الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رغم قسوة الأوضاع الفلسطينية| السودان حاضر على أجندة الجامعة العربية.. ونداء عاجل لأبو الغيط

الحرب في السودان
الحرب في السودان

على مدار أكثر من 10 أشهر لم تهدأ الحرب الأهلية في السودان، ومنذ 15 إبريل من العام الماضي لم تهدأ وطأة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أزهقت فيها أرواح السودانين، ودمرت فيها المباني والمؤسسات الوطنية وهجر بسببها الملايين فرارا من آلة القتل والتخريب.. وسط جهود عربية واسعة قادتها جامعة الدول العربية لوقف القتال والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في السودان.

 

وخلف القتال والحرب في السودان حتى الأن نحو أكثر من 13 ألفا و900 قتيل منذ اندلاعها في 15 إبريل من العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة في بيان لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في حين نزح نحو 8.1 ملايين شخص فروا من منازلهم في السودان، ويشمل ذلك حوالي 6.3 ملايين داخل السودان و 1.8 مليون فروا إلى خارج البلاد.

 

ومنذ اندلاع الحرب في السودان لم تتوقف الجهود العربية لوقف القتال، وفي مقدمتها جهود جامعة الدول العربية والتي لم تتوقف عن مطالبة طرفي النزاع من أبناء الوطن الواحد لوقف القتال والحفاظ على ممتلكات الدولة ومؤسساتها الوطنية، والعودة للحوار حقنا للدماء، وعقدت اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في السابع من مايو من العام الماضي بعد اشتعال الأزمة لبحث تداعياتها وخطوات التحرك العربي لوقف القتال، رغم الجهود الكبرى التي تبذلها الجامعة العربية في الوقت الحالي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والأراضي الفلسطينية.

اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري 

وخلال أعمال القمة العربية للقادة والزعماء العرب 32 التي عقدت بالمملكة العربية السعودية في 19 مايو من العام الماضي كانت الأزمة السودانية حاضرة وبقوة على جدول أعمالها ومتضمنة في قرار القمة بالعديد من الخطوات، كذلك الحال في خلال أعمال العادية لمجلس الجامعة العربية 160 على مستوى وزراء الخارجية التي عقدت في شهر سبتمبر الماضي، كانت الأزمة السودانية حاضرة وبقوة بحثا عن حل لها.

تحركات واسعة لـ أبو الغيط لوقف الحرب في السودان

واليوم وقبل انعقاد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية للدورة العادية 161 والمقرر لها غدا الأربعاء، استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اللجنة رفيعة المستوى المعنية بالسودان التابعة للاتحاد الافريقي برئاسة محمد بن شمباس وعضوية سبيسيوسا وانديرا كازيبوي، نائب رئيس أوغندا الأسبق، و فرانسيسكو ماديرا الممثل الخاص السابق لرئيس المفوضية الإفريقية إلى الصومال حيث بحث الجانبان جميع جوانب الأزمة السودانية المستمرة منذ أكثر من ١٠ أشهر.

أبو الغيط يلتقي اللجنة رفيعة المستوى المعنية بالسودان

وخلال اللقاء بن شمباس قدم شرحاً وافياً حول طبيعة عمل اللجنة والخطوات التي تنوي القيام بها لمساعدة السودان للخروج من أزمته، وطالب السيد بن شمباس والسادة أعضاء اللجنة بالتعاون الوثيق مع الجامعة العربية في هذا الشأن، واطلع الأمين العام على نتائج لقائه مع الفريق اول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في بورسودان.

وأكد أبو الغيط للجنة رفيعة المستوى على ضرورة الوصول لاتفاق وقف إطلاق نار بشكل سريع، وذلك لإنقاذ الدولة السودانية التي لحق ببنيتها التحتية دمار كبير  خاصة في العاصمة الخرطوم بسبب القتال الدائر، وكذلك لإنقاذ الوضع الانساني المتردي، والذي أدى إلى تحويل ملايين السودانيين الى لاجئين ونازحين، مستعرضا الجهود التي تقوم بها الجامعة في هذا الخصوص مع الشركاء الدوليين وعلى رأسهم الاتحاد الأفريقي، مؤكدا على ضرورة التعاون والتنسيق مع حكومة جمهورية السودان لإنجاح هذه المساعي.  

نداء عاجل من أبو الغيط لحقن دماء السودانيين 

كما وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط نداء عاجلا للفرقاء في دولة السودان لحقن دماء الشعب السوداني تعظيما لحرمة شهر رمضان الكريم، قال فيها: على أعتاب شهر رمضان المعظم الذي يحل بعد أيام قليلة لازالت الدماء السودانية الغالية تراق وجرح الوطن ينزف بسبب الحرب الدائرة في ربوع البلاد على مدار عام كامل تقريباً مهددة معها أحلام ملايين السودانيين وآمالهم المشروعة في حياة آمنة ومستقرة في وطن يسعهم.

أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية 

وتابع أبو الغيط: وعلى أعتاب شهر رمضان المبارك فإنني أدعو الأشقاء السودانيين إلى عدم ادخار أي جهد في البحث عن كل ما يقرب من خيارات السلام والحوار وإيثار الوطن على واتخاذ كل خطوة جادة تسكت المدافع وتضمد الجروح وتعيد الأمل في المستقبل.. لقد شردت هذه الحرب الضروس ملايين السودانيين من منازلهم وقراهم، وضربت العاصمة القومية للبلاد، وعرضت أسر وقرى بأكملها إلى جرائم يندى لها الجبين، وبذرت الخوف والرعب في قلوب الأبرياء بعد أن فقدوا أحبتهم وممتلكاتهم، ونشرت خطابات الكراهية والثأر والانتقام فيما بين أبناء الوطن الواحد.

 

وأضاف أبو الغيط في رسالته: أذكر جميع السودانيين بأن التسامح وصفاء القلب من صفاتهم المشهورة التي عرفوا بها وسط جيرانهم، وأن المساهمات القيمة للأجيال السابقة في الدفاع عن أمتهم وقارتهم وبناء نهضتها لم تمح من الذاكرة، وأن لهم أن يستذكروا هذه الصفات وهذه الجهود في هذه اللحظات المصيرية التي تمر بها بلادهم ومؤسساتهم القومية.

 

وتابع قائلا: على أعتاب شهر التسامح الذي يتسابق فيه المسلمون إلى الخير والعفو وإيثار الغير أدعو الأشقاء السودانيين إلى حقن دمائهم تعظيماً لحرمة الشهر، وحرمة الوطن، وحرمة أعراضهم ودمائهم.. وستظل يد جامعة الدول العربية ممدودة لكل مسعى يرنو نحو استعادة السلام والاستقرار والأمل في السودان ولصالح السودانيين.