شهد سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع ليسجل مستوى تاريخي جديد، وذلك بعد صدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي التي تعد أهم البيانات الاقتصادية التي يتابعها المتعاملون في الأسواق العالمية إلى جانب اهتمام البنك الفيدرالي الأمريكي نفسه بهذه البيانات.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى تاريخي للذهب عند 2185 دولار للأونصة، ليسجل الذهب ارتفاع للجلسة الثامنة على التوالي، ويتجه الذهب إلى تسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي بنسبة 4.4% وهو ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي، وفق تحليل جولد بيليون.
[[system-code:ad:autoads]]
ارتفع الذهب العالمي هذا الأسبوع بمقدار 103 دولار منذ سعر افتتاح الأسبوع عند 2082 دولار للأونصة، وحتى أعلى سعر تم تسجيله اليوم، وهو أعلى ارتفاع أسبوعي للذهب منذ 5 أشهر.
جاء تسجيل الذهب لمستوى تاريخي اليوم بعد بيانات تقرير الوظائف الأمريكية التي أظهرت ارتفاع في معدل البطالة في الولايات المتحدة خلال شهر فبراير بنسبة 3.9% بأعلى من التوقعات والقراءة السابقة عند 3.7%.
من جهة أخرى فقد ارتفع أعداد الوظائف الجديدة خلال الشهر الماضي إلى 275 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة 229 ألف بينما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بمقدار 198 ألف.
بالرغم من ارتفاع أعداد الوظائف الجديدة بأعلى من التوقعات إلى أن التأثير جاء سلبي على الدولار بسبب ارتفاع معدل البطالة، إلى جانب تراجع مؤشر متوسط الأجور إلى 0.1% من 0.5% وهو المؤشر الذي يستخدم لقياس معدل التضخم.
الأسواق قررت التأثر بالجانب السلبي من تقرير الوظائف الأمريكي اليوم سواء ارتفاع معدل البطالة أو تراجع معدل الأجور، وذلك قبل صدور بيانات التضخم عن الاقتصاد الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.
مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية انخفض اليوم إلى أدنى مستوى منذ 7 أشهر، حيث انخفض المؤشر منذ بداية الأسبوع بنسبة 1.4%، متأثراً ببيانات تقرير الوظائف اليوم إلى جانب شهادة رئيس الفيدرالي باول أمام الكونجرس الأمريكي هذا الأسبوع والذي صرح خلالها أن البنك قد اقترب من الحصول على التأكيدات على تراجع التضخم ليبدأ خفض أسعار الفائدة.
الأسواق تضع الآن تسعير بنسبة 78% أن يبدأ الفيدرالي الأمريكي في خفض الفائدة بداية من شهر يونيو القادم، وهو ما تسبب في انخفاض العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات لأدنى مستوى منذ 5 أسابيع عند 4.038% بعد أن انخفض هذا الأسبوع بنسبة 2.4%.
الارتفاع الكبير في أسعار الذهب جاء أعلى من التأثير المتوقع للبيانات الاقتصادية ولتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، ويرجع هذا إلى حقيقة ارتفاع في الطلب على الذهب الفعلي وتزايد الطلب على عقود الذهب في بورصة السلع.
يأتي هذا على الرغم من استمرار تراجع الطلب الاستثماري على الذهب حيث استمرت التدفقات النقدية في الخروج من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهري يناير وفبراير، ليشهدا خروج استثمارات من الصناديق بمقدار 100 طن من الذهب.