رغم القلق الذي أثاره تحرك الكويكب "أبوفيس" باتجاه الأرض في عام 2029، إلا أن الدراسات والمحاكاة الحاسوبية الأخيرة تشير إلى أن هذا الكويكب لا يشكل تهديدًا حقيقيًا للبشرية حتى عند مراعاة عوامل غير معروفة سابقًا.
تحرك الكويكب أبوفيس
وفقًا لمجلة “لايف ساينس” العلمية وتقرير أعده فريق من العلماء والباحثين، فإن احتمالية اصطدام الكويكب بالأرض تقترب من الصفر تقريبًا. حيث تمت المحاكاة باستخدام أحدث التقنيات الحاسوبية واستنادًا إلى المعلومات المتاحة عن حركة أبوفيس وتكوينه.
يُعتبر أبوفيس واحدًا من الكويكبات الكبيرة التي تتجول في النظام الشمسي، وتتميز بحجمها الكبير بالنسبة للكويكبات الأخرى. ومع ذلك، فإنها لا تصل إلى حجم يعتبر قاتلاً للكوكب بشكل عام، ولكنها قادرة على تدمير منطقة مدينة كبيرة في حالة اصطدامها بالأرض.
إله مصري قديم
تم تسمية الكويكب بأبوفيس نسبةً لإله مصري قديم يرمز للظلام والفوضى ويعتبر هذا الاسم مناسبًا للكويكب نظرًا لحجمه الكبير وثقله الذي يمثل تهديدًا محتملاً.
ووفقًا لدراسة جديدة، فإن التحليق المقرب الأخير للكويكب أبوفيس من الأرض في عام 2021 كشف عن عدم وجود تهديد حقيقي للكوكب.
وتشير المراقبات إلى أن الكويكب قد يمر بأمان على بُعد يقارب 37,400 كيلومتر من الأرض، وهو أقل من عُشر المسافة بين الأرض والقمر.
وتشير مساراته الحالية إلى أنه من غير المرجح أن يشكل تهديدًا في المستقبل القريب.
ومع ذلك، أظهرت دراسة جديدة أنه يجب أخذ متغيرات لم يتم التفكير فيها سابقًا في الاعتبار.
ويفترض الباحثون أن الكويكب قد تم دفعه بعيدًا عن المسار المتوقع عن طريق الاصطدام بكويكب آخر، وأنه يمكن أن يتجه نحو الأرض.
تم تقديم هذه الدراسة في قاعدة البيانات المعروفة باسم arXiv ومن المقرر نشرها في المستقبل في مجلة Planetary Science Journal.
تهديد الأرض
وقال بول ويجارت، العالم الفلكي في جامعة ويسترن في لندن بكندا والمؤلف الرئيسي للدراسة: "لقد قمنا بحساب مسارات جميع الكويكبات المعروفة باستخدام محاكاة حاسوبية تفصيلية لنظامنا الشمسي وقمنا بتقييم احتمالية وقوع حدث غير محتمل مثل هذا". وأضاف: "لحسن الحظ، لا يُتوقع وقوع اصطدامات من هذا النوع".