؟
كما يذهب الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إلى أنه لا مانع شرعا أن يتداول الناس فيما بينهم عبارة «رمضان كريم»، فهي جملة خبرية، ولعل قائلها يقصد بها الدعاء فكأنه يدعو لغيره بأن يكون رمضان شهر كرم وبركة عليه.
وأضاف الجندي في تصريحات سابقة لـ«صدى البلد»، أن القائل لهذه العبارة يمكن أن يقصد بها الإخبار على حقيقته، ويكون معناها الإخبار عما يحصل من تفضل الله تعالى على عباده في هذا الشهر العظيم، وهذا في الأصل لا مانع منه ولا محذور فيه.
وأوضح المفكر الإسلامي، أن الله عز وجل ذكر في القرآن باسم (الكريم) مرتين: «قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ» (النمل:40)، وقوله تعالى «يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ» (الانفطار:6).
وفسر عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه في الآية الأولى اقترن باسم الله «الغني»، وفي الآية الثانية اقترن باسم الله «الرب»، وفي الآيتين كان الاسم الثاني، فالله سبحانه (غني كريم) وهو سبحانه (رب كريم)، أما الأكرم فقد ورد مرة واحدة في القرآن، كما قال تعالى: «اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ» (العلق:3).
وبيّن أن الفرق بين "الكريم" و"الأكرم"، أن الثاني أبلغ، وصيغة مبالغة من "الكريم"، فالكريم يصفح ويعطي دون منّ، وتتعدد عطاياه، والله سبحانه له منتهى الكرم، فهو كريم كرما يليق به سبحانه وتعالى، و"الأكرم" هو المنفرد بكل أنواع الكرم، فلا كريم مثله عز وجل، كما هو أرحم الراحمين، هو أكرم الأكرمين، بل لا "أكرم" إله هو سبحانه كأنه جعل اسم "الأكرم" حصرا على الله عز وجله لفظا ومعنى، أما "الكريم" فقد يسمى ويوصف به غير الله بطريقة تناسب المخلوقين.