الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثورة علمية.. لأول مرة زراعة أعضاء من خلايا الأجنة

زراعة أعضاء من خلايا
زراعة أعضاء من خلايا الأجنة

تمت زراعة أعضاء صغيرة من الخلايا الجذعية البشرية المأخوذة  من الأجنة خلال المراحل المتأخرة من الحمل لأول مرة، مما يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في طب ما قبل الولادة.

فقد يظهر بحث جديد أن نماذج الخلايا المعقدة، التي تسمى العضويات، يمكن زراعتها وأن هذه "الأعضاء الصغيرة" تحتفظ بالمعلومات البيولوجية للطفل.

ويعني هذا التقدم أنه يمكن ملاحظة التطور البشري في أواخر الحمل لأول مرة، مما يزيد من إمكانية مراقبة وعلاج الحالات الخلقية قبل الولادة، بحسب ما نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

تسمح العضيات، وهي نسخ مصغرة ومبسطة من الأعضاء - للباحثين بدراسة كيفية عمل الأعضاء عندما تكون بصحة جيدة وعندما تتأثر بالمرض.

حتى الآن، تم استخلاص العضيات من الخلايا الجذعية البالغة أو من الأنسجة الجنينية لحالات الحمل المنتهية، وتقيد اللوائح متى يمكن الحصول على عينات من الجنين.

في المملكة المتحدة يمكن القيام بذلك لمدة تصل إلى 22 أسبوعًا بعد الحمل، وهو الحد القانوني لإنهاء الحمل، ولكن في بلدان مثل الولايات المتحدة يعتبر أخذ عينات الجنين غير قانوني.

وتعني اللوائح أن دراسة النمو البشري الطبيعي بعد 22 أسبوعًا كانت محدودة، وكذلك بالنسبة للأمراض الخلقية في مرحلة قد لا تزال هناك فرصة لعلاجها.

وللتغلب على هذه المشكلات، قام الباحثون في جامعة كوليدج لندن (UCL) ومستشفى جريت أورموند ستريت (GOSH) باستخراج الخلايا الجذعية التي انتقلت إلى السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالطفل في الرحم ويحميه أثناء الحمل.

ونظرًا لعدم لمس الطفل أثناء عملية الجمع، يمكن التغلب على قيود أخذ العينات وتحمل الخلايا نفس المعلومات البيولوجية التي يحملها الطفل.

أخذ الباحثون خلايا حية من 12 حالة حمل، بين الأسبوع السادس عشر والأسبوع الرابع والثلاثين، كجزء من الاختبارات التشخيصية الروتينية، ثم حددوا الأنسجة التي جاءت منها الخلايا الجذعية.

وتم بنجاح استخراج الخلايا الجذعية من الرئتين والكليتين والأمعاء، واستخدامها في زراعة عضيات لها سمات وظيفية لهذه الأنواع من الأنسجة.


وقال الدكتور ماتيا جيرلي، المؤلف الأول للدراسة: "إن الكائنات العضوية التي أنشأناها من خلايا السائل الأمنيوسي تظهر العديد من وظائف الأنسجة التي تمثلها، بما في ذلك التعبير الجيني والبروتيني".

وأشار:"سوف تسمح لنا بدراسة ما يحدث أثناء التطور في كل من الصحة والمرض، وهو أمر لم يكن ممكنا من قبل، نحن لا نعرف إلا القليل عن الحمل البشري المتأخر، لذلك من المثير للغاية أن نفتح مجالات جديدة لطب ما قبل الولادة".

فيما عمل الفريق مع باحثين في جامعة KU Leuven في بلجيكا لدراسة تطور الأطفال المصابين بـ CDH، وهي حالة يؤدي فيها وجود ثقب في الحجاب الحاجز إلى نزوح أعضاء مثل الأمعاء والكبد إلى الصدر، مما يضغط على الرئتين ويعوق النمو الصحي.

تمت مقارنة الأعضاء الصغيرة من الأطفال الذين يعانون من CDH قبل وبعد العلاج مع الأعضاء العضوية من الأطفال الأصحاء لدراسة الخصائص البيولوجية لكل مجموعة.

وجدت الدراسة اختلافات تنموية كبيرة بين عضيات CDH الصحية وتلك التي كانت قبل العلاج.

ومع ذلك، كانت الكائنات العضوية في مجموعة ما بعد العلاج أقرب بكثير إلى الأعضاء السليمة، مما يوفر تقديرًا لفعالية العلاج على المستوى الخلوي.