ماذا كان يفعل الرسول بعد صلاة الفجر وقبله؟، سؤال يشغل ذهن الكثيرين مع اقتراب ساعة الثلث الأخير من الليل ودخول أذان الفجر ليوم الرابع من مارس 2024، الموافق 23 شعبان 1445هجريًا، فـ ماذا كان يفعل الرسول بعد صلاة الفجر؟.
ماذا كان يفعل الرسول بعد صلاة الفجر وقبله؟
صلاة الفجر أو صلاة الصبح هي أوّل الصلوات الخمس المفروضات على جميع المسلمين، وهي صلاة جهرية تتكوّن من ركعتين مفروضة وركعتين سنة قبلها وتسمّى سنة الفجر أو ركعتا الفجر وهي سنة مؤكّدة واظب عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وقد سُمّيت صلاة الفجر بهذا الاسم نسبةً إلى وقتها من الصبح الذي ينجلي فيه الظلام وينتشر الضوء في جميع الآفاق فقد سٌمّي فجرًا لانفجار الضوء وزوال العتمة والليل.
[[system-code:ad:autoads]]
ومن السنن التي ينبغي الحرص عليها بعد صلاة الفجر ما يلي:
1- سنة الفجر : اقرأ في أول ركعة سورة الكافرون و الثانية الإخلاص، حيث جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : (رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مَرَّةً يقرأ في الركعتين بعد المغرب ، وفي الركعتين قبل الفجر "قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡكَـٰفِرُونَ" و "قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ) .
2- بعد ما تصلي وانت على نفس قعدتك قول : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شىء قدير " عشر مرات، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن قال في دُبرِ صلاةِ الفجرِ وهوَ ثانٍ رجلَيْهِ قبلَ أن يتكلمَ : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلكُ ، ولهُ الحمدُ ، يُحيي ويُميتُ ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ عشرَ مرَّاتٍ .. كتبَ اللهُ لهُ عشرَ حسناتٍ ، ومحا عنهُ عشرَ سَيئاتٍ ، ورفعَ لهُ عشرَ درجاتٍ ، وكان يومَهُ ذلكَ كلَّهُ في حرزٍ مِن كلِّ مَكروهٍ ، وحُرِسَ من الشَّيطانِ ، ولَم ينبغِ لذنبٍ أن يُدركَهُ في ذلكَ اليومِ ، إلَّا الشِّركُ باللهِ.
3- قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر: كما ورد في السنة النبوية المطهرة الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر؛ ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في "جامعه" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة».
ومن أعظم الذكر قراءة القرآن الكريم، وقد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل.
كما ورد الشرع بفضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ في نحو ما أخرجه الدارمي والترمذي -واللفظ له- والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».
وشددت دار الإفتاء بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فلا مانع من قراءة سورة "يس" بعد صلاة الفجر، ولا بأس بالمواظبة على ذلك، ولكن الجهر بذلك في جماعة مشروط بموافقة القائمين على المسجد؛ تنظيمًا لزيارة هذا المقام الشريف؛ وتأدبًا في حضرة صاحبه الإمام الحسين عليه السلام، ليتم ذلك بشكل ليس فيه تشويش على بقية الذاكرين وقُرّاء كتاب الله تعالى؛ استرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمام مالك في "الموطأ" والإمام أحمد في "المسند".
فضائل صلاة الفجر
- من صلّى الفجر فهو في ذمّة الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله»، رواه مسلم.
- المداومة على صلاة الفجر علامة فارقة بين المنافقين والمؤمنين فهي دليل للبرء من النفاق، قال -عليه السلام- :« أثقلُ الصلاةِ على المنافقينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلمونَ ما فيهما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا».
- من صلى الفجر فكأنما قام الليل كله.
- يكون للمداوم على صلاة الفجر أجر حجّة وعمرة؛ إذا بقي يذكر الله حتى تطلع الشمس قال -عليه السلام- «من صلى الغداة في جماعة، ثمّ قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمره»؛ وصلاة الغداة هي صلاة الفجر، رواه الترمذي.
- صلاة الفجر غنيمة لا تعادلها غنائم الدنيا وكنوزها.
- النجاة من النار والبشارة لهم بدخول الجنة قال – صلى الله عليه وسلم-« لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل مغربها»، رواه مسلم.
- شهود الملائكة والثناء على من صلى الفجر حاضرًا، قال -عليه السلام- : «تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر»، رواه البخاري ومسلم.
- بشارة بنورٍ تام يوم القيامة، فقد روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قوله: «بَشِّر المَشَّائين في الظلمات بالنور التام يوم القيامة»؛ وهي إشارة إلى صلاة العشاء وصلاة الفجر في وقتها لوجود العتمة.