نفى الرئيس عبد الفتاح السيسي صحة ما تردد عن سيطرة مسؤولين في الدولة على مبالغ تتراوح بين 10 إلى 12 مليار دولار وتهريبها للخارج.
وأكد الرئيس السيسي أن هذه الادعاءات "غير صحيحة"، وأن مثل هذا الأمر "لم يحدث ولن يحدث بفضل الله سبحانه وتعالى". وأضاف أن كل الجهود والإمكانيات كانت موجهة لخدمة مصر داخل حدودها.
[[system-code:ad:autoads]]
جاء ذلك في كلمة الرئيس السيسي خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة؛ بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بحضور رئيسي مجلس النواب والشيوخ ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربى وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة.
وقال السيسي "لا أريد أن أسيء في كلامي لأحد قبل ذلك، لأنني اعتبر ذلك ليس من الصفات الطيبة.. لكن الوضع في مصر كان بعيدا تماما عن مفهوم وجود دولة". وأكد الرئيس السيسي أن إمكانياتنا ليست كبيرة فنحن جميعا نعيش حاليا على 10 إلى 12% من مساحة مصر، قياسا بـ6% فقط في السابق، ووقتها كانت تشهد تلك المساحة تكدسا سكانيا كبيرًا من أسوان إلى الإسكندرية، حتى أصبح الوضع في البلاد صعبا علينا في كل شيء"، مضيفا "كان من الممكن ألا نسير في هذا المسار الذي سلكناه بالتوسع العمراني، بحجة أننا لا نمتلك الإمكانيات أو أن نتحرك بفعالية وقوة في وقت نعاني فيه من الأزمات".
الدولة اختارت الطريق الصعب
وشدد الرئيس السيسي، على أن الدولة اختارت الطريق الصعب، يتحمل خلاله الجميع الظروف الصعبة والمعاناة، لكي تتحول مصر إلى "دولة قادرة"، ومن ثم تنطلق نحو المستقبل.
وأكمل الرئيس قائلًا: "كنت أتحدث منذ نحو 8 أشهر عن مسألة تحرير سعر الصرف (التعويم)، وأكدت أنني سأقف أمام هذا الأمر لأنه يمس الأمن القومي المصري، لأن تقديرنا الاقتصادي في ذلك الوقت كان أننا لا نستطيع الإقبال على تلك الخطوة، إلا في حال تواجد أموال ضخمة نستطيع من خلالها تنظيم السوق وكنا نتحدث عن ضرورة توفير 80 إلى 90 مليار دولار".
وتابع الرئيس: "استطعنا توفير مبلغ يتراوح ما بين 45 إلى 50 مليارا دولار من خلال مشروع رأس الحكمة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي إلى جانب موارد أخرى، وفي ضوء ذلك أقدمنا على تطبيق (سعر الصرف المرن) طبقا للطلب". وقال الرئيس السيسي إنه لم يتوجه بالعتاب أو اللوم إلى أحد خلال الفترة الماضية التي شهدت ارتفاعات في أسعار السلع استنادا إلى أسعار غير حقيقية للدولار، ولم يُتخذ إجراء حادا تجاه أي أحد، لأن فكرة اتخاذ إجراء في تلك الفترة كانت ستعقد الأمور أكثر من اللازم، بل كان الأمر يتطلب حل المسألة بدون اللجوء لتلك الإجراءات، موجها حديثه للجميع قائلا: "من الممكن أن نتحمل قليلا.. لكن لا تديروا ظهوركم إلى بلدكم".
وأوضح الرئيس السيسي إنه لم يتحدث إلى المسؤولين عن الوعي، ولا سيما الوعي الديني، ولم يتطرق أحد إلى الحديث عن حرمانية أي سلوك من هذه السلوكيات، مع الوضع في الاعتبار أن الأمور في الدول ليست بالأخلاقيات والضمائر ولكنها تدار بالأنظمة والقوانين.. ولكن حتى هذه النقطة غائبة عن الكثير، ولا نعرف الفرق بين الحرام والحلال فيما نفعل".
وأضاف الرئيس: "أنا لا أتحدث عن كل الناس.. ولكن هناك الكثيرين لا ينتبهون لمدى خطورة تبعات هذا الأمر، الذي من ضمن احتمالاته خراب البلد، وأن ينجو الشخص الذي استغل الأزمة بأمواله بوضعها في الخارج، ولكن الموضوع لا ينتهي بذلك، فمصر لها رب قادر على أن يحل المسألة".