يساهم استهلاك الإنسان المفرط للحيوانات، في تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي وتنتج تربية الحيوانات ما بين 14 - 16% من إجمالي الغازات الدفيئة العالمية، ما يشكل تهديدًا خطيرًا على البيئة ومستقبل كوكبنا.
اتجه بعض الباحثينمن معهد العلوم البيئية بجامعة لايدن بنيوزيلندا لإجراء دراسة للبحث عن حلول علمية فعالة للجمع بين احتجاز الكربون والتحوّل الغذائي أو في نفس الوقت يمكن عبر تلك الطريقة إزالة كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه.
المحاصيل سريعة النمو
تعتمد الطريقة التي استخدمها الباحثون على زراعة محاصيل سريعة النمو، يمكن بعد ذلك تخزين كتلتها الحيوية بصورة دائمة في التكوينات الجيولوجية أو استخدامها كمادة أولية لإنتاج الطاقة المتجددة.
وتُسمى هذه الطريقة «الطاقة الحيوية الناتجة عن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه» (Bioenergy with carbon capture and storage)، واختصارها الشائع هو (BECCS).
كانت هناك مشكلة تواجه تلك الطريقة دائمًا، وهي أنّ تطبيقها، قد يأتي على حساب التوسع الزراعي في مناطق الغطاء النباتي الطبيعي، ما يهدد النظام البيئي والتنوع البيولوجي هناك.
الطائرات الكهربائية حل لرحلات أقل تاثيرا علي المناخ بنسبة 60%
نظر الباحثون إلى الأمر بمنظور مختلف بعض الشيء، وهو أنّ الأطعمة ذات المصدر الحيواني، لا تمد البشر بالفوائد الكافية مقارنة بما يستهلكه من العلف والمياه لذلك، فكروا في تحوّل البشر نحو البروتينات البديلة للبروتين الحيواني، وانة قد يساهم في إزالة واحتجاز الكربون، في نفس الوقت إنتاج طاقة متجددة من الكتلة الحيوية.
بالفعل، راح الباحثون يختبرون كيف يمكن لانتقال البشر نحو البروتين البديل أن يؤثر على إنتاج الطاقة الحيوية ويحافظ على النظم البيئية ويخزن الكربون. ووجدوا أنه كلما قل استخدام البشر للبروتينات الحيوانية، زادت فرصة إطلاق الطاقة الحيوية، وإمدادات المياه للناس والنظم البيئية.
تُظهر نتائج الدراسة أنّ استبدال 50% من المنتجات الحيوانية بحلول 2050، يمكنه أن يُوفر ما يكفي من الأراضي لإنتاج كتلة حيوية، تكفي لتوليد طاقة مقدارها يتراوح بين 26.4 إلى 39.5 ميغاواط/سنة، وفي نفس الوقت، يُزيل ما بين 5.9 إلى 9.3 غيغا طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون/سنة من الغلاف الجوي.
أما في حالة استبدال 100% من المنتجات الحيوانية على مدار 60 عامًا؛ فهذا من شأنه أن يزيل 700 غيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
إزالة الكربون
حلل الباحثون المواقع الجغرافية العالمية اللازمة لإنتاج الكتلة الحيوية؛ لتخزين ثاني أكسيد الكربون. ووجدوا أنّ القدرة الجيولوجية للبلدان لعزل ثاني أكسيد الكربون وفقًا لطريقة لطاقة الحيوية الناتجة عن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، تختلف من بلد لآخر؛ فمثلًا، تميزت بعض البلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين بقدرة كبيرة في العزل.
من جانب آخر، فإن زراعة محاصيل الكتلة الحيوية على الأراضي الزراعية، سيكون أكثر فاعلية في إزالة الكربون من إعادة الغطاء النباتي الطبيعي.
ربما يكون الاعتدال في استهلاك اللحوم حلًا من حلول التخفيف من آثار التغيرات المناخية، لكن هناك بعض السيناريوهات المحتملة التي أشار الباحثون إلى أنها في حاجة لدراسات أخرى مستقبلًا.
الطاقة الحيوية
هي نوع من أنواع الطاقة المتجددة والمشتقة من الكتلة الحيوية؛ والتي تشمل المواد العضويّة الناتجة من النباتات والحيوانات، وأمّا عن طريقة تحويل المواد الخام البيولوجية إلى طاقة حيويّة فتتمثّل من خلال تحويل المواد الكربوهيدراتيّة المعقدة في المواد العضوية إلى طاقة وبمعنى آخر فإن استخراج الطاقة الحيوية يعتمد على المصادر النباتية والحيوانية مثل؛ قصب السكر والقش وفول الصويا.
وتختلف الطاقة الحيوية عن الوقود الأحفوري فالوقود الأحفوري عبارة عن طاقة غير متجددة تحتاج إلى ملايين السنين كي تُنتج، مثل النفط الخام والفحم، أما الطاقة الحيوية فهي طاقة متجددة ويمكن إنتاجها بسهولة.