رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في (اليونيدو) لـ صدى البلد:
عقد المنتدى الدولي لريادة الأعمال مع القمة العربية استجابة منطقية للتطورات في المنطقة
المنتدى الدولي لريادة الأعمال سيرفع توصياته للقادة العرب والجمعية العامة للأمم المتحدة
[[system-code:ad:autoads]]منتدى ريادة الأعمال يطمح لبحث سبل معالجة التحديات العالمية والتمكين الاقتصادي
عدم الاستقرار السياسي والنزاعات تأثيرها مباشر على الشباب وبيئة ريادة الأعمال
نحتاج لاستراتيجية شاملة لمعالجة تحديات المنطقة التي تواجه الشباب ورواد الأعمال
[[system-code:ad:autoads]]أمامنا العديد من المجالات للتنسيق مع الجامعة العربية لخدمة شباب المنطقة
دور مشروعات ريادة الأعمال أساسي في التنمية المستدامة ومؤثر اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا
نعمل على بناء قدرات ومهارات الشباب ورواد الأعمال العرب ونقدم لهم الدعم الشامل
مشكلات المنطقة أثرت على الشباب ونعمل على رفع الوعي بريادة الأعمال
تشهد المنطقة العربية كغيرها من مناطق العالم، حالة نشاط واهتمام بمشروعات ريادة الأعمال أكثر من أي وقت مضى، إذ أخذ مفهوم ريادة الأعمال يكتسب زخما في المنطقة العربية، مستفيدا مما تقدمه تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وما تلعبه من دور مهم في تسريع نمو الأعمال التجارية، فضلا عن الدور الكبير الذ يمكن أن يلعبه رواد الأعمال مستقبلا، وما يمكن أن يقدمونه للدفع بعجلة التنمية.. وهو ما جعل الأمم المتحدة تولي اهتمام كبير بريادة الأعمال، وذلك من خلال العديد من أجهزتها في مقدمتها مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو).
ويولي مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة (اليونيدو) اهتمام كبير بمشروعات ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وفي القلب منهما المنطقة العربية، من خلال تنظيم العديد من الفعاليات الكبرى في مقدمتها المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار، والذي أخذ طابعا دوليا تحت مظلة الأمم المتحدة، معتبرا مرجعية دولية كرائد للمعرفة حول ريادة الأعمال والابتكار والاستثمارات المؤثرة في مسيرتها، والذي من المقرر أن تعقد دورته السادسة في العاصمة البحرينية المنامة في الفترة من 14 إلى 16 مايو القادم تزامنا مع أعمال القمة العربية الـ 33 التي سوف تستضيفها مملكة البحرين.
وعن المنتدى الدولي لرواد الأعمال ، وتفاصيل الدورة الخامسة للمنتدى، وما وصلت إليه مشروعات ريادة الأعمال في المنطقة العربية وما يمكن أن تقدمه في سبيل الدفع بعجلة التنمية، والتعاون الوثيق بين مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا وجامعة الدول العربية لخدمة دول المنطقة، كان لـ صدى البلد هذا الحوار مع الدكتور هاشم حسين - رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والذي أكد على الدور الكبير للمكتب في دعم ريادة الأعمال والاستثمار.. وإلى نص الحوار:
المنتدى أحد أهم الفعاليات العالمية لدعم ريادة الأعمال.. بداية متى انطلقت نسخته الأولى وإلى أين وصل
انطلق المنتدى الدولي لرواد الأعمال في دورته الأولى عام 2015، ومنذ ذلك التاريخ دأبنا على عقد دوراته مرة كل سنتين بشكل متواصل على امتداد عقد من الزمان، كان الاستثناء الوحيد خلال فترة جائح الكورونا، وقد نجح المنتدى، من خلال أمانتهفي البحرين وبتعاون وثيق مع مختلف الشركاء، في الوصول إلى مرجعية دولية كرائد للمعرفة حول ريادة الأعمال والابتكار والاستثمارات المؤثرة في مسيرتها، وحقق المنتدى إنجازات مهمة على امتداد هذه السنوات، حتى أصبح المنتدى الاستثماري الرائد الدولي المتميز لرواد الأعمال الذي يعمل تحت مظلة الأمم المتحدة، وشراكاتها الدولية مع المنظمات المماثلة بما فيها الإقليمية والوطنية الأخرى، والذي حقق كل ذلك بعملنا المتواصل تحت شعار "تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال ريادة الأعمال والابتكار والاستثمار".
ما تفاصيل الدورة الخامسة للمنتدى الدولي لريادة الأعمال وما تحمله من ملفات؟
بالنسبة للدورة الخامسة للمنتدى الدولي لرواد الأعمال 2024 (WEIF) والتي تم إطلاقها في مقر جامعة الدول العربية في 22 يناير، فسوف يعقد المنتدى هذه الدورة في العاصمة البحرينية المنامة في الفترة من 14 الى 16 مايو، بالتزامن مع قمة القادة العرب لعام 2024، وسيتم ذلك بتعاون وثيق بين مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مملكة البحرين وجامعة الدول العربية واتحاد الغرف العربية والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا والمركز الدولي لريادة الأعمال والإبتكار والعديد من المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية الأخرى تحت شعار "تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة "، ويطمح إلى بحث سبل معالجة التحديات العالمية من خلال التمكين الإقتصادي، بما في ذلك الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ والسلام والعدالة، في سياق أهداف التنمية المستدامة.
ويعد الابتكار والنمو الاقتصادي اليوم من عوامل التمكين الحاسمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويمكن أن يؤدي الابتكار إلى تطوير تقنيات ومنتجات وخدمات جديدة تعالج التحديات الاجتماعية والبيئية، ويمكن للنمو الاقتصادي أن يوفر الموارد اللازمة للاستثمار في مبادرات التنمية المستدامة، ويتطلب تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي العديد من الخطوات من بينها تشجيع ريادة الأعمال، باعتبار أن رواد الأعمال هم المحركون للابتكار، حيث يمكن للحكومات إنشاء أنظمة بيئية مواتية وبيئة تمكينية لريادة الأعمال من خلال توفير الوصول إلى التمويل المبتكر، وبناء القدرات، والحضانة، والتواصل، والإرشاد، كذلك تشجيع الشراكات وتبادل المعرفة، إضافة إلى الاستثمار في البحث والتطوير بهدف تطوير تقنيات جديدة يمكن أن تساعد في حل بعض المشاكل الأكثر إلحاحًا في العالم، وإيجاد ثقافة داعمة للابتكار، وكل ذلك يمكنا أن نخلق عالما أكثر استدامة وانصافا للجميع من خلال تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي.
لماذا تم اختيار توقيت عقد المنتدى بالتزامن مع القمة العربية 33.. وما دلالات هذا التزامن؟
لم يكن اختيار تزامن عقد المنتدى الدولي لريادة الأعمال مع أعمال القمة العربية واجتماع القادة العرب في العاصمة البحرينية المنامة مسألة عفوية أو اعتباطية، بل هي استجابة منطقية للتطورات التي تشهدها الساحة العالمية بشكل عام، والمنطقة العربية على وجه الخصوص، فنحن اليوم نعيش في واقع تهشمت فيه الحدود الزمنية والمكانية، وهو ما يدفع المنظمات المختلفة على البحث عن مواقع التعاون، ومناطق التنسيق، كي يتسنى لها معالجة القضايا العصية التي تواجهها من زوايا أوسع، وبحلول أكثر فعالية وجدوى.
نحن ندرك، ونحن على يقين أن جامعة الدول العربية تشاركنا الإيمان بأن تضافر القوى من شأنه أن يواجه المشكلات على نحو أفضل، وبسبل أكثر جدوى، على هذا الأساس شخصنا بشكل مشترك القواطع المشتركة بيننا، ووجدنا أن تزامن الحدثين سيمكننا من قطع مسافات تنمية الشباب ورواد الأعمال العربي من الجنسين في وقت أسرع، وبكلفة أقل، وسوف يحقق نتائج أفضل لمعالجة مشكلات الواقع المعاش، و تحديات المستقبل القادم، كما سيقوم المنتدى بتقديم توصياته إلى القمة العربية ومن ثم سيتم رفعها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه ريادة مشروعات ريادة الأعمال في عملية التنمية المستدامة؟
تلعب ريادة الأعمال دورًا مهمًا في التنمية المستدامة، حيث تؤثر على الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بطرق مباشرة وغير مباشرة، حيث أنها تتضمن توليد حلول مبتكرة لتحديات الاستدامة، وخلق فرص العمل، والمساهمة في النمو الاقتصادي بطريقة تحترم الموارد وتحافظ عليها للأجيال القادمة، وذلك من خلال الابتكار من أجل الاستدامة، والذي غالبًا ما يدفع رواد الأعمال للابتكار من خلال تطوير منتجات وخدمات وتقنيات جديدة تعالج التحديات البيئية، مثل تقنيات الطاقة المتجددة، وتقنيات تقليل النفايات، والممارسات الزراعية المستدامة، والتي يمكن أن تؤدي إلى أنماط استهلاك وإنتاج أكثر استدامة، كما تساهم ريادة الأعمال في النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص العمل وتوليد الثروة، كما يمكن لمشاريع ريادة الأعمال أيضًا تعزيز الإدماج الاجتماعي من خلال توفير فرص العمل والتمكين للفئات المهمشة، بما في ذلك النساء والأقليات وذوي الإعاقة مما يدعم الركيزة الاجتماعية للتنمية المستدامة، إضافة إلى تركيز بعض رواد الأعمال بشكل خاص على الاستدامة البيئية، وإطلاق أعمال تجارية تساهم بشكل مباشر في الحفاظ على الموارد، والحد من التلوث، وتحسين التنوع البيولوجي وتدعم هذه المشاريع البعد البيئي للتنمية المستدامة.
كيف يؤثر التوسع في مشروعات ريادة الأعمال في عملية التنمية المستدامة؟
هناك العديد من التأثيرات المباشرة لريادة الأعمال على التنمية المستدامة تتمثل في خلق فرص العمل، التي تساهم بشكل مباشر في الاستدامة الاقتصادية من خلال الحد من البطالة وتحسين مستويات المعيشة، وإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل البيئية من خلال التطوير المباشر للمنتجات والخدمات التي تقلل من النفايات، وتحسن كفاءة الطاقة، وتخفض آثار الكربون، كما تساهم ريادة الأعمال في الاستثمار المباشر في التقنيات المستدامة، حيث تسهم الاستثمارات المالية في الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة والبنية التحتية الخضراء بشكل مباشر في الاستدامة البيئية، إضافة إلى ذلك هناك آثار غير مباشرة لريادة الأعمال على التنمية المستدامة من بينها تغيير أنماط الاستهلاك بتقديم منتجات وخدمات مستدامة، حيث يمكن لرواد الأعمال التأثير على السلوك العام والشركات نحو ممارسات أكثر استدامة، والتنويع الاقتصادي من خلال إدخال صناعات جديدة أو تنشيط القطاعات بممارسات مستدامة، والتي يمكن لريادة الأعمال تقليل الاعتماد على الصناعات الضارة بالبيئة، إضافة إلى تأثير السياسات وزيادة الوعي، حيث يمكن لرواد الأعمال أن يلعبوا دورًا في الدعوة إلى سياسات مستدامة وزيادة الوعي حول قضايا الاستدامة، وتشكيل المعايير المجتمعية والسياسات الحكومية نحو التنمية المستدامة بشكل غير مباشر.
ما أبرز جهود (اليونيدو) لدعم مشروعات ريادة الأعمال في المنطقة العربية؟
مارست شبكة مكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) دورًا مهمًا في تعزيز ريادة الأعمال في المنطقة العربية، وكان لمكتب البحرين دورًا رياديًا مميزًا في هذا المجال بمساهماته في تسهيل الاستثمار ونقل التكنولوجيا عن طريق ربط المستثمرين ورواد الأعمال حيث تعمل مكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا كوسطاء تجمع رواد الأعمال العرب مع المستثمرين المحتملين ومقدمي التكنولوجيا على مستوى العالم، وكذلك تعزيز فرص الاستثمار وتحديد الفرص الاستثمارية الواعدة في المنطقة العربية والتحقق من صحتها ونشرها على المستثمرين الدوليين، إضافة أن مكاتب الأمم المتحدة لترويج الاستثمار تعمل على دعم المفاوضات التجارية، تقدم إرشادات الخبراء والدعم لرواد الأعمال طوال عملية التفاوض.
كما تعمل مكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابعة للأمم المتحدة في المنطقة العربية على بناء القدرات والمهارات للشباب رواد الأعمال وذلك من خلال التدريب وورش العمل، والإرشاد وذلك بربط رواد الأعمال بالموجهين والمدربين ذوي الخبرة وتوفير التوجيه والدعم الشخصي طوال رحلتهم، ومن خلال تبادل المعرفة إذ تعتبر تلك المكاتب كمراكز معرفية قيمة مما يتيح الوصول إلى أفضل الممارسات والتقارير والأبحاث المتعلقة بريادة الأعمال والصناعات المختلفة، والعمل على تعزيز الشراكات من خلال فعاليات ومنصات التواصل ومؤتمرات وورش العمل ومنصات الإنترنت التي تربط رواد الأعمال بالشركاء المحتملين والمستثمرين، وكذلك تقديم برنامج المندوبين، حيث يتلقى المسؤولون من الدول العربية تدريبًا عمليًا في مجال ترويج الاستثمار، مما يسمح لهم بجذب الاستثمار الأجنبي المباشر بشكل فعال وتشجيع الشركات المحلية، إضافة إلى بناء الجسور مع شبكات اليونيدو الأخرى التي تركز على التنمية الصناعية والابتكار وتنمية الأعمال التجارية الصغيرة، وتقدم الدعم الشامل لرواد الأعمال، كما تعمل المكاتب تعزيز الاستثمارات والتقنيات التي تعالج التحديات البيئية وتدعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتقديم برامج ومبادرات مخصصة لتمكين رواد الأعمال الشباب في المنطقة العربية.
مكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا أصبحت شريك أساسي في تعزيز نظام حيوي لريادة الأعمال في المنطقة العربية.. كيف تمكنت من تحقيق ذلك؟
تعمل مكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا ف في الدول العربية من خلال تصميم تدخلاتها بما يتناسب مع الاحتياجات والسياقات المحددة لكل دولة، والعمل بشكل وثيق مع الحكومات المحلية وجمعيات الأعمال وأصحاب المصلحة الآخرين لضمان توافق برامجهم مع أولويات التنمية الوطنية، إضافة إلى أنه يعتمد نجاح تدخلات مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في كثير من الأحيان على شراكات قوية مع القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني، ومن خلال تنفيذ هذه الاستراتيجيات، أصبحت شبكة مكاتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابعة لليونيدو لاعباً رئيسياً في تعزيز نظام بيئي حيوي ومبتكر لريادة الأعمال في جميع أنحاء المنطقة العربية، مما يساهم في النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل، والتنمية المستدامة.
المنطقة العربية تواجه العديد من المشكلات والتي تؤثر على الشباب ومشروعات ريادة الأعمال.. كيف رصدتم تلك المشكلات وطريقة تعاملكم معها؟
تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديات اجتماعية واقتصادية متنوعة ومعقدة، مما يؤثر بشكل كبير على الشباب ورواد الأعمال العرب، والتي سببت العديد من الانعكاسات على الشباب من بينها ارتفاع معدلات البطالة والتي ارتفعت بشكل مثير للقلق في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تتجاوز في كثير من الأحيان 20%، وذلك بسبب تقلص فرص العمل المتاحة، وانعدام أمن الدخل، وهجرة الأدمغة حيث يبحث الشباب العرب المهرة عن عمل في الخارج، إضافة إلى عدم تطابق المهارات ومحدودية جودة التعليم، لأنه غالباً ما تفشل الأنظمة التعليمية في تزويد الخريجين بالمهارات التي يتطلبها سوق العمل، كما تعيق الفجوات في المهارات الابتكارية والإنتاجية القدرة التنافسية للأعمال، إضافة إلى عدم القدرة على الوصول إلى التمويل والاستثمار حيث يواجه رواد الأعمال، وخاصة الشباب والمبتكرين، صعوبة في الحصول على التمويل بسبب العقبات البيروقراطية، وخيارات الائتمان المحدودة، وتجنب المؤسسات المالية المخاطرة، إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي والصراع والذي يؤدي إلى تعطيل الاقتصادات، وتدمير البنية التحتية، وتشريد السكان، مما يخلق تحديات هائلة لكل من الشباب ورواد الأعمال، كما يؤدي الخوف وعدم اليقين والعنف إلى تثبيط الاستثمار وعرقلة النشاط التجاري والحد من فرص التقدم الاقتصادي، إضافة إلى عدم المساواة بين الجنسين والحواجز الاجتماعية وما تواجه رائدات الأعمال في بعض الدول من تحديات إضافية مثل المعايير التمييزية، ومحدودية الوصول إلى الشبكات، وصعوبات الحصول على التمويل مما يؤدي ذلك إلى عدم استغلال إمكانات نصف السكان بشكل كامل، مما يعيق النمو الاقتصادي الشامل والتنمية الاجتماعية.
كيف يمكن معالجة تلك التحديات لزيادة المشاركة الفاعلة للشباب ورواد الأعمال في المنطقة العربية؟
هذه التحديات مترابطة وتختلف عبر المنطقة، ومع ذلك فإن معالجتها بفعالية تتطلب استراتيجيات شاملة تركز على عدد من المحاور في مقدمتها تحسين التعليم والتدريب على المهارات الزراعية الحديثة وتزويد الشباب بالمهارات ذات الصلة وتعزيز تعليم ريادة الأعمال، وتعزيز الوصول إلى التمويل والاستثمار وتسهيل الوصول إلى التمويل للشركات الشابة والمبتكرة، وتعزيز الاستقرار السياسي والأمن والاستثمار في الحل السلمي للنزاعات والحوكمة الشاملة لخلق بيئة مستقرة للشركات، إضافة إلى تمكين النساء والشباب و إيجاد بيئة ملائمة و إزالة العوائق أمام ريادة الأعمال النسائية وإنشاء برامج دعم خاصة بالشباب، كذلك العمل على الاستثمار في التنمية المستدامة و التكنولوجيات الحديثة في الزراعة لمعالجة تغير المناخ وندرة الموارد من خلال الحلول والشراكات المبتكرة، ومن خلال معالجة هذه التحديات وتعزيز بيئة أكثر دعما، يمكن لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن تطلق العنان لإمكانات الشباب ورواد الأعمال، مما يؤدي إلى مستقبل أكثر ازدهارا وإنصافا.
جامعة الدول العربية الحاضنة الكبرى وبيت العرب.. هل هناك تنسيق وتعاون معها للتوسع في مشروعات الشباب وريادة الأعمال؟
هناك مساحات شاسعة من التقاطع الايجابي بين مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا (اليونيدو) وجامعة الدول العربية، وعلى وجه التحديد عند تناول قضايا التمكين الإقتصادي للشباب، ومن أبرز مجالات التعاون التي يمكن التنسيق فيها قطاع التعليم حيث يمكن التنسيق مع منظمات الجامعة العربية المماثلة في وضع البرامج التعليمية والتدريبية المبدعة التي تؤهل الشباب لولوج سوق العمل أولا، والمساهمة في برامج وخطط التنمية ثانيًا، شريطة أن يتم ذلك من منطلقات إبداعية، وعلى أرضية ابتكارية شمولية، ولا بد ان يتسع ذلك للمعاهد الفنية، والمؤسسات التدريبية، إضافة إلى إمكانية وضع برامج لتمكين المرأة والشباب ورواد الأعمال من خلال وضع البرامج المشتركة ورسم الخطط المتكاملة، إضافة إلى إمكانية التأهيل التقني ويتحقق ذلك عن طريق تشجيع الشباب على الانخراط في برامج تطوير المهارات المستندة إلى علوم التكنولوجيا و الرقمنة، والمستفيدة من مشروعات الإبداع، بما فيها الذكاء الاصطناعي وما له علاقة بها.