الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلال شهر رمضان| أستاذ سموم يكشف تأثير الطعام والشراب على فعالية الأدوية.. ويحذر من تناول العلاج مع العصائر والمياه الغازية

الزميل محمد سيد مع
الزميل محمد سيد مع استاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية
  • الدكتورة رشا عزت لـ “صدى البلد”:
  • التفاعل بين الغذاء والأدوية
  • تأثير توقيت تناول الدواء مع الطعام
  • التحسينات في تكنولوجيا الأدوية
  • أفضل طريقة لتناول الأدوية
  • أبرز النصائح الغذائية لصيام صحي خلال شهر رمضان
  • أطعمة يجب تجنبها خلال شهر رمضان

 

كثيراً ما نسمع عن تفاعلات الأدوية مع الطعام والشراب، والذي يتمثل بحدوث تأثير للطعام أو الشراب الذي يتناوله الفرد على مكونات الدواء الذي يستخدمه، الأمر الذي يجعل الدواء لا يعمل بالشكل المطلوب، ولذلك حرص “صدى البلد” على رصد رأي الدكتورة رشا عزت مصطفى، أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، حول تأثير الطعام والشراب على فعالية الأدوية، وتأثير فعالية الأدوية على الجسم.

وفي هذا السياق، أكدت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد”، أن هذه التفاعلات ليست مقتصرة فقط على الأدوية التي تصرف بوصفة طبية، بل يمكن أن تحدث أيضًا مع الأدوية البدائية والمكملات الغذائية، فعلى سبيل المثال، قد تتفاعل بعض الأعشاب الطبية مع الأدوية لتقليل فعاليتها أو زيادتها، ما يؤثر على صحة المريض.

وأوضحت الدكتورة رشا عزت، أنه عند تناول الأدوية، يجب أن يكون الشخص حذراً ويتبع الإرشادات الطبية بعناية لضمان استفادة قصوى من العلاج.

تأثير توقيت تناول الدواء مع الطعام

وقالت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، إن التفاعل بين الطعام والأدوية يمكن أن يكون حاسمًا، فعند تناول بعض الأدوية على معدة خاوية، يمكن أن يزيد ذلك من سرعة امتصاص الدواء، في حين يمكن أن يؤثر تناولها مع الطعام على عملية الهضم ويقلل من فعالية الدواء، حيث تتضمن هذه الفئة من الأدوية تلك التي يفضل تناولها على معدة خاوية، مثل بعض المضادات الحيوية والفيتامينات والمعادن.

أدوية تحتاج لتناولها مع الطعام

وتابعت: “وفي المقابل، يفضل تناول بعض الأدوية مع الطعام، خاصةً إذا كانت تسبب اضطرابًا معويًا أو إذا كانت تحتاج إلى الطعام لتعزيز امتصاصها، كمثل بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للالتهابات”.

وأضافت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، أن أخذ بعض الأدوية في نفس وقت تناول الطعام، قد يؤثر على الكيفية التي تقوم من خلالها المعدة والأمعاء بامتصاصها، فالطعام قد يؤخر أو يقلل من امتصاص الدواء، لذلك، فبعض الأدوية يجب أن تؤخذ على معدة خاوية، أي قبل تناول الطعام بساعة أو بعده بساعتين، وهناك أدوية يجب أخذها مع وجبة كاملة أو غنية بالدهون لتعمل بالشكل المناسب.

وأشارت الدكتور رشا عزت، إلى أن دواء الجلطات يتعارض مع الورقيات، لذلك على المريض تجنب تناول الكثير من الخضراوات ذات الأوراق الخضراء، ومنها الملفوف، والبروكلي، والسبانخ، والتي تحتوي، وبمقادير عالية، على الفيتامين ك، بشكل فجائي يعمل على التقليل من قدرة تلك الأدوية على وظائفها.

ولكن هذا النوع من تفاعل الأدوية مع الطعام لا يعني أنه على مستخدم تلك الأدوية التوقف عن تناول هذه الخضراوات، حيث تظهر مشاكل هذا النوع من تفاعل الأدوية مع الطعام لدى من يزيدون أو يقللون من تناولها بشكل كبير ومفاجئ، كون ذلك يغير من فعاليتها، لذلك، فإنه ينصح بتناول هذه الخضراوات بكميات ثابتة إلى حد ما.

الزميل محمد سيد مع استاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية
الزميل محمد سيد مع استاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية

وفي عالم الرعاية الصحية، أكدت الدكتور رشا عزت مصطفى، أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، أنه في عالمنا الحديث، يشكل تناول الأدوية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، ولكن ما قد لا يعلمه الكثيرون هو أن الطعام والشراب الذي نتناولهما يمكن أن يؤثران بشكل كبير على فعالية الأدوية التي نتناولها، ويسمى هذا التأثير "تفاعل الطعام والدواء"، وقد يكون له تأثير كبير على تحقيق الفعالية المرجوة من العلاج.

التفاعل بين الغذاء والأدوية

وأشارت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إلى أن التفاعلات بين الطعام والدواء لها أهمية كبيرة في فهمنا للطريقة التي يستفيد بها جسمنا من العلاج، فبفهم أفضل لهذه التفاعلات، يمكننا تحسين استفادتنا من العلاجات وضمان حصولنا على الرعاية الصحية المثلى.

وأكدت أن التوعية والتثقيف حول هذا الموضوع يسهم في تعزيز الوعي الصحي للمجتمع وتحقيق رعاية صحية أفضل للجميع.

تفاعلات تأثيرية

وأوضحت الدكتور رشا عزت، أن الأدوية التي تستخدم لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، قد تتفاعل بشكل غير متوقع مع بعض المكونات الغذائية، منوهة إلى أن هذا التفاعل يعتبر أمرًا حيويًا يجب على الأفراد فهمه لضمان حصولهم على العناية الصحية الملائمة.

وذكرت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، أن هناك تفاعلات الأدوية مع الطعام والشراب، والتي تتمثل بحدوث تأثير للطعام أو الشراب الذي يتناوله الفرد على مكونات الدواء الذي يستخدمه، الأمر الذي يجعل الدواء لا يعمل بالشكل المطلوب، مشيرة إلى أن أنواع التفاعل بين الأدوية والطعام تتعدد، فهناك مواد غذائية تؤثر على كيفية استقلاب الجسم لبعض الأدوية، فعلى سبيل المثال، قد تقوم بالارتباط ببعض مكوناتها، ما يقلل من امتصاصها أو يزيد من طرحها.

وأضافت الدكتور رشا عزت، أن الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الدهون والسكر والألياف هي بعض الأمثلة على الطعام الذي قد يتداخل مع فعالية الأدوية، فعلى سبيل المثال؛ الأطعمة الغنية بالكالسيوم قد تتداخل مع امتصاص بعض الأدوية مثل العقاقير المستخدمة لعلاج حموضة المعدة.

التحسينات في تكنولوجيا الأدوية

وأشارت أستاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، إلى أنه في ظل التقدم التكنولوجي، يعمل العلماء والباحثون على تحسين تكنولوجيا الأدوية لتقليل هذه التفاعلات، ومن المتوقع أن تشهد الصناعة الدوائية تقدمًا كبيرًا في تقديم أدوية تتفاعل بشكل أقل مع العوامل الغذائية.

التوعية والتثقيف

وشددت الدكتور رشا عزت، على ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي دواء جديد، خاصةً إذا كان المريض يعاني من حالات معينة أو يتناول أدوية أخرى، موضحة أنه مع تقدم التكنولوجيا، أصبح من الممكن الوصول إلى معلومات حول التفاعلات الدوائية بسهولة من خلال تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع الويب المختصة.

وفي إطار مستمر لفهمنا للعلاقة المعقدة بين الأدوية والتغذية، أكدت الدكتور رشا عزت مصطفى، أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، أن تناول الأدوية مع العصائر أو المشروبات الغازية أو الشاى باللبن من أحد العادات الخاطئة التى تؤثر على الأدوية ومفعولها، واعتاد عليها البعض، خاصة فى الإفطار فى رمضان، مشددة على ضرورة تبني عادات صحية عند تناول الأدوية وتجنب التداخلات الغذائية التي قد تلغي تأثير العلاج أو تؤثر سلبًا على صحة الفرد.

وأوضحت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن تلك التفاعلات يمكن أن تقلل من فعالية الدواء أو تزيد من خطورته، على سبيل المثال، بعض العصائر قد تتفاعل مع المكونات الدوائية، ما يقلل من امتصاصها أو يؤثر على توزيعها في الجسم، وفيما يتعلق بالمشروبات الغازية، يمكن أن يؤدي احتواؤها على مواد معينة إلى تداخل غير مرغوب مع بعض الأدوية.

أفضل طريقة لتناول الأدوية

وفي سياق البحث عن أفضل السبل لتناول الأدوية، أشارت الدكتور رشا عزت، إلى أن الماء يظل الخيار الأمثل، حيث يتفاعل الماء بشكل أقل مع مكونات الأدوية، ما يحافظ على فعاليتها، لذا، ينصح بتناول الأدوية مع كمية كافية من الماء، وتجنب تناولها مع مشروبات أخرى.

العرقسوس

وأشارت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، إلى أن من الأمثلة على تفاعل الأدوية مع الطعام هو العرق سوس، حيث إنه يستنفد البوتاسيوم من الجسم، ما يسبب زيادة كبيرة في نشاط دواء الديجوكسين، وهو دواء للفشل القلبي، ما يسبب مشاكل في ضربات القلب. 

كما يسبب العرقسوس أيضاً انحباس الصوديوم في الجسم، ويجدر الانتباه هنا إلى أن ذلك يقلل من فعالية الأدوية الخافضة لضغط الدم ومدرات البول.

الدكتور رشا عزت مصطفي استاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية
الدكتور رشا عزت مصطفي استاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية

وفي سعينا للحفاظ على فعالية العلاجات وتجنب التأثيرات الجانبية غير المرغوبة، أكدت الدكتور رشا عزت مصطفى، أستاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث، أن تداخل الدواء مع الغذاء يؤثر على خصائصه، ما يؤدي إلى تأثير مباشر على آلية تأثيره وتوزيعه في الجسم، مشددة على أهمية الانتباه إلى وقت تناول الدواء وعدم تجاوز الجرعات الموصوفة، حيث يمكن أن يؤثر تغيير مواعيد الجرعات على فعالية العلاج.

وأوضحت أستاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن جسم الإنسان يفرز مواد وإنزيمات يمكن أن تؤثر في كفاءة امتصاص بعض الأدوية من خلال تحسين امتصاصها أو العمل على إعادة الامتصاص بالشكل المطلوب، وكما هو معروف فإن الدواء والغذاء مهمان جداً لمعالجة الجسم من حدوث أي مرض.

ولفتت إلى أنه عادة فى رمضان يضطر مرضى إلى تغيير مواعيد الأدوية لتتماشى مع مواعيد الصيام، أو الاعتماد على الأدوية طويلة التأثير، وقد يتم تغيير الشكل الصيدلى للدواء، فبدلا من تناول الأقراص يمكن أخذ الدواء كحقن، حتى لا يفسد الصيام.

تأثير الصيام على امتصاصية الدواء

وأوضحت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، أن الصيام قد يؤدي إلى تغيير في نمط الأكل، وهو ما يمكن أن يؤثر على امتصاص الدواء في الجسم، ومن هنا تكمن أهمية التشاور مع الأطباء لتحديد أفضل وقت لتناول الأدوية مع الأخذ في اعتبارنا مواقيت الإفطار والسحور.

وأكدت الدكتور رشا عزت أهمية توعية الجمهور بالتفاعلات الغذائية التي قد تحدث عند تناول الأدوية، ومن بين الأطعمة والمشروبات التي يجب تجنبها أثناء تناول الأدوية:

1. المشروبات الغازية:

حذرت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، من تناول المشروبات الغازية مع الأدوية، خاصة تلك المرتبطة بارتفاع ضغط الدم والقلب، فالتفاعل بين هذه المشروبات والأدوية قد يقلل من فعاليتها أو يزيد من مخاطر الآثار الجانبية.

2. منتجات الألبان:

شددت الدكتور رشا عزت، على ضرورة تجنب تناول منتجات الألبان مثل الحليب والزبدة والجبن مع بعض الأدوية، هذا يشمل خاصة الأدوية التي تتفاعل مع الكالسيوم، حيث يمكن أن يؤثر الكالسيوم على امتصاص المضادات الحيوية.

3. المكملات الغذائية بالكالسيوم والماغنسيوم:

حذرت أستاذ الأغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، من تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على كميات عالية من الكالسيوم والماغنسيوم مع الأدوية، حيث يمكن أن يؤثران على امتصاص الأدوية في الجسم وبالتالي يقللان من فعاليتها.

وتابعت: "بالإضافة إلى الشيكولاتة "الدارك" التى فى حال تناولها بالتزامن مع تناول أدوية منومة قد تؤدى إلى نتائج عكسية، وستؤدى إلى ارتفاع حرارة الجسم إلى درجات كارثية"، مشيرة إلى أن تناول أقراص الحديد منفردة، أو مع فيتامينات، يمثل خطورة على المرضى الذين يعانون مشاكل بالغدة الدرقية، كما يزيد الكافيين فاعلية بعض الأدوية النفسية، ويرفع تأثير أدوية أخرى مثل الأسبرين، وعلاجات حساسية الصدر.

نصائح عامة

واختتمت استاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية، بنصائح عامة تشمل تناول الأدوية مع كميات كافية من الماء، والامتناع عن تناول الطعام الثقيل قبل تناول الأدوية لتجنب تأثيرات تأخير الامتصاص.

الزميل محمد سيد مع استاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية
الزميل محمد سيد مع استاذ الاغذية والسموم بمعهد البحوث الطبية